عجباً من الرفاق الذين يؤيدون التدخل الروسي في سوريا ، وكأن سوريا لا ينقصها تدخل ملالي الفرس حتى يأتي تدخل ملالي موسكو الجدد ، الذين يعلنون التنسيق العسكري مع الكيان الصهيوني ، وهاهي طائرات روسيا تقصف مثلث الموت درعا القنيطرة دمشق ، تحت ذريعة مهاجمة داعش ، في الوقت الذي لا توجد أية عناصر لداعش في هذا المثلث ، ويتم القصف لقوات الجيش الحر لتأتي طائرات الاستطلاع الصهيونية بعد عمليات القصف لاستطلاع المنطقة، فهل هذا يخدم سوريا؟ . الأخبار تقول أن التنسيق روسي "اسرائيلي " سوري ، فهل في مقدور النظام السوري أن يقوم بعملية مشاركة أم أنه فقط لذر الرماد في العيون ، وإذا كانت هناك أية مكابرة في مشاركة الدور السوري ، فهل هذا يصب في مصلحة النظام السوري ؟ ، نظام الممانعة والمقاومة ، عندما يقوم بالتنسيق مع محتل الجولان الذي يئن من الاحتلال منذ ما يقارب الخمسين عاماً ، وساعة معركة التحرير لم تأت بعد ، لأن النظام هو من يحدد زمان ومكان المعركة ، ومشاركة سوريا هنا كمشاركة نظام العراق في التنسيق بين الروس وايران والحكومة العراقية ، فماذا تملك الحكومة العراقية من ارادة أمام المحتل الفارسي ؟ . التنسيق الثلاثي الروسي الصهيوني السوري ، هل هو ببعيد عن الموافقة الايرانية، وأين عنتريات الملالي ؟ ، وذراعهم حزب الله الذي يحمل لواء المقاومة في غزو بيروت ، وقتل أبناء الشعب السوري ، والتدخل في الشؤون العربية الداخلية بتوجيه أمين عام حزب ولاية الفقيه بزعامة خامئيني ، الذي يتنافخ نصرالله بأنه ينتمي إليه ، وسيصمت ملالي الفرس عن هذا النوع من التنسيق ، كما بلعوا ألسنتهم عندما احتلت تركيا الاراضي السورية في الشمال . التدخل الروسي في الحرب الدائرة على الأرض السورية ليس لخدمة سوريا ، ولا حتى لخدمة النظام الذي سيكون أسير لعبة المصالح الدولية ، فقد أراد النظام التخلص من هيمنة ملالي الفرس المجوس الذين وصل بهم حد السيطرة على أضيق دائرة تحيط به ، فأراد الهروب من هذا الطوق الفارسي بدعوة الروس لحمايته ، وهاهم الروس قد جلبوه جلباً لمقابلة بوتن وعومل كبضاعة ، ولم يكن هناك أدنى حد لمظاهر التعامل معه كرئيس دولة ، حتى أقرب معاونيه لم يسمح لهم بحضور جلسة الاستجواب التي استنطقه فيها بوتن ، وبات حاله كالمستجير من الرمضاء بالنار . سوريا الدولة والمجتمع والشعب ، ووحدة أراضيها وتاريخها النضالي ضاعت تحت أقدام مهووس بالسلطة ، حتى وصل الحد بالتضحية بالوطن والشعب والدولة من أجل السلطة ، فهل هذه السلطة المغموسة بدم ومعاناة شعب بكامله تستحق كل هذا القتل والدمار والتشريد ؟ ، ألم يكن بالامكان منذ البداية أن واجه الرئيس مطالب الشعب بترك الخيار السلمي الديمقراطي لهم في أن يختاروا من يريدوه ؟ ، بعيداً عن طمعه في البقاء في الحكم ، ألم يكن بالامكان أن تبقى سوريا بوجهها الوردي ، وبتضحيات شعبها في التنمية ايقونة جميلة في الوسط العربي ؟ ، ألم يكن بالامكان أن تتخلص سوريا من قذارة هيمنة ملالي الفرس المجوس حد التلوث بالطائفية المقيتة، وبهيمنة دولة فاحت ريحة نذالتها الوطنية ، ورخصها القومي ، وحقارة ادعاءاتها الطائفية ؟ . أكثر ما يثير الشفقة على هؤلاء الذين يعارضون المطالب الديمقراطية ، وينكرونها على السوريين وتبح حناجرهم للمطالبة بالديمقراطية في أوطانهم ، فأي عقول بمثل هذا النمط من التفكير ؟، ثم أي عقلية انبطاحية هذه التي تواجه من يختلف معها في النظام السوري أنها مع داعش ؟ ، وقد غيبت تماماً الشعب السوري ، وأخذت تفكر عوضاً عنه ، وأنا على يقين تام كل هؤلاء المدافعين عن ممارسات النظام والمناصرين لسلوكياته لا يساوون في تفكيرهم تفكير مواطن سوري فلاح في الحسكة أو الجزيرة أو البوكمال ، ينتمي لأرضه وتراب وطنه ، وليس في مقدور كل هؤلاء المرتزقة أن يكونوا بديلاً عنه ، لأن لديه انتماء لوطن أكبر بكثير من ولاء هؤلاء لما يقبضون من ملالي الفرس المجوس . ماذا سيصنع الرفاق الروس لسوريا ، وهم يتعاونون مع النظام الصهيوني لقتل أبناء سوريا، هل ينوي الروس تحرير الجولان ؟ ، أم أنهم يخططون لإقامة الاشتراكية اللينينية على الأرض السورية ، كنموذج لنظام حكم بوتن الذي سيكون نموذجاً للأنظمة التحررية ، وبوتن قد سلك طريق أصدقائه من الامريكان في ذبح الشعوب والهيمنة عليها لنهب ثرواتها ؟ . لا روسيا ولا امريكا ولا ايران تعمل لصالح سوريا ، وحدهم أبناء سوريا القادرون على تحرير سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها ، فليكف النظام السوري عن خلق المزيد مما أصاب سوريا من دمار ، وليخجل لملايين المواطنين المشردين في كل أنحاء المعمورة ، ولتكن دماء ما يقارب نصف مليون قتيل كافية لردع النظام ، فمن يدعي أن البديل داعش فهو كاذب . على النظام السوري لو كان صادقاً مع نفسه وينتمي لسوريا ، أن يطالب هيئة الأمم المتحدة بتشكيل حكومة انتقالية ، ليس له صلاحيات فيها ، تنهي كل مظاهر التسلح ، وجمع كل الأسلحة غير الشرعية ، وتقوم على إعادة اعمار سوريا ، ووضع دستور وطني ، وبعد مدة محدودة ، تقوم انتخابات برلمانية ورئاسية دون أن يخوض بشار أو أي من رموزه هذه الانتخابات ، عندها قد يغفر له الشعب السوري كل الجرائم التي اقترفتها يداه . أخيراً أهلاً ممانعة ومقاومة تضم النظام العراقي الطائفي العميل ، ونظام ملالي الفرس الطائفي المقيت ، ونظام الملالي الروسي ، والكيان الصهيوني في خندق واحد . dr_fraijat45@yahoo.com