قرأت هنا وهناك عن عراقيين في الخارج يشعرون بالحرج من ذكر جنسيتهم أمام الآخرين، لأنهم كما يقولون إنهم يخجلون مما يجري في العراق، ولا يريدون الدخول في حوارات لا يستطيعون الخروج منها. ذلك ما نتحدث عنه دائما، وننبه الآخرين كي يعتزوا بوطنهم مهما جار عليه الزمن، ومهما أراد له الأعداء من هوان، أن يقرأوا ويطلعوا ويتابعوا ويحملوا هم وطنهم ليكونوا على قدر المسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه بلدهم، أن ينطق لسانهم بالحق، أن يدافعزا عن موقف بلدهم بغض النظر عما يحدث فيه. أسم العراق يا أخواني ليس مرتبطا بهذه الحقبة الوضيعة، أسم العراق مرتبط بوجدان الشعوب حول العالم، بتاريخ لا ينتهي بعمق الزمان، لا يرتبط بحكومات عميلة واحتلال وأطراف تتقاتل، العراق حضارة وتاريخ، أقرأوا عنها لتحدثوا بها الآخرين، قولوا لهم إن ما يجري اليوم هو حرب على تلك الحضارة الغائرة في العمق. عندما نتحدث أمام الآخرين يسألوننا فورا هل انتم عراقيين؟؟ فنقول نعم، فيقولون عرفنا ذلك من طريقتكم في الكلام، وطرحكم، وإذا تحدثنا بالوطنية والقيم العليا يقولون إذن أنتم من زمن صدام حسين، هذه مشاهداتنا في الخارج، فلم الحرج والخوف، لم نواجه من يحاول احراجنا، إلا وأحرجناه. عندما نتحدث بكبرياء وعزة نفس تليق بالعراقي سنعطي انطباعا عن شعب العراق الأصيل، الشعب الذي واجه أقسى الظروف وما زال يتنفس، ويعمل، ويسجل المواقف، لا يهمنا هنا الكم، بل النوع وما يستطيع تحقيقه. لو كنا على قدر المسؤولية فلن يتجرأ على إهانتنا أحد، لو كنا متعلمين لن يستطيعوا جرنا إلى احاديث الجهل والخنوع، لو كنا مثقفين فسنستطيع نقل رسالتنا للعالم، وهذا ما يفعله أخوانكم في كل المجالات والميادين. لا تأبهوا لما يحصل اليوم، فهو خارج عن نطاق المنطق والعقل، لستم من تسبب بذلك الدمار، بل تكالبت الأمم على بلدكم الصغير، لأن فعله كبير، صغير بحجمه لكنه اليوم كبير بمعاناته كما هو كبير بمقاومته، قولوا لمن يسألكم عن جنسيتكم وبكل فخر نحن عراقيون قاومنا 33 دولة وما زلنا أحياء، نقاوم بكل الطرق، يحاولون قتلنا كل يوم لكننا نأبى إلا أن نحيا، قولوا لهم إنكم ضحايا مؤامرة كونية لكنكم لم لن تستلموا، قولوا لهم ذلك وسيفهمونكم على الفور. لا عليكم بجنسيات أمريكا أو السويد او المانيا او انكلترا، كلها جنسيات لا تاريخ لها، لا حضارة، بل هي ذات الجنسيات التي تآمرت علينا، ولا خير فيها، الخير كل الخير في جنسيتكم العراقية الأصيلة، ولا عليكم بمن يحملها زورا وبهتانا، فهم كالزبد، لا يلبث ان ينقشع، ليظهر بحر العراق الصافي. قولوا إن العراق مقبرة الغزاة، لا يدخلها محتل إلا ويجر خلفه أذيال الخيبة والخذلان، لا يهنأ فيه مغتصبب، ولا يستهدفه معتدي إلا ويتجرع السم الزعاف، إنه العراق العظيم، فلا تبخسوا ثمنه.