تعلمنا الهبة الاحتجاجية الواسعة لأتباع الولي الفقيه على إعدام المحرض على الإرهاب نمر النمر درساً يجب أن لا يفوتنا ونحن بصدد الجهاد لتحرير وطننا وأمتنا من الاحتلالات الأجنبية وأخطرها احتلال الولي الفقيه وهو أننا يجب أن نتضامن لتحقيق أهدافنا وأن نوحد خطابنا ضد أعدائنا وأن ننطق بلسان واحد دفاعاً عن وطننا، وليس عاباً أن نتعلم من عدونا. لقد أعدمت المملكة العربية السعودية إرهابيين من مواطنيها عرضتهم على القضاء وتبين أن بين المعدومين رجلاً واحداً كان (مقدساً) هو نمر النمر، وسر (قداسته) هو ارتباطه بالولي الفقيه الإيراني، فقامت قيامة إيران ووكلائها ومواليها وخدام مشروعها في أرجاء الأرض إدانة للقرار السعودي السديد وتلويحاً بالانتقام من السعودية وتهديدها، وقولهم إن إعدام النمر سيكون بداية النهاية لقيادة المملكة العربية السعودية، وكأن النمر هو سعيد بن جبير وقادة المملكة هم الحجاج بن يوسف الثقفي!! نعم، لم تمض ساعة واحدة على صدور بيان من وزارة الخارجية الإيرانية يدين إعدام النمر ويتوعد بالثأر منه حتى انبرى عملاء إيران، معممين وأفندية، ينطقون بلسان أمهم الفارسية ويستنكرون ويشجبون ويدينون ويستهجنون ويهددون ويلوحون بالانتقام ويطالبون بغلق السفارة السعودية بعد دقائق من افتتاحها، ولو أن السعودية أو غيرها من الدول أشارت، مجرد إشارة، إلى قتل العقول العراقية واستهداف العلماء والطيارين وبناة الدولة العراقية الذين لم يأت بعدهم للعراق بناة، على يد المليشيات الطائفية المرتبطة بإيران في العراق، لأقاموا الدنيا ولما أفعدوها، ولعدوا هذه الإشارة، حتى وإن لم تصدر من جهة رسمية، تدخلاً في شؤون العراق وربما أوصلوا أمرها إلى الأمم المتحدة. ولو لاحظتم فحتى بيان حكومة العبادي، وإن صيغ بلغة دبلوماسية، إلا أنه كان يشم من عباراته التدخل في شؤون دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة. إنهم مجتمعون موحدون على باطلهم، ونحن متفرقون عن حقنا. إن الكثير من العراقيين يبادون يومياً، شسع نعل واحدهم يشرف عمامة الولي الفقيه والعمائم التي تتبعه، وتواريخ جميع وكلائه المليئة بالعمالة والدياثة والعار، ولم نجد احتجاجاً من السعودية ولا من غيرها على ما يجري على العراقيين من إبادة واغتيالات وتفجيرات وتشريد، ومع ذلك فأبواق الولي الفقيه تتهم السعودية ودولاً أخرى وتتدخل في شؤونها الداخلية وتزرع فيها الخلايا النائمة باسم المذهب الجديد، بل الدين الجديد لفارس، دين آل بيت الولي الفقيه. في إيران والعراق يقتلون الأبرياء لأنهم كانوا يوماً بعثيين، أو لأنهم هبوا عندما اعتدت إيران على وطنهم وردوها على أعقابها خاسئة، وعلينا جميعاً أن نسكت ونقول إن قتل الأبرياء على يد الملالي ومليشياتهم ووكلائهم حق، وإن إبادة الأطفال والنساء والشيوخ وقتل الشباب رحمة أنزلها الله على يد الملالي، ولكن عندما تعتقل أي دولة إرهابياً له علاقة بالمنظمة السرية الإيرانية وتحاكمه وتعاقبه فذلك هو الباطل الذي لابد أن تنبحه جميع الكلاب التي يقدم لها الولي الفقيه العظام من جسد الشعب الإيراني المنكوب أو الشعب العراقي المغلوب على أمره. إن التهم لمن يناهض السياسة الإيرانية لا أسهل منها فهم يرمون المناهضين بما فيهم هم أنفسهم وهو الطائفية والتدخل بشؤون الغير... ألخ، على القاعدة التي انتبه إليها المثل العربي الدارج منذ قرون: رمتني بدائها وانسلت. إن المشروع الإيراني ماض في تفتيت أمتنا ونخر بلداننا واحداً واحداً عربية كانت أم إسلامية، ويجب الانتباه إلى أن إيران بعد أن جرعها العراقيون كأس السم في ثمانينيات القرن الماضي لن تجرؤ على خوض الحرب حتى مع أصغر دول العرب مساحة، وإنما عمدت بعد خروجها من تلك الحرب مخذولة تلعق جراحها إلى صناعة أدوات رخيصة تثير الفوضى وتمارس التخريب في بلداننا ومنهم كان المعدوم نمر النمر الغريب عن المذهب الجعفري، والذي هو إلى دين فارس الجديد أقرب، ومنهم أيضاً وكلاء الولي الفقيه وأمريكا في العراق الذين أفقروا العراقيين لصالح تمويل العمليات الإرهابية التي تنفذها إيران في كل مكان من العالم خدمة لمشروعها العنصري اللئيم، كما يجب الانتباه إلى تحركات الخلايا النائمة التابعة لإيران في جميع البلدان العربية والإسلامية، فإعدام نمر النمر ليس مهماً لدى إيران، ولكنها اتخذت منه قميص عثمان للهجوم على التحالف العربي الإسلامي الذي تتزعمه السعودية بهدف تنظيف البلدان العربية والإسلامية من أدوات المشروع الفارسي الخطر والخبيث. وأجد أن الواجب يفرض علي أن أحذر الشيعة العرب، والمسلمين المتمسكين بالمذهب الحق الإمام جعفر الصادق، من الدين الجديد الذي صنعته فارس والذي يتجلبب بجلباب التشيع، والذي تريد من خلاله إعادة أمجادها الإمبراطورية القديمة ونخر الإسلام من الداخل، وأوصيهم بالبحث عن المذهب الحق للإمام جعفر بن محمد الصادق والحذر من دين خميني الذي لا علاقة له لا بدينهم ولا بتشيعهم. إن علينا أن نتعلم من أعدائنا وحدة الموقف وأن لا نترك السعودية تواجه الهجمة الشرسة وحيدة فريدة، وأن يكون خطابنا تجاه المشروع الإيراني الذي يستهدفنا واحدا وموقفنا واحداً وان نكيل لهم بصاعهم وأكثر. وليس عاباً، أبداً، أن نتعلم من عدونا.