لم يحظ مسؤول عراقي على ثقة الرئيس الراحل صدام حسين، بمثل ماحظي به طارق عزيز، ماوضعه بالصف الاول في قيادة الحزب والدولة على مدى أكثر من ثلاثة عقود، هو الان معتقل منذ نيسان عام 2003 وحتى الان يوصف عزيز بأنه اليد اليمنى لصدام وأبرز معاونيه وأحد أبرز من يقومون بكتابة خطاباته وبصياغة القرارات التي كانت تصدر عن إجتماعات القيادة العراقية وبحسب مقربين من طارق عزيز فانه أكد مرات أنه اقرب إلى الاسلام من المسيحية، لكنه بقي مسيحيا. وتحمل عزيز مسؤولية قيادة الدبلوماسية العراقية في اصعب المراحل التي واجهت العراق مشرفاً على السياسة الخارجية بعد قطاع الثقافة والأعلام في أحلك الظروف مدافعا عن وجهة نظر العراق في المحافل العربية والدولية، وتشهد له قاعات مجلس الامن واروقة الامم المتحدة بذلك لقد كان طارق عزيز صاحب موقف ورأي يجهر به أمام الرئيس الراحل صدام حسين وفي إجتماعات القيادة العراقية عند مناقشة أخطر القضايا التي كانت تواجه العراق، وكان صدام ينصت اليه وياخذ بارائه ومقترحاته، ماوضعه في الخلية المقربة منه وموضع ثقته. عندما نتحدث عن طارق عزيز السياسي والدبلوماسي، فأن الوجه الآخر لشخصيته تتسم بالبساطة والتواضع حسب مايرويه مدير مكتبه السفير السابق سامي سعدون / أن طارق عزيز، مجيد في الكتابة باللغة العربية ومتميز في الحديث والكتابة باللغة الانكليزية وعلى معرفة جيدة بالموسيقي وعزيز كفوء وله ذاكرة قوية وعقل منظم، فهو لا ينسى أي شيء، وكان يثير استغراب العاملين في مكتبه عندما يسأل عن أوراق وملفات كان قد طلب الاحتفاظ بها قبل عدة سنوات في لقائه الشهير مع ( جيمس بيكر ) وزير الخارجية الامريكي في جنيف عشية العدوان على العراق عام 1991، وبعد تهديدات ( بيكر ) بأن أميركا ستعيد العراق إلى ما قبل العصر الصناعي، وأنها ستّغير القيادة العراقية وتنصب حكاماً من أتباعها. رد عليه طارق عزيز .. نعم أنكم تستطيعون تدمير العراق بما تملكون من قوة ولكنكم لن تستطيعوا القضاء على العراق فعمره سبعة آلاف سنة قبل الميلاد ورفض باباء استلام رسالة بوش للقيادة العراقية حاول طارق عزيز من خلال موقعه ومسؤوليته بادارة الملف العراقي مع الامم المتحدة وفرق التفتيش الدولية أن يدرأ العدوان على بلاده و نجح باقناع القيادة العراقية بالسماح لفرق التفتيش الدولية زيارة القصور الرئاسية التي كانت الادارة الامريكية تروج أن أسلحة الدمار الشامل مخزونه فيه، في محاولة لنزع فتيل أزمة كادت أن تعرض العراق إلى ضربة عسكرية امريكية. وعميد الدبلوماسية العراقية طارق عزيز ومجموعة من مسؤولي العهد الوطني معتقلين في سجن الناصرية جنوبي العراق يعانون من الاهمال والامراض وانعدام الرعاية الصحية ومعزولين عن عوائلهم والعالم في ظل صمت منظمات حقوق الانسان الامر الذي يستدعي حملة لنصرة هؤلاء الرجال الذين خدموا العراق ودافعوا عن هويته ووحدته ارضا وشعبا وقدموا اغلى التضحيات في سبيله .