ليس غريبا أن تحاول الاحزاب السياسية والمليشيات المسلحة سرقة المظاهرات فهذا شان السراق والحرامية وهاهم يتسابقون في التملق بكلمات الترحيب والتأييد للمظاهرات الشعبية والاشادة بسلميتها، بل كل مسئول يحاول ان يجير المظاهرات لصالحه, ولكن الغريب ان تحاول المؤسسة الدينية في النجف سرقة آلام المتظاهرين ومعاناتهم التي كانت ومازالت من الاسباب الرئيسية لها, فهذه المؤسسة الدينية ولا اقول المرجعية لأنها لن تصل الى هذه الدرجة مطلقا, هذه المؤسسة هي من أوجبت انتخاب هؤلاء السراق والمفسدين, فمنذ ثلاثة عشر عاماً والعراقيون يرزحون تحت حكم المفسدين الذين نهبوا المال العام والمؤسسة الدينية في النجف لم تحرك ساكناً! بل على العكس تماماً كان وقوفهم بجانب السياسيين المطلوبين للشعب الآن, ولقد أصدر هؤلاء المعممون فتاوى أوجبت انتخاب السياسيين الفسدة مرة تلو الأخرى تحت عنوان "حفاظاً على المذهب انتخب فلان وان كان فاسداً أو سارقاً". ثم ألم تقم المؤسسة الدينية في النجف بالثقيف ودعوة الناس وحثهم لانتخاب من وجهت حيدر العبادي اليوم لمحاسبتهم وضربهم بيد من حديد ؟؟ أي تناقض هذا وعلى من يريدون تمرير مكرهم، ان ما دفع تلك المؤسسة الكهنوتية الى الهرولة والاسراع بتأييد المتظاهرين , هو ركوب الموجة العارمة ومصادرة شعارات المتظاهرين - وذلك لقناعتها التامة بان الشارع العراقي أصبح واعياً ومدركاً لحقيقتها الكهنوتية, وأيقن بان تلك المؤسسة هي من اسست للفساد وأمنته طيلة تلك السنوات الثلاثة عشرة, الأمر الذي حدى بتلك المؤسسة الكهنوتية بان تسعى لركوب موجة التظاهر والتملق للمتظاهرين بكلمات وتوجيهات كان الحري بها أن تصدرها قبل عدة سنوات, عبارات جاءت بعدما هب الشعب منتفضاً لنفسه، فهذه المحاولة التي تسعى من خلالها مؤسسة النجف الدينية الكهنوتية الالتفاف على التظاهرات وسرقة كل جهود المتظاهرين لتنسب ما سيتحقق لنفسها, بل لترسيخ وجودها من خلال الترويج لتأييد المظاهرات من قبل المرجعية وتأييدها لما أطلقوا عليه إصلاحات، وبالتالي ظهور ولاية الفقيه في حكم العراق بشكل علني. لذلك نحذِّرُ ابناء شعبنا الصابر الثائر من محاولات الخداع والتغرير من جديد فنقول ان مقاليد السلطة كانت بأيديكم ولأكثر من ثلاثة عشر عاما والأمور من سيئ إلى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد فكفاكم ايها المعممون خداعا لنا ولشعبنا الزموا اماكنكم فان التغيير قادم اليكم وسنفضح مداهنتكم وشراكتكم مع المفسدين.