الجمعية العربية الفتاة أنضم رؤوف بك الكبيسي الى الجمعية العربية الفتاة متأثرا بأحداث عام 1908 والتجاذبات والتحالفات العسكرية والسياسيات الأقليمية والدولية التي رافقتها ونتائج سياسة التتتريك التي اتبعتها الحكومة العثمانية وما رافق ذلك من تمييز عنصري ضد العرب وحملات التنكيل والأعدامات المتكررة للشخصيات الوطنية العربية خاصة في زمن جمال السفاح والمحاكمات العرفية الصورية التي طالت العديد منهم خاصة في بلاد الشام وهي جمعية سياسية عربية قومية طالبت بالحقوق العربية المشروعة ( الحكم الذاتي للأقاليم العربية ثم الأستقلال التام عن السيطرة العثمانية ) وكانت رد فعل لجمعية الأتحاد والترقي التركية والتي كانت تدعوالى التتريك وتفضيل العنصر التركي على الآخرين من سكان المدن الأصليين . بعد ان تخرج من الكلية الحربية في استنبول في العام 1911 عمل ضابطا في الدرك في بغداد وحارب القوات البريطانية الغازية ثم تحول لقتال الأتراك بسبب سياسات رجالاتها العنصرية ضد العرب ومن دير الزور أتخذ هو ورفاقه من الضباط الآخرين مركزا للثوره ومقرا للتواصل مع رؤساء العشائر في غرب العراق ووسطه يقول الدكتورعلي الوردي ( ان الضباط العراقيين في سوريا قد أرسلوا مكاتيب يحرضون فيها العشائروأهل النجف على الثورة ضد الأنكليز / لمحات من تاريخ العراق الجزء الخامس صفحة 197 ) حيث تم تزويد العشائر الثائرة بالمال والسلاح من اجل الثورة على الأنكليز بعد ان اكتشف أمر اتفاقيات سايكس بيكو ونقضهم لعهودهم التي قطعوها للعرب وكان لرؤوف الكبيسي ادوارا كبيره في هذا الجانب مستفيدا من علاقة عائلته التأريخية بشيوخ وأعيان الأنبارومنهم الشيخ علي السليمان والشيخ حسن السليمان شيوخ الدليم والشيخ علي محمد البطاح شيخ قرى الملح والشيخ ظاهرعلي السعد شيخ البوفهد والشيخ ابن مهيد شيخ عشائر الفدعان والشيخ محمد التركي شيخ عشائرالدهامشه والشيخ عفتان الشرجي شيخ البومحل والشيخ رافع الشرجي شيخ البومحل والشيخ فتيخان البو ريشه شيخ البوريشه أضافة الى شيوخ عشائر كبيسه الشيخ محمدعبيد محيسن والشيخ عواد مزيد والشيخ كريم شمران والشيخ محمدعلي شويخ والشيخ ارزيك حمود حيث كانت هذه الأعمال الوطنيه بمثابة مقدمات تأريخية وعوامل حاسمه وأفعال بطوليةلاحقة للثورة على القوات الأنكليزية وضباطها حيث كانت هدفا مباشرا لهجمات العشائر في مناطق عديده من غرب العراق وشماله ووسطه حتى مقتل لجمن على يد الشيخ الضاري رحمه الله وبمساعده اولاده لأن سوء سلوك لجمن في تعامله مع العراقيين كانت سببا لثلاث محاولات لقتله ( الأولى في منطقة الشعّار في زوبع والثانية في الرحاليّة والثالثة في الرمادي نجحت الأخيرة منها أضافة الى قيام المرحوم حميد سبتي الكبيسي بقتل أحد الضباط الأنكليزوحكم بالأعدام وأودع في سجن النجف وعند زيارة رؤوف الكبيسي الى السجن المذكور قابله حميدسبتي الكبيسي خلال هذه الزيارة ووعده ليتبنّى قضيته ومساعدته في اطلاق سراحه من السجن لأن الدافع للقتل كان وطنيا واستطاع رؤوف الكبيسي من خلال علاقته الحميمه مع الملك ورئيس الوزراء من أعفاء المرحوم حميد سبتي من حكم الأعدام وأطلاق سراحه على الفور وانتهت القضية وبقي الفعل الخالد في النفوس والعمل النبيل في العقول تتناقله الألسن عبر تاريخ طويل لا ينقطع مادام هنالك خير يذكر وسأتطرق الى تفاصيل هذه القضية في فصل آخر هذه الأفعال الوطنية مقدمات دفعت للقيام بثورة العشرين وانطلاق شرارتها الأولى في جنوب العراق ثم أمتدت لتشمل جميع مناطق العراق كل حسب امكانيته ودوه الوطني وقد وفرت عائلة رؤوف الكبيسي للقوات الثائرة ملاذا آمنا في مدينة كبيسة وقدمت لهم الرجال ( كان من بين رجال كبيسة المشاركين في هذه العمليات المرحوم يوسف المايع والمرحوم عواد حسن وآخرون ) والأرزاق والمؤن في أوقات مختلفة قبل ان يلتجأ رؤوف بك الكبيسي الى سوريا ويلتحق بالحكومة العربية الى جانب الملك فيصل الأول حيث عين قائدا للدرك في حلب عام 1919 وبعد ان دخلت القوات الفرنسية تركها الوالي ومعه مدير الشرطة نبيه العظمة فأنتهز الفرنسيون هذه الفرصة فهاجموا المدينة ونهبوا الأموال العامة والأسحة الأعتدة فأستنجد وجهاء مدينة حلب برؤوف الكبيسي فسارت في روحه النخوة العربية وتحرك بشهامته المعروفة وقام بأصلاح ما فسد وبقي هو الوحيد من اقرانه في وظيفته لتثبيت دعائم الأمن والأستقرارفي المدينة بشجاعة وصلابة وقوة قلب ونفاذ بصيرة مدفوعا بحبة الشديد لعمل الخير وحرصه على تأدية واجبه القومي والوطني بكل قوة واقتدار.