شبكة ذي قار
عاجل










وطن يغرق من شتوة ، وهي أول شتوة في هذا الموسم بهذا الحجم ، وإن سبقها شتوة أكدت أن أجهزتنا لم تكن على المستوى المطلوب ، وظهر التقصير الواضح في أدائها وبشكل خاص في العاصمة ، ولم تبد الحكومة أي تحرك لاصلاح ما كان ، ولم تعالج التقصير ، ولم توجه أي لوم للمقصرين ، فبقيت الأمور على حالها ، ونام المسؤولون ، فجاءت هذه الشتوة التي تبشر بالخير، ولكنها فضحت تدني مستوى الخدمات وبشكل خاص في العاصمة ، فقد أغلقت الشوارع وتقطعت بالناس السبل، وتعطل دوام الموظفين ، وأغلقت المدارس ، وتوقفت مصالح الوطن والمواطنين ، ونحن على يقين أن لا حياة لمن تنادي بسبب غياب الشعور بالمسؤولية ، وغياب المحاسبة فمن يحاسب من؟، إذا كان رئيس الحكومة قد أتى على الأخضر واليابس في حياة المواطنين ، وبقي متمترس في موقعه دون أن يرف له جفن ، رغم كل ما أوقعه بالمواطن من مصاعب حياتية . رئيس الحكومة لا يعبأ بتظلمات المواطنين ، ويعمد لحماية وزرائه ، ومنهم المتجبرون في حقوق الناس ، فقد هيمن عليه حب هؤلاء عن رؤية المظالم التي يوقعونها في حياة المواطنين ، ولم يعبأ بأكف المواطنين التي تقرحت من كثرة الطرق على بابه لينصفهم ، مما أوقعه بهم هؤلاء الوزراء الذين يحبهم حد العشق وهم لا يستحقون هذا الحب العامري، والرئيس ينام على فراش وثيرة كل همه حماية نفسه ووزرائه حتى من مصداقية القضاء ، الذي يجب أن يكون أساس الحكم لا يجرؤ على اتخاذ قرار يدين مما رسة الوزراء ، فقد صرح أحد المسؤولين بأن القضاء لا يحكم على وزير ، فهل الرئيس ووزرائه فوق سلطة القضاء ؟ ، وما نوع الدولة التي فيها الحكومة فوق القانون ؟ ، وماهو هذا القضاء ؟ ، وماهي هذه السلطة القضائية التي تأتمر بأمر الأجهزة ، رغم أن الدستور ينص على أنها السلطة الثالثة ، وأنها مستقلة ؟ . يعمد الرئيس إلى التخلص ممن هو جيد من المسؤولين لاستبدالهم بمن يطيع تعليماته ، وينفذ أوامره دون مناقشة ، فهو بالقدر الذي يتجبر فيه بحقوق المواطنين يتجبر في الناس المخلصين،فما حصل مع رئيس ديون المحاسبة ، ومع مدير الجمارك ، وما استهداف مدير الغذاء والدواء ومدير المقاييس واضح وضوح الشمس ، فأين هي دولة القانون ، وأين هي الديمقراطية التي نتغنى بها صبحاً ومساءاً ، وفي مرحلة ما كنا نريد توزيعها على المنطقة ، وهل المطلوب تخلص الوطن من كل شريف ونظيف لتحقيق الديمقراطية التي نتغنى بها ، وكيف إذا وصل الأمر بمحاربة المواطنين في أرزاقهم وقوت أطفالهم ؟ . عندما يطرق مواطن مظلوم باب الرئيس لا تهمه المظلمة التي وقعت بالمواطن ، لأن الذي أوقع المظلمة وزير فهلوي يبيع الناس شعارات ، ويلجأ للقيام بأعمال شعبوية لا تمت إلى جوهر ما تعاني الوزارة التي أنيطت به ، وعلى الرغم أن هذا الوزير يقر بأن طاقمه لا يصلح لشيء إلا أنه يجبن على التغيير، فهؤلاء إمعات لا يجرأون على مواجهة رعونة تصرفاته الخرقاء في حق المؤسسة، وأمام ذلك لا يسمح الرئيس بسماع مظلمة حتى وإن وقعت باسم مجلس الوزراء ، والمجلس والرئيس آخر من يعلم ، وقد صدرت باسم المجلس دون أن تعرض عليه . ماذا بقي من حكومة لا تعبأ بالوطن والمواطنين ؟ ، هل من مزيد لإنهاك الوطن وتدمير حياة المواطنين ؟ ، وحتى متى يتحمل الوطن والمواطنون من ممارسات، أليست هذه لدفع المواطنين للاحباط ، وماهي نتيجة الاحباط ؟ ، وإلى أين يؤدي ؟ ، هل لا تعبأ الحكومة بما يمكن أن يفضي إليه الاحباط ؟ ، أم أن هذا مخطط لوأد الوطن وتمزيق المواطنين ، ومن المستفيد غير المتربصين بهذا الوطن من خارج الحدود ؟ . لابد من التحرك بأقصى سرعة لصاحب القرار في تشكيل حكومة وطنية ، فالمعارض ليس عدواً للوطن ، بل هو عين النظام على ما يجري من ممارسات خاطئة ، وهناك ممارسات أكبر من خاطئة ، وبشكل خاص من هذه الحكومة رئيسها وبعض من وزرائه ، فمن ينقذ الوطن مما هو فيه ؟، ومن يسمع صرخات المواطنين ؟ ، التي تئن من الوجع الذي أصابها ، بسبب من رعونة القرارات الحكومية ؟ ، حكومة باتت لا تعبأ لا بوطن ولا بمواطنين ، ولم يعد لها صلة بهما بعد أن مارست كل ما يجري على الأرض بالاتجاه المعاكس لهما ، وبما لايخدم وطناً ولا مواطنين . حمى الله وطناً ينظر فيه المسؤول إلى موقعه أنه تكليف لا تشريف ، وأن الوطن أكبر منه ، ومصلحة المواطنين هدف موقعه الوظيفي ، وأن السلطة ليست دائمة . dr_fraijat45@yahoo.com




الخميس٢٣ ãÍÑã ١٤٣٧ ۞۞۞ ٠٥ / ÊÔÑíä ÇáËÇäí / ٢٠١٥


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق غالب الفريجات الدكتور طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان