هذه مقاطع من قصيدة قديمة طويلة للشاعر الجميل يحيى السماوي، يتنبأ بها بثورة شعبه عنوانها "لـيـالـيـنـا عـقـيـمـاتٌ.. ولـكن".. يقول فيها: تـأمَّــلــنـي طــويــلاً.. ثـمَّ قــالا: أظـنُّـكَ تــشــتــكـي داءً عُــضـالا * شُـحـوبٌ وارتـعـاشُ يَــدٍ وخـطـوٌ لِــثِــقــلِ هــمـومِـهِ إنْ ســارَ مـالا * دواؤكَ فـي الـعـراقِ فـإنْ تـعـافـى مـن "المتأمركينَ" حَـسُـنـتَ حـالا * تـأمْـرَكـتِ "الـعَـراقـةُ" في نـفـوسٍ تـبـيـعُ بـسـوقِ مـطـمَـحِـهـا الـعِـقـالا * تــبـدَّلــتِ الــنــفــوسُ وغــيَّــرَتْـهــا مـطـامـعُـهـا فـغــيَّــرَتِ الـخِــصـالا * عـجـبـتُ عـلى الخـيـانةِ أنْ تُـسـمّى وقـد فـاحـتْ عــفـونــتـهــا نِــضــالا ! *** أيـا ابـنَ الـغـربـتـيـنِ ســلِ الـرمـالا إذا غـضِـبَ ابـنُ دجـلــةَ والـجـبـالا * يـظـلُّ ثـرى الـعـراقِ ثـرىً وَلُــوداً وإنْ عَــقُـمَ الــزمـانُ أو اســتـحـالا * فـمـا خـذلــتْ مـفـاوزهُ "الـمـثـنـى" ولا نــسِـــيَــتْ مــآذنــهُ "بــِلالا" * لـيـالـيـنـا عــقــيـمـاتٌ.. ولـكــنْ: ســتـعـقــبـهــا صـبـاحـاتٌ حُـبـالـى! عـجـبـتُ عـلى الخـيـانةِ أنْ تُـسـمّى وقـد فـاحـتْ عــفـونــتـهــا نِــضــالا ! صورة دقيقة التقطها إحساس شاعر أصيل جميل لذوي (الخدمة الجهادية) والمزاعم (الولائية)، ولكن النفوس لا تتبدل، بل أن أصحابها يغطونها بقيم الدين والمثل السامية حتى إذا تمكنت كشفت أعمالها عن حقيقتها العوراء، وبدت خصالها الحقيقية واضحة لكل ذي عينين وللأعمى: تــبـدَّلــتِ الــنــفــوسُ وغــيَّــرَتْـهــا مـطـامـعُـهـا فـغــيَّــرَتِ الـخِــصـالا فيابن الغربتين تنبؤك في محله وثقتك بقدرة شعبك في مكانها، وسـ: يـظـلُّ ثـرى الـعـراقِ ثـرىً وَلُــوداً وإنْ عَــقُـمَ الــزمـانُ أو اســتـحـالا غير أنها وإن كانت: لـيـالـيـنـا عــقــيـمـاتٌ.. ولـكــن ْ: ســتـعـقــبـهــا صـبـاحـاتٌ حُـبـالـى! سلام على القلوب المتوضئة بحب العراق وسلامة للشاعر وللوطن وللشعب من شرور الغادرين وليصدح صوته الواثق فهو ابن وطن الأبطال الذي يحيل الليل نهارا والظلمة شمساً وهاجة ..