* العراق بعد الاحتلال هو أول دولة في العالم يحكمها حاكم مدني أمريكي يعينه جيش الاحتلال ويقوم الحاكم المدني بتعيين مجلس حكم كل واحد من أعضاءه يصير رئيس للعراق لمدة شهر واحد فقط وبذلك يكون مجموع الرؤساء 12 رئيسا في سنة واحدة. وكل من هؤلاء الرؤساء يتقاعد بعد انقضاء خدمته التي هي 30 يوم ليحال الى التقاعد مدى الحياة براتب أعلى من راتب رئيس أي دولة في العالم ويختار لنفسه عادة دولة غير العراق لينعم فيها بالمتبقي من عمره وينعم معه عائلته المتكونة عادة من عدة زوجات وما ملكت يمينه بالسحت الحرام . * العراق هو أول بلد في العالم يتحول الى نظام ديمقراطي انتخابي تعددي بعد غزوه واحتلاله غير ان نواب البرلمان في غالبيتهم المطلقة يعيشون في بلدان غير العراق هم وعوائلهم أي انه أول برلمان في العالم يكون النواب المنتخبون فيه يخافون من الشعب الذي انتخبهم ويكون لكل منهم جيش من الحراس . وكل نائب من هؤلاء النواب يصرح بين الحين والاخر على الفضائيات عن فساد البرلمان وانحراف أعضاءه وعدم قدرتهم على تمثيل الشعب ويدين من انتخبهم ويحمل الناخبين مسؤولية أخفاق البرلمان والحكومة أي انهم يحملون الشعب الذي انتخبهم مسؤولية انتخابهم لأنه يعرف انهم سفلة وسرسرية وجهلة وحرامية ومع ذلك انتخبهم واعاد انتخابهم لثلاث دورات احتلالية . وملفت ان كل نائب في برلمان العراق بعد الاحتلال يتقاضى ما مجموعه شهريا من رواتب ومخصصات ما يزيد على راتب أي رئيس دولة في العالم تقريبا. * المبالغ المحولة من العراق لحساب الحكام الذين سلطهم الاحتلال في عشر سنوات من العراق الى البنوك العالمية تبلغ في الحد الادنى 700 مليار دولار وهي تعادل ميزانية بلد عربي تعداد نفوسه بقدر تعداد نفوس العراق أو يزيد ومساحته أكبر من مساحة العراق لمدة 18 سنه ( أكرر : تعادل ميزانية ذاك البلد لمدة ثمانية عشر عام ) ويثار لغط واسع عن فساد مالي في أدارة ذاك البلد العربي الكريم فما هو وصف الادارة التي أعتمدها الاحتلال كموظفين عنده في العراق أذن وهل يجوز ان يوصف نظام ما بعد الغزو على انه دولة ؟ * لا توجد حكومة في العراق المحتل ومؤسف أن تجبر كل حكومات العالم على التعاطي مع سلطة الاحتلال على انها حكومة وهي ليست حكومة ولا تمتلك أية سلطة غير القتل والنهب للمال العام والعمالة للأجنبي . فوزارات حكومة الاحتلال موزعه بين الاحزاب والطوائف في محاصصة طائفية أعتمدها الاحتلال وموظفيه تجعل من كل وزارة ملك صرف للجهة التي خصصت لها وليس للعراق ويتم التعيين والطرد والمتاجرة والعقود وكل أنشطة الوزارة لصالح الحزب المالك لها وليس للعراق. * العراق هو البلد الوحيد في العالم بعد الاحتلال الذي لا يوجد فيه جيش بل ( حرس وطني ) وقوام هذا الحرس هو المليشيات التي جلبها الاحتلال من ايران واوربا وغيرها من معسكرات التدريب التي أقيمت للمرتزقة قبل غزو البلاد . ورغم ان هذا التشكيل ( الامني ) قد ورث كل أسلحة جيوش الاحتلال التي هربت تحت وطأة ضربات المقاومة العراقية الباسلة وبالذات أمريكا وتعداده يربو على مليون معتاش وتم التعاقد مع عديد دول الغزو مكافئة لها على المشاركة في ( تحرير العراق من سيادته وسلطة أيناءه ) لشراء أنواع الاسلحة له غير ان هذا التشكيل لا يستطيع مواجهة منظمة إرهابية تعداد اعضاءها لا يصل الى 1500 فرد ويسلمها كامل تجهيزاته التي صرفت عليها مليارات الدولارات من الدبابة الى صناديق الرصاص مع ثلث مساحة العراق أو يزيد في ساعات معدودات. * العراق بعد الاحتلال هو أول بلد في العالم يلجأ الى استعارة خدمات ميليشيات ومافيات مجرمة تحت مسمى ( الحشد الشعبي ) لتقوم مقام الحرس الوطني المنهار والهارب في لعبة قذرة ما حصلت ويقيننا انها لن تتكرر في أي مكان اخر على حساب شرف الانسان العراقي وحياته وممتلكاته وسيادة أرضه واستقلاله ووحدته الوطنية والهدف هو : توفير الارضيات المناسبة لتجزئة البلد الى دويلات عرقية وطائفية. العراق بعد الاحتلال هو أول بلد في العالم يزج فيه شبابه في اتون مهلكة طائفية لم ولن يحصل لها مثيل بعد 12 سنة من الاحتلال يديرها نفس من وظفهم الاحتلال في مجلس الحكم البائد في سنة الاحتلال الاولى. نكتفي بهذا القدر لهذا المقال لكي لا نطيل على القارئ الكريم ونعد بوقفة اخرى نسجل فيها ونعيد التذكير بتفرد الفشل الذي نتج عن احتلال العراق وانهيار كل اجنداته وسقوطها ونؤكد : العراق بعد الاحتلال ليس دولة بل منظومات ميليشيات ومافيات وحشد سراق ومفسدين وفاسدين مبتذلين جلهم من الجهلة والاغبياء والمحششين حتى لو حملوا القابا أكاديمية. لذلك فان تحرير العراق تحريرا ناجزا هو واجب على كل العراقيين النجباء.