واحدة من جرائم بشار في سوريا إنحيازه للنفوذ الفارسي المجوسي ، وتسليم سوريا إلى ملالي الفرس ، لتوسيع نفوذهم ، ونجاح تحقيق الهلال الصفوي ـ طهران بغداد دمشق بيروت ـ ، إلى جانب عدم فهم النظام للاستجابة للمطالب المشروعة للجماهير السورية ، التي عانت من حكمه وحكم والده تحت الشعارات القومية الكاذبة ، سوريا دخلت لبنان بتعليمات أمريكية ، ودمرت الحركة الوطنية وحركة المقاومة ، ووقفت بشراسة إلى جانب ايران في عدوان الثماني سنوات ضد العراق ، وذهبت لحفر الباطن، واصطف الجندي العربي السوري إلى جانب الجندي الامريكي والصهيوني ، وسلمت قادة المقاومة العراقية إلى الامريكان ، سوريا هذه لم يعد لها تاريخ سياسي حديث مشرف في ممارسة حكم الأسد الأب والابن . باتت سوريا الدولة والنظام في قبضة ملالي الفرس المجوس ، ولم يعد لبشار من سلطة على الأرض مادام قاسم سليماني هو صاحب القول الفصل فيما يدور من صراع على الأرض السورية، وباتت ايران وحزب الله تقاتل بنفس طائفي أدى لتمزيق سوريا طائفياً ، هذا سني وهذا علوي وهذا شيعي ، وتقسيم عرقي ، هذا كردي وهذا عربي على غرار ما فعلت أمريكا وايران في العراق. لن يكون التدخل الروسي قارب النجاة لحكم بشار ، فالروس لا يتدخلون إلا من خلال الجو ، وما يجري على الأرض هو بيد الفرس ، وبيد التنظيمات الطائفية ، فالاقتتال على الأرض طائفياً من كلال الطرفين ، النظام وقواته والمساندين له من فرس وحزب الله من جهة ، ومن تنظيمات طائفية من جهة أخرى ، فهل في مقدور نظام بشار الخلاص من الهيمنة الفارسية على مقدرات الدولة السورية ، وعلى صناعة القرار فيها بعد أن فقد النظام كل أوراق الصراع ؟. ما يملكه بشار هوما تبقى له من قوات الجيش العربي السوري التي أصابها الوهن والضعف ، وباتت الاختراقات فيها تهدد هذا الجيش الذي تاجر به النظام لتحرير الجولان ، في الوقت الذي لم يسمح باطلاق رصاصة واحدة باتجاه الكيان الصهيوني ، فبعد ضياع سوريا الدولة يضيع الجيش العربي ، ولم يعد بحاجة لقرار بريمر فارسي بحله ، فتشكيل الميليشيات الفارسية جاهزة إلى جانب تدفق القوات الايرانية على الأرض السورية ، محمية من الطيران الروسي ، لاستعادة بعض ما فقد النظام من مواقع جغرافية ، أو لحماية النظام في كانتون طائفي علوي . ممارسة الروس في التدخل من خلال القصف الجوي لن يكون إلا لخدمة قوات ملالي الفرس على الأرض السورية ، مما يعني أن التحالف الروسي الايراني ليس في صالح سوريا ، بل هو إلى جانب نظام مكبل بارادة فارسية في كل مفصل من مفاصل الدولة ، وهو غير قادر على صناعة قرار سوري مستقل عن النفوذ الفارسي . خلاص بشار وخلاص سوريا هو بتطهير سوريا من النفوذ الفارسي ، الذي يشكل خطراً على سوريا لا يقل عن الخطر الصهيوني ، الذي يحتل الجولان منذ ما يقارب الخمسين عاماً ، فهل يستطيع النظام السوري الخلاص من هذا النفوذ ، الذي بات يطوق عنقه ولا يسمح له بالحركة ؟، وهل في مقدوره أن يطلب من الروس استهداف الجميع من قوات فارسية وحزب الله كما يستهدف داعش وغيرها من التنظيمات الطائفية في طلعاتهم الجوية ، باستثناء قوات الجيش العربي السوري ؟ ، وهل في مقدور الروس فك تحالفهم مع الملالي لسواد عيون بشار ؟ . الروس إن تواجدو على الأرض السورية لا يشكلون خطراً ديمغرافياً وثقافياً ولا يهددون الهوية السورية ، فيما يشكل الوجود الفارسي خطراً في تغيير وجه سوريا العروبي ، ويستطيع النظام في حالة الانقلاب على الفرس أن يجد من يقف إلى جانبه داخلياً من الجماهير السورية من جهة ، ومن الدول العربية حتى التي تناصبه العداء من جهة أخرى ، شريطة أن ينتهي دوره بعد الإنتهاء من فترة ولايته في السلطة . هل يستطيع بشار إنقاذ نفسه ، وإنقاذ سوريا من الخطر الفارسي ، أم أن التغلغل الفارسي بات عميقاً على الأرض السورية ، وفي كل مفاصل الدولة ، مما لا ينفع معه الحديث عن قدرة ونية النظام على الخلاص من هذا النفوذ ، وبات يتطلب اجتثاث الطرفين النظام والنفوذ الفارسي لعدم فكاكهما عن بعضهما البعض ، وهو ما أوصلت إليه سياسة النظام سوريا ، حتى يتم تحرير سوريا من الجميع ، النظام والنفوذ الفارسي والتنظيمات الارهابية ، وتعود سوريا لوجهها العروبي كما كانت قبل تشويه نظام سوريا لهذا الوجه الجميل . أغلب الظن أن تحرير سوريا يتطلب الخلاص من النظام ومخلفاته من نفوذ فارسي، ورفض التدخل الروسي من جهة ، وتطهير الأرض العربية السورية من كل التنظيمات الطائفية التي تقاتل على الأرض ، لتعود سوريا عربية الوجه واليد واللسان ، وهذا هو الخيار الثالث الذي يؤكد على سوريا الدولة والمجتمع دون وجود أي اقتتال على الأرض ، وعودة الحياة للمواطنين السوريين كافة ، ليتمكنوا من اختيار النظام السياسي الذي يريدون ، وباستطاعة الشعب العربي السوري من تحقيق هدف وحدة سوريا الدولة والمجتمع ، بعيداً عن كل القتلة من فرس وحزب الله والتنظيمات الطائفية التكفيرية . dr_fraijat45@yahoo.com