نعى الناعي إلينا اليوم، أول أيام عيد الأضحى المبارك، أحد كوادر النظام الوطني الذي كان قائماً قبل الاحتلال وأحد بناة العراق وأبنائه البررة ومحبيه والباذلين المهج والجهد من أجل إعلاء صرحه العظيم. نعى الناعي إلينا الأستاذ الصديق عدنان عبد المجيد العاني وزير الصناعة والمعادن الأسبق، الذي وافاه الأجل في العاصمة الأردنية عمان فجر اليوم، الخميس الموافق 24 من أيلول / سبتمبر 2015. نشأت علاقتي بالراحل النبيل من أيام توزيره في وزارة الصناعة والمعادن في أصعب ظروف العراق والحصار الظالم الذي فرض عليه، ورافقته في كثير من جولاته بين المؤسسات الصناعية العراقية التي نجح في تطويرها وزيادة إنتاجها متخطياً ظروف الحصار القاسية. بدأ الأستاذ الراحل عدنان عبد المجيد ( أبو أحمد )، حياته مهندساً في شركة النفط البريطانية، وتولى إدارة أحد حقول كركوك، وله خبرة واسعة بالصناعات البتروكيماوية، وله الفضل الكبير في إقامة المجمع البتروكيمياوي في محافظة البصرة الفيحاء، فضلاً عن عدد كبير من المصانع الوطنية.. وتخرجت على يديه أجيال من أبرز الكفاءات الصناعية والنفطية العراقية .. ومهما اختلفت الآراء بشأنه أو اتفقت فلا يمكننا إلا أن نحترم مهنيته العالية ومثابرته العجيبة وتفانيه في خدمة العراق. بعد الاحتلال التقيته، مرة، في إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة وكان سعيداً بلقائي واستذكرنا الكثير من الذكريات والأحداث، ثم لا أعرف كيف كان يحصل على رقم هاتفي ويهاتفني ويسأل عني ويتفقدني، إلى ما قبل أسابيع ثم انقطعت عني أخباره حتى أفجعني نبأ رحيله اليوم. رحم الله الأستاذ عدنان عبد المجيد العاني فقد كان رمزاً عراقياً كبيراً وبانياً من بناة العراق دمثاً خلوقاً طيباً، ولكنه في العمل والبناء كان شديداً صارماً، وعلى الرغم من ذلك لم أسمع إلا الثناء والمديح ممن عمل بمعيته. رحل الأستاذ عدنان غريباً وعينه على تحرير العراق وعلى أمل العودة إلى أحضانه فرحمة الله عليه وأسكنه فسيح جنانه جزاء ما قدم وأعطى للعراق. وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.