شبكة ذي قار
عاجل










مثل صدام حسين كل معاني القيادة التاريخية بحق , ومن خلال التجربة كان صدام القائد والرمز , من خلال العلاقة الصافية التي تكونت بينه وبين ابناء الشعب , وبعيدا عن الالفاظ الشعرية والنعوت التي غصت بها لغتنا العربية , فاني اتوقف عند نقطة وهي ان صدام الذي قاد الحزب قبل الثورة وبعدها وقاد المقاومة حتى استشهاده , كان النبع الصافي لكل قيمنا الاصلية والحافظ لها , والمدافع عنها ضد كل محاولات التشويه والاحتواء او التقليد الاعمى لما هو خارج بيئتنا العربية . وفي الوقت نفسه ظل صدام حسين الضمانة لاستمرار حيوية الحزب ومبادئه النبيلة , لكي تتفاعل مع الانسان الجديد المتطور ومع مستلزمات الحياة العصرية , والضمانة لاحياء تواصل الامة العربية مع تاريخها وتراثها العريق , والضمانة لاستمرار التقدم والرقي للامة كلها . عرف الانسان منذ القديم معنى القيادة ومارس دور القائد في الحياة , واصبحت القيادة ظاهرة مـألوفة في الحياة السياسية والاجتماعية . القائد الذي يتبوأ مركزه بجدارة هو الذي يبرز من بين صفوف الجماعة التي ينتمي اليها , وهو الاقدر على تحسس ألامها ومشكلاتها ومتجاوب مع طموحاتها , وهذا القائد يتصف بالذكاء والثقة بالنفس والقدرة على التنظيم , ومؤثرا في الجماعه , ولديه القدرة على مجابهة الصعاب , وادارة امور الجماعة في اصعب المواقف , ويملك الجرأة على استخدام السلطة في اسوأ الاحوال . هذا القائد هو الذي عرفه البعض بالبطل , نظرا لدوره المتميز في قيادة المجتمع وقيادة حركة التاريخ , فهو البطل الذي ينصاع له الجنس البشري طواعية ويشعرون بالضرورة الملحة لاطاعته . هذا القائد هو الذي يبرز من بين الجماهير , وهو من تنتظره الجماهير لكي ينقذها من حالة التدهور والانحطاط الى حالة النهضة والرقي , وهو الذي اندمجت مصالحه مع مصالح الجماهير ,ومثل هذا القائد يوجه التاريخ ويسبق الاحداث ويرسم طريق المستقبل بعقل وعزم وارادة . عرف العراقيون العديد من الزعماء والحكام وخضعوا لهم واطاعوهم وهتفوا لهم في معظم الاحيان طواعية او كرها , ولكن معظمهم لم يتركوا اثرا عميقا في نفوسهم اثناء حكمهم او بعده , لانهم وصلوا الى السلطة بشتى السبل ووضعوا فواصل كبيرة وعوازل بينهم وبين الشعب , فابتعد الشعب عنهم لانهم بالمقابل ابتعدوا عن اماني الشعب وهمومه والامه . وصدام عاش الام الناس وهو صغير ورفض الظلم وانتفض ضده من اجل الشعب . ومنذ صباه رضع حليب القومية العربية ومبادئ البعث , كما تربى على مبادئ الرجولة والشجاعة فاسبغ على مبادئه الجرأة والاقدام والتضحية , ومنذ الصبا وهب نفسه لمبادئه ولوطنه ولخدمة الشعب , فكانت حياته حربا ضد الظلم وضد الظالمين وضد الفساد والتخلف .وعندما اشتد ساعده ومضى سيفه دخل اتون المعارك النضالية وكان يخرج منها وهو امضى عودا واصلب ارادة واكثر التزاما بالمبادئ التي رضعها. خرج صدام حسين من بين الناس يحمل همومهم ويتمثلها في نفسه ويصرفها سلوكا وقرارات كانت تلقى تجاوبا من الناس الشرفاء . عرفه العراقيون الاباة قبل الاخرين , وعرفه البعثيون منذ عشرات السنين وبالذات عندما انقذ الحزب من كبوته بعد ردة 18 تشرين عام 1963 , والذي تمكن من اعادة الرجحان والسيطرة لخط الحزب القومي بعد ردة 23 شباط 1966 في سوريه , والذي قاد مسيرة الحزب التنظيمية قبل ثورة 17 تموز وبعدها , والذي صاغ نظرية العمل في الحزب . عرفه الجميع مخططا للثورة وعرفوه قائدا لها , وحقق بفعل عقله الراجح وعزمه الراسخ انجازات كبيرة وجوهرية على طريق النهضة والانبعاث القومي . ان المسح الشامل للسمات التي اتسم بها صدام حسين وملاحظة الانجازات التي حققها في شتى المجالات وفي اقسى الظروف يؤكد ان شخصيته لم تتطورولم تنمو بشكل طبيعي وفق السياقات الخاصة بنمو شخصيات الافراد العاديين , ولكنها نمت وتطورت ضمن تفاعلها مع الظروف التي احاطت بها , ومواجهتها التحديات والصعوبات , وتصاعد نمها وتطورها بمنطق العبقريات , وليس بمنطق الكفاءات العادية ـ كما عبر رفيقه القائد المؤسس ـ فقد تطورت شخصيته بقفزات كبيرة تختصر الزمن دون ان تقفز فوق المراحل , فكان تكونها متينا صلبا خاليا من الثغرات , تتسم بالعبقرية الحقة . ورغم مشاغل الرجل وهو في سدة الحكم وفي قيادة الحزب، وفي إدارة العمليات العسكرية وقت المواجهة مع الأعداء، فأنه كان يجد الوقت ليمنح الآخرين من أبناء شعبه الحب والحنان واللمسة الإنسانية، التي تداوي آلام الناس. فكان يستقبل عشرات منهم كل يوم وكانت تلك المقابلات تستمر حتى تحين صلاة الفجر، وكان يرد على مكالمات المواطنين عبر خط معروف. ويزور المواطنين في بيوتهم ويسأل عن أحوالهم المعاشية، ويفتح بيديه ثلاجاتهم ليعرف مستوى معيشتهم، ويأكل من طعامهم. وبمقدار ما أحب شعبه وقدم له كل مقومات الأمان والعيش الحر الكريم، فأنه حرص على أن يكون كل مواطن هو ابن العراق حقا، وابن العراق المطلوب من وجهة نظره، هو الإنسان الذي يعبر عن حبه لبلده بالعمل الجاد والتضحية، دفاعا عنه، فهذا الإنسان يستحق لقب المواطنة، أما الذين باعوا أنفسهم للأجنبي وتآمروا معه ضد بلدهم، فهم خارج حالة المواطنة الحقة. في ذكرى استشهاد رمز من رموز الامة التاريخيين , لا نحي الذكرى لمجرد التمجيد المديح , وان كان هذا لا يعجب الحاقدين والعملاء من الطائفيين والانقساميين , ولكننا نتوقف عند المنهج والبرنامج الذي وضعه الشهيد صدام حسين قبل استشهاده وبعده , فهو الذي صاغ من خلال نظرية البعث ,برنامجا جهاديا ضد المستعمر والمحتل , وضد الظلم وضد الفساد وضد التخلف , وضد الفقر . برنامجا نهضويا تنمويا يرقى بالامة من حالة التردي الى حالة النهضة , والوقوف على قدم المساواة مع الامم الناهضة المتقدمة . المطلوب ان نعمل من اجل المشروع القومي النهضوي التقدمي , وهذه المهمة هي من مسؤولية الاحزاب القومية واليسارية والوطنية والشخصيات التي تؤمن بهذا المشروع .




الثلاثاء١٨ ÑÈíÚ ÇáÇæá ١٤٣٧ ۞۞۞ ٢٩ / ßÇäæä ÇáÇæá / ٢٠١٥


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق د. حسن طوالبة طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان