لقد أظهرت أرقام الخسائر الأمريكية في العراق دلالات واضحة حول قوة المقاومة العراقية الشريفة التي تواجه القوات المتحالفة ، إذ وبعد عام ونصف من عمر الاحتلال ذكر تقرير صادر من وزارة الدفاع الأمريكية عن حجم الخسائر العســكرية للقوات الأمريكية في العراق ووفقاً لإحصاء أعدته صحيفة يواس تودي اعتماداً على تقارير أمنية سرية للحكومتين العراقية والأمريكية ، بلغ متوسط عدد الهجمات اليومية على القوات الأمريكية وغيرها من قوات الاحتلال في العراق 49 هجوماً يومياً في الفترة التي اسبقت نقل السلطة وفي شهري حزيران وتموز 2004م أبلغ عن 880 هجوماً في بغداد وهو ما يمثل 30% من اجمالي عدد الهجمات في عموم العراق خلال الفترة نفسها ورغم تكتم الإدارة الأمريكية على الأرقام الحقيقة للهجمات ، فإن جميع الشواهد أكدت تصاعدها وصولاً إلى الحال التي أقنعت إدارة المجرم بوش الابن بتغيير وسائل التعاطي معها والبحث عن استراتيجية جديدة قبلت من خلالها التعامل مع بعض دول الجوار وهنا دخلت ايران بالمباشر والعلن في اللعبة لتدمير العراق في كل المناحي من اجل مد نفوذها وهيمنتها السياسية والاقتصادية اما دورها العسكري فهو من خلال المعلومات والادلاء التي يقوم بها عناصر مليشياتها في الداخل العراقي المتمثله بالاحزاب والتيارات والكتل التي ترتبط بها وتخضع لاشراف وقيادة مكتب المرشد الاعلى لما يسمى بالثورة الاسلامية خامنئي ، التي كانت ترفض الحوار معها ، كما اعترفت بتنامي المقاومة وبكثرة الأخطاء الأمريكية في الساحة العراقية إذ استطرد أحد القادة الأمريكيين قائلاً {{ لو امتلكنا الإدارة السياسية والقدرة على التحمل من أجل البقاء أرى أن هذه المقاومة تستمر لعشر سنوات }} بينما يؤكد ضابط آخر من مشاة البحرية الأمريكية على قوة المقاومة العراقية المسلحة التي تستهدف القوات الأمريكية بقوله {{ ينبغي عدم التهوين بشأن خصومنا ، فهؤلاء الرجال لهم قدرة عالية على التكييف مع الظروف وهم يتعلمون باستمرار ولهم أفكار مبدعة }} ومن الواقع فأن هجمات وعمليات الجماعات المسلحة للمقاومة الوطنية أثرت بشكل واضح وفعال في النجاح الاستراتيجي الذي كان مخطط له من قبل الإدارة الأمريكية ، إذ أن التكاليف الأولية للحرب على العراق بلغت نحو 100 مليار دولار تضاف إليها ثمانية مليارات شهرياً ، وحسب التقديرات الأمريكية فإن هذا المبلغ ارتفع في نهاية عام 2005 م إلى أكثر من 150 مليار دولار وازداد هذا المبلغ إلى 225 مليار دولار مع بداية عام 2006م ، وهذه التكاليف صرفت في ظل عجز في الميزانية الأمريكية يبلغ 455 مليار دولار وهو ما يزيد كثيراً على التقديرات التي أعلنت قبل الحرب ، وإن البقاء في العراق لأعوام قادمة يحتاج إلى 30% من اجمالي الجيش الأمريكي وهو رقم مرشح للزيادة مع تنامي المقاومة العراقية ، تصاعد الأصوات الرافضة للاستمرار في الاستراتيجية الأمريكية من العراق والمطالبة بتعديل الاستراتيجية وعودة القوات الأمريكية من العراق إلى الولايات الأمريكية وخاصة في جناح الديمقراطيين حيث كانت الحملة الاعلامية لاوبتما تركز على الانسحاب من العراق وعودة ابنائهم الى عوائلهم احياء ، تنامي الكره للوجود الأمريكي في العراق من قبل الداخل العراقي ، نتيجة الأعمال العدوانية غير المبررة والتعمد في انتهاك الحرمات والقيم العشائرية العراقية اتجاه المواطنين العراقيين ، وكمحاولة منها للتصدي للهجمات ضد قواتها واتباع استراتيجية جديدة امام حالة التخبط التي تعيشها ، بدأت الادارة الامريكية في محاولة منها لاجتذاب المناوئين لها للعملية السياسية وإشراكهم فيها ، وذلك على اثر الخسائر التي تكبدتها منذ نيسان 2003م إلى نيسان 2005 م بدعوات مضلله لتحقيق المصالحة الوطنية واشراك جميع العراقيين فيما يسمى بالعملية السياسية ، وما يؤكد هذا الأمر هو الإحصائيات التي بدأت تصدر عن المؤسسات الرسمية الأمريكية ، والتي تشير إلى ازدياد العمليات والهجمات ضد القوات المحتلة وكذلك ازدياد نسبة الخسائر من قبل القوات المحتلة في العراق ولكن هذه المحاولة فشلت وذلك بسبب عدم استجابة أطراف المقاومة في المشاركة في العملية السياسية بل التأكيد على الانسحاب الغير مشروط واسقاط العملية السياسية التي انتجها الغزو والاحتلال وان ينال كل المشاركين فيها نصيبهم من القضاء العادل لخيانتهم الوطنية وتعاونهم مع الغزاة لتدمير العراق وتجربته الوطنية وتمكين ايران الحقد والكراهية من النيل من التجربة العراقية انتقاما" لتجرع حاخامهم خميني كأس السم الزؤام وقبوله وقف اطلاق النار في الحرب الايرانية المفروضه على العراق من 4 / 9 / 1980 ولغاية يوم الايام 8 / 8 / 1988 الذي خرج العراق منتصرا" رادا" الريح الصفراء القادمة من قم وطهران تحت عنوان تصدير الثورة الاسلامية ، وكنتيجة لفقدان القيادات القادرة على خلق التماثل معها وهي وضعية نتجت بسبب أن انهيار الدولة العراقية الحديثة ، ووجود ضباط من مختلف الطوائف يشكلون تهديداً محتملاً ومع انهيار المؤسسات حكومية والتي كانت تخدم أطراف مختلفة تركت أطرافاً عديدة بدون قيادات وأهداف ، وهذا ما تجلى وبوضوح في ما يسمى بانتخابات كانون الثاني 2005م والتي فشلت إلى حد كبير في المناطق الغربية وحتى في الوسط والفرات والجنوب العراقي يتبع بالحلقة التاسعة