ان التاريخ ، يا ابو الشهداء ، للامم والشعوب ، كناية عن دورات حضارية ، تبتديء بعنفوان الشباب وتنتهي بالشيخوخة ، وامتنا العربية منذ 7 قرون شاخت وماتت بل ذبحت مع سقوط بغداد بيد التتار ، وعادت للنهوض بهذا العصر الحديث ، ولكن مع تحدّي اقليمي وعالمي فوق طاقتها العادية ، وكان لا بد من الاستجابة لهذا التحدّي التاريخي ، بعمل خارق ، لا يجرؤ على انجازه إلاّ الانبياء والابطال الاسطوريين ، وانت لست بنبي ، لان رسولنا الكريم محرر الامة والبشرية من العبودية ، كان خاتم الانبياء ... بل انت بطل اسطوري شبيه ببطل ملحمة جلجامش ، بل جلجامش الثاني ، لانك حاربت شر البشرية باكملها ، كما حارب جلجامش خمبابا بذلك الزمان ، اي شر بني البشر .... ببداية انتقال البشرية من عصر الهمجية الى عصر الانسان المتحضر، وكانت اول ثورة للبشرية على الشر من ارض الرافدين ، انت عشت عليها وترعرعت عليها ، ومن اجلها دفعت الغالي والنفيس دفاعا عن دينها وقيمها وسيادتها . والتجربة تتكرر بعد 4 الاف سنة ، شريعة الغاب تسيطر على العالم ، والشر المطلق يحكم بني البشر ، والانسان الحر والنبيل مهدد بالفناء على يد الراسمالية الغربية المتوحشة وخدامها ملالي ايران ، التي استباحت الاقطار العربية باكملها . ان الاستجابة لهذا التحدّي ، هو من اجل اعادة الحياة للامة ودينها الحنيف ، التي دمرته مراجع الدين ، والتي افتت بجلب الامبريالية والصهونية ، لتستبيح كل شيء بالبلاد ...بمعظم الاقطار العربية . ... الاستجابة لهذا التحدي التاريخي ، هو بخلق نمط جديد وطرق تفكير جديدة مبدعة ، تلبي متطلبات العصر وتلغي المأزق التاريخي ، التي وُضعت فيه الامة، بسبب ظروف تاريخية وموضوعية جامدة تتحكم بتطور الشعب وتقف حجر عثرة بوجه طموحاته من اجل التقدم والارتقاء . ان ازمة الامة بالعودة الى الوراء من اجل الاقتداء بالسلف الصالح ، لقلة الرموز بهذا العصر الذي نعيش فيه ، هي من انعشت صحوة الطوائف ، بدل الصحوة الاسلامية الصحيحة ، فانت اوجدت القدوة والرمز الصالح ، الذي يلغي العودة الى عصر الطوائف ، الذي فجر لنا حروب طائفية واهلية بكل مكان ؟! انت باستشهادك الاسطوري ، اكدت على خصالك الحميدة بالصدق والامانة والوفاء للامة والوطن والدين ...انها معجزة قرن الواحد والعشرين ، الذي يسيطر عليه ام الدجل امريكا تحكمه شريعة الغاب ؟! كم تبجح الغرب وزعمائه السرسريين، باتهامك بانك تملك اسحلة الدمار الشامل وتدعم ارهاب القاعدة ، التي هي من صنعهم وهم من صنع الارهاب بالعالم ، باستعمال والتهديد بالسلاح النووي ، ضد كل من يعارض القوى الامبريالية ، هم صناع الارهاب والدمار والفناء للشعوب، اليس الغرب هو من اباد الهنود الحمر ؟؟؟ اليس الغرب هو من قام بحربين عالميين الاولى والثانية وراح ضحية هذه الحروب اكثر من 100 مليون بشري ودمار شامل للبشرية ؟! وكل ذلك من اجل سرقة ونهب ثروات العالم الضعيف والامم الممزقة كما الامة العربية ؟! بعد عقد من الزمن يعترفا الكذابان بوش الابن وطوني بلير الذيل ، بان الحرب على العراق حطأ ؟؟؟ وبذلك الوقت بعد احتلال العراق ، قال الشهيد ابو عدي بخطاب موجه للمجاهدين والعالم وقال ... وليخسأ الكذبان بوش الابن وبلير ، حربهم ضد العراق هو خدمة لاسرائيل والصهيونية التي دفعت بهم الى الحضيض ، من اجل احتلال العراق وتدميره . ان الغرب الامبريالي ، لاتحكمه العدالة وحقوق الانسان ، بل تحكمه القوانين التي تحمي وحوش راس المال العالمي والصهيوني ، الذي يشرّع الحروب ضد الشعوب الضعيفة والمفككة كحالة الامة العربية، من اجل استعبادها وسرقة ثرواتها واثار تاريخها القديم ؟! بعد اعترافا الكذابان بوش الابن وطوني بلير الذيل بحطأ الحرب ضد العراق ، لو ان الغرب يملك ذرة من العدالة ، لاحالهم فورا الى محاكم مجرمي الحرب ، ولكن الغرب يعيش شريعة الغاب ، التي يوجهها اصحاب رؤوس المال والكارتيلات الصناعية للسلاح الحربي ، الذي يبيدون به البشرية ويتهمون بنفس الوقت العرب والمسلمين بالارهاب ؟! الامة العربية عبر تاريخها القديم والحديث ، كانت محط انظار وطموحات المغامرين أ لمستعمرين والمحتلين من جميع الجهات ، لموقعها الجغرافي ، على مفترق القارات القديمة الثلاث ، آسيا وافريقيا واوروبا . ولسبب اهم ، هو انطلاقة التقدم الحضاري والازدهار الاقتصادي والتجاري منذ الاف السنين ببلادنا . ... بسبب نشاط وامكانيات شعبنا بالانتاج والابداع والتطور . فكانت من عندنا اولى التشاريع الوضعية والدساتير لبناء الدول وحفظ السلام الاجتماعي ، فكان تشريع حمورابي اول قانون تعرفه البشرية. ومن بلادنا كانت التشاريع السماوية من موسى الى السيد المسيح ، الى النبي الامي الكريم وخاتم النبوية....وهذا لم يأتي على غيرنا من الامم .؟!هذه الشرائع السماوية التي حملها الانبياء للناس اجمعين، لتبليغ الناس بتوحيد الاله الواحد الرحمن ، ومن ثمّ توحيد البشر بدون تمييز بالعدل والمساوات والرحمة بالضعيف والفقير ، لذلك كانت بلادنا مسرح بكل ما تعنيه الكلمة ، لكل احداث التاريخ الجسام ، منذ سقوط بابل وقرطاج بالقديم الى احتلال بغداد والاقطار العربية حاليا واستباحتها وتدميرها كلياً ، كما فعل المغول والتتار بها بنهاية الخلافة العباسية . ان سيطرة نظام العبودية على العالم القديم من قِبَل دولتي الروم والفرس ، لقد جوبها بكثير من محاولات النهوض للتحرر من ذلك القابوس الاستعبادي العالمي ، والتحرر من هذا النظام الجائر على الانسانية ... واهمها رسالة السيد المسيح لروما : يقول لها بالمختصر المفيد:: مال قيصر لقيصر ومال الناس للناس ، وهذه الصرخة اوصلته الى خشبة الصليب ، وصُلب بدون حق ، عدوانا وبهتاناً ، وكان صهاينة اليهود اكثر اصرارا على قتله من روما ، لانهم هم راس المال وروما السلطة ؟!ومحاولة زنوبيا ملكة تدمر التي باءت بالفشل وموتها واحتلال مملكة تدمر ...ولكن اهم المحاولات هي رسالة التوحيد الذي اتى بها النبي الكريم محمد النبي الاميّ، التي حرر بها البشرية من نظام العبودية السائد بالعالم من الشرق الفرس ومن الغرب الروم ..رسالة توحيد االاله الواحد الرحيم وتوحيد البشرية بالعدالة والاخوة والمساوات ؟! ان التحدي التاريخي لهذه الامة بالنهوض والتحرر لا بد له من استجابة ، بقدر قوة هذا التحدّي ، لا بد ان تكون الاستجابة ... والاستجابة كانت من قائد عظيم يحمل مشروع نهضوي تحرري للامة وللبشرية الا وهو الشهيد صدام حسين . لا بد من حمل مشروع النهضوي التحرري ، الذي استشهد من اجله الشهيد صدام حسين طيب الله ثراه ، وارساء دعائمه على الارض العربية ، وهذا من مهمة قوى التحرر والتقدم العربية والاسلامية . رحم الله سيد شهداء العصر صدام حسين المجيد. ورحم الله جميع شهداء الامة بالعراق و بكل الاقطار العربية هم الاكرم منا جميعاً.