شبكة ذي قار
عاجل










عشرات الآلاف لا بل الملايين من العرب ، وبشكل خاص من العراق وسوريا ، يغادرون بلادهم هرباً من القتل والتدمير ، وفقدان الأمن والأمان ، ففي العراق كانت ديمقراطية الادارة الامريكية ، ديمقراطية المدفع والدبابة والصاروخ قد دمرت وطناً كان ينعم بالأمن ، وعمدت إلى تمزيق نسيج المجتمع ، والقضاء على نظامه السياسي، واغتيال أبنائه ، حتى وصل بالعهر السياسي والتدني في مستوى الاخلاق السياسية إلى اعدام زعيم العراق الوطني القومي ، وما إن فشلت امريكا في العراق بسسب عنف المقاومة العراقية الباسلة ، حتى سلمت العراق لملالي الفرس المجوس المهووسين في السيطرة على العراق ونهب ثرواته ، فكانت حكومة المنطقة الخضراء بتوجهاتها الطائفية المقيتة ، ففي ممارساتها زادت بشاعة سلوكياتها عما مارسته أمريكا بدعم وتأييد ومساندة لاأخلاقية من حكام طهران المتخلفين ، فكان تشريد الملايين من أبناء العراق ، الذين فقدوا الكرامة التي كانوا يتمتعون بها قبل الغزو والاحتلال ، فباتوا يبحثون عن هذه الكرامة التي افتقدوها في وطنهم في بلاد أخرى خارج حدود العراق ، فتشتت العراقيون في بلاد العالم باحثين عن الأمن والأمان ولقمة العيش الكريمة . مسلسل القتل والدمار الذي أصاب سوريا والسوريين كان من صنيعة أيادي النظام المتشبث بالسلطة على جماجم المواطنين ، ودمار الدولة والوطن السوري ، وتمزيق سوريا وتدمير بنيتها التحتية ، إلى جانب ممارسات النظام القمعية ممارسات التنظيمات التكفيرية الارهابية ، كلاهما قاتل مجرم في حق سوريا والسوريين ، فكانت النتيجة أفواج من السوريين هربوا من وطنهم ، طلباً للحياة الكريمة ، وللكرامة الانسانية التي افتقدوها ، بعد أن فشل النظام السياسي من القيام بدوره في خدمة الشعب ، وتحقيق مطالبه المشروعة . ملايين العراقيين هاجروا من وطنهم بحثاً عن كرامة افتقدوها في العراق ، وخوفاً على أبنائهم ، بسبب ممارسات النظام السياسي الطائفي ، الذي كان همه تشريد الملايين لتحقيق مآرب وأهداف اسياده في قم وطهران ، وليتسنى له نهب ثروات العراق ، والعبث بمقدراته ، ونهب خيراته ، فبات الهدف اقالة الشعب لتبقى السلطة، عوضاً عن اقالة السلطة ليتسنى للشعب أن يختار بارادته السلطة التي يريد ، ونظام الحكم الذي يتوافق مع تحقيق أهدافه ، وفي المقدمة منها توفير الأمن والأمان ، وتحقيق الخدمات المدنية ، وتحقيق العدالة المفقودة ، وتحقيق التنمية المنشودة،فهذه سمات النظام السياسي الذي يحظى بارادة شعبية ، دون أن تكون فيه رائحة عرقية أو طائفية تعمد لتمزيق الوطن والمجتمع والدولة . ملايين السوريين الذين يتدفقون على اوروبا كلاجئين أليسوا وصمة عار في جبين النظام السياسي ؟ ، والنظام يتحدث عن أنه باق برغبة الشعب ، فماذا بقي من الشعب حتى يرتهن رأس النظام لإرادته ؟ ، فهل السلطة هذه التي يلهث النظام وراء التشبث بها تساوي كل هذا الدمار والقتل والتشريد ؟ ، أم أن الحقيقة تقتضي أن يتنحى هذا الرئيس ، ليبقى الشعب في وطنه قادراً على اختيار من يحكمه ، عوضا عن وصاية حاكم لا يهمه لا الشعب ولا الوطن ولا الدولة ، فكلها إلى الجحيم في سبيل كرسي السلطة التي يتشبث بها وعلى حساب أبناء سوريا ، وفقدانهم لكرامتهم المفقودة، باحثين عن هذه الكرامة المفقودة في أوطان غريبة عنهم . الكرامة الانسانية مطلب انساني ، ومن حق كل مواطن أن يتمتع بها في وطنه ، والنظام السياسي العاجز بارادته أو بغيرها عن توفير الكرامة للمواطنين عليه أن يتنحى ، ليترك الخيار للشعب أن يختار من يحكمه ، فليست هذه الأنظمة الفاسدة المهترئة وصية على ارادة الشعوب ، وليس لها الحكم الالهي في ديمومة بقائها في السلطة ، فكفى عهراً سياسياً لهذا النوع من الانظمة ، وكفى اغتصاباً للسلطة لأنظمة باتت مرفوضة من الجماهير الشعبية ، وكفى القتل والتدمير الذي سببه وجود هذه الأنظمة الفاشلة والفاسدة في حق أبناء الشعب . النظام السياسي غير القادر على تحقيق كرامة لمواطنيه على أرض الوطن حري به أن يتنحى ، ويترك الخيار للشعب في أن يختار من يريد لادارة شؤون حياته ، فهذه الملايين من البشر المهاجرة إلى بلاد الغرب بحثاً عن كرامة وحياة كريمة ، تستحق أن تحصل على كرامتها في وطنها ، فهي الأحق في الحياة الحرة الكريمة من السلطة السياسية الجاثمة على صدر الوطن ، ألا يكفي هذه الأنظمة ملايين المشردين والقتلى والجرحى ، فهل يصح الحكم على جماجم البشر وفقدان المواطنين لكرامتهم ، وتدمير الحياة على أرض الوطن ، فتباً لنظام سياسي لا يرى في فقدان كرامة مواطنيه ناقوس خطر ينذر بسرعة تخليه عن السلطة ، ولا يرى في تدمير وطن وقتل مواطنين عاراً يسود وجهه حتى يصل إلى مرحلة الخزي والعار الذي يغتسل به . dr_fraijat45@yahoo.com




الثلاثاء١٥ Ðæ ÇáÍÌÜÜÉ ١٤٣٦ ۞۞۞ ٢٩ / Ãíáæá / ٢٠١٥


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق الدكتور غالب الفريجات طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان