لم يبق لجوقة جواسيس العملية السياسية المخابراتية المتهالكة في بغداد من أوراق التوت شيئا حتى تستر عورة خستهم وعمالتهم ووضاعتهم؛ فلقد حرصوا في كل مناسبة على الالتزام بمشروعهم الخياني وتقيدهم بأجندات أسيادهم الذين قذفوا بهم عبر طائراتهم ودباباتهم لأرض العراق الطاهرة ليدنسوها ويلوثوا فضاءه .. ورغم محاولاتهم البائسة للظهور بمظهر مزيف يعمدون من خلاله لإيهام الشعب بغير حقيقتهم وتاريخهم الأسود الملطخ بدماء آلاف الأبرياء .. جاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير ليدين جرائم إيران المتعددة بحق العرب والعروبة وآخرها الاعتداء الإرهابي على سفارة السعودية وقنصليتها بإيران عقب إعدام نمر النمر؛ واستبشرت الجماهير العربية خيرا وعلقت عليه آمال انطلاقة حقة لعمل عربي موحد في حدوده الدنيا؛ إلا أن نغول إيران أصروا مرة أخرى على شق الصف العربي بل وأعلنوها مدوية أنهم لا علاقة لهم بالعراق والعروبة وأن ولاءهم المطلق لأسيادهم في إيران الفارسية.. لقد حضر علوج حزب الدعوة وبقية الميليشيات التي أنشأتها إيران ودربتها ومولتها فغاب العراق الأشم عراق النخوة والأصالة والعزة والحمية القومية العربية.. غاب العراق خيمة العرب الواسعة التي انتخت طيلة عهدها للأمة والجماهير العربية وعيا وإدراكا ومسؤولية.. ورفض ممثلو الفرس وأذناب ولاية الفقيه المتخلفة بأسمار وأسماء عراقية في ظاهرها؛ أن يصوتوا على مشروع حزمة القرارات العربية العاملة على تقليم أظافر الفرس والتصدي لأجنداتهم الخبيثة العاملة على ابتلاع الوطن العربي كاملا وتفريسه وتدميره.. رفض جواسيس المنطقة الخضراء تجريم تحرش إيران وتهديداتها للسعودية والآقطار العربية الأخرى؛ وأبت الطغمة الفاسدة المنصبة والمدعومة من الاحتلالين الأمريكو صفوي إلا أن تذهب ريح العرب ما يقوي فرص أسيادهم المعممين في الإفلات من استتباعات جرائمهم.. لم يخجل هؤلاء الأراذل الأقزام من دفاعهم المستميت عن عدو العرب والعراق وتبرئته بالتالي من الانتهاكات والجرائم العنصرية التي اقترفوها بحق العراق وشعبه ومقدراته؛ وتذيل هؤلاء المعادين للعراق زمرة الخونة الآخرين في لبنان بعدما سيطر عليه مندوب الفرس على سياساته وقرارته.. أحجم من ادعى تمثيل العراق وما هم بممثليه ولن يكونوا يوما عن إدانة العدوان التوسعي الفارسي المتواصل ضد العرب؛ وتماهوا مع لبنان ليعلنوها مدوية أنهم فرس صفويون خالصون وأن عملهم وسعيهم وخطهم رعاية مخططات الفرس وإنجاحها بكل السبل.. لكم كان مخزيا ومهينا أن يبرر المجرم الجعفري موقف زبانيته برفض اعتماد ميليشيا حزب الله وتصنيفها على قائمة الإرهاب.. وما أكبر جرم هؤلاء العملاء حين رهنوا مصير العراق وقراراته وربطوها بمصلحة ميليشيا مارقة يؤكد مسؤولها على ولائه المطلق لما يسميه بمشروع الجمهورية الإسلامية.. لقد حسب من حضروا باسم العراق أنهم بفعلتهم النكراء تلك سيغيبون الصوت العراقي الأصيل؛ وفاتهم بالتالي أنهم لم يغيبوا سوى أنفسهم وزادوا تلطيخ هممهم الصغيرة بطبعها في وحل المهانة والذل والخسران.. وفاتهم أن صوت العراق الأصيل هو أزيز رصاص أحرار العراق ومقاوميه البواسل وثبات حرائره الماجدات اللواتي رفضن ولا يزلن كل ما ترتب عن غزو العراق.. فليس الصغير العبادي ولا المأجور الجعفري بقادرين على تقزيم العراق والإساءة لتاريخه الحافل الزاخر أمجادا وبطولات خالدة.. فهم لن يذكرهم التاريخ إلا ليلعنهم ويلفضهم.. وإن العراق أكبر من كل هذه الغربان الناعقة وسيضل صوته عربيا مدويا لا يهادن ولا يساوم مع الخونة والجواسيس والأتباع..