* يتهمني بعضهم بأني غادرت مهنيتي وأصبحت ( صحفي موقف ) ، ووصفني بعضهم الآخر، صراحة، بالجنون، وقال غيرهم إن ( حنبليتي ) ودعوتي الشعب إلى الثورة منعت عني لقمة العيش وعرضت عائلتي إلى مصاعب لا يعلمها إلا الله. والواقع، إني لست الوحيد على هذه الشاكلة، وهناك الكثير من الصحفيين اتخذوا من الكتابة أو الصمت موقفاً، ذلك لأن الانحياز إلى الوطن ليس عيباً، لكن العيب أن تكون حيادياً عندما يتعرض وطنك إلى التدمير والغزو وشعبك إلى الإبادة والتشريد، ثم أننا ( المجانين ) من أصحاب الموقف لا نلوم ( المهنيين ) لأن لكل إنسان طاقة على التحمل، فليشبع (المهنيون) وليبق أصحاب ( الموقف ) جياعاً، فمن جوع هؤلاء سيشبع الشعب، ولكن من شبع أولئك جاع الشعب. نحن نؤمن أن الفجر قريب، بل هو أقرب من الحاجب إلى العين، والعراق يسجل في دفتره الكبير عمل كل واحد من أبنائه، من جاع ليشبع شعبه، ومن شبع فأجاع شعبه، ومن كان صوته مع وطنه وشعبه، ومن كان صوته مع نفسه ابتغاء راحة قصيرة ستلحق بطالبها تعب الضمير. وسلموا لي على ( المهنيين ) .. ********** جبل من نار * لو أن الدول العربية كلها خطت الخطوة التي اتخذتها مملكة البحرين بسحب سفيرها لدى إيران راشد سعد الدوسري واعتبار القائم بأعمال سفارة جمهورية إيران لدى المملكة محمد رضا بابائي شخصاً غير مرغوب فيه وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة، لحققوا أمنية أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: "ليت بيننا وبين فارس جبل من نار، لا يأتون إلينا ولا نذهب إليهم". ********** يلعب بالدين طوبة * ممثل المرجعية في النجف عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة، اليوم، يحث على تربية النشء الجديد على احترام المال العام وعدّ السرقة من الحكومة كالسرقة من الناس، ودعا إلى تضمين المناهج الدراسية من الابتدائية إلى الجامعة دروساً عن احترام هذا المال. ولكنهم في الأمس، في زمن النظام الوطني قبل الاحتلال كانوا يجوزون سرقة هذا المال بصفته ( مجهول المالك )، حسب المصطلح الفقهي. دعوة الكربلائي جاءت بعد خراب البصرة، وبعد أن أصبحت خزينة الدولة تصفر فيها الريح، وبعد أن هتف الناس ( باسم الدين باكونة الحرامية )، فأين كانت هذه الدعوة يوم كانت تلك الخزينة ملأى؟ تذكرت التعبير الشعبي العراقي ( يلعب بالدين طوبة )، والطوبة هي الكرة لمن لا يعرف اللهجة العراقية.