بيجي ... مدينة عراقية تتوسد العز والفخار والبطولة . شيد عليها نظام البعث أكبر وأحدث مصفاة للنفط في الشرق مثلما شيد أعظم مصنع للبتروكيمياويات وآخر للحديد والصلب في البصرة وكما شيد أكبر مصنع لإنتاج السكر وأكبر حقل لزراعة قصب السكر في ميسان. هو نفسه نظام البعث الذي أنشأ أعظم السدود على الرافدين بدءاً من الموصل نزولاً وعَبّد أطول وأعرض طرق المرور السريع الدولية وأنشأ أكبر عدد من الجامعات وأول صناعة عربية متطورة. بيجي ... حولها نظام العرب الأكثر حرية وتمدناً وقوة واستقراراً إلى محط لأنظار العالم ومركز استقطاب للباحثين عن معالم ودلالات ومظاهر الانتقال الصناعي والعلمي والحضاري في عراق العروبة . بيجي ... المنتجة الغنية المتحكمة تحولت بعد الاحتلال وسيادة الفاشلين واللصوص وعبيد الطائفية المغمسة بالجهل والغباء والثأر الفارسي إلى ساحة للعدوان واستكلاب المرتزقة العجم ليس للسيطرة عليها وإدامة الاستفادة من تشغيلها ومنتجاتها في دعم مرتكزات الاحتلال ونظامه فقط بل ولاستخدامها كمركز لتكريس التوسع الفارسي ونفوذه إلى مناطق ومدن عراقية كانت عصية عليه . وهكذا صارت بيجي ساحة قتال شرس كر وفر تبتلع حشود الميليشيات وجيش الدمج وقادة البغضاء والسوء والحقد . تستنزف قواهم وتمزق جموعهم وتغرس في تاريخهم شارات بارزة للهزائم والخذلان . تعريهم إعلامياً وتفضح كذبهم وزيفهم توقع باعة الكلام والإعلام في مأزق الصدقية والموضوعية وتبقى بيجي البطلة عصية. وسيسجل التاريخ .. أن بيجي أجهضت كل حلهم المنغولي وأفرغت كل ما في معدتهم من قيح وبيجي ... تنتصر بمجاهديها وعشائرها وجيش البعث الذي بناها وأعزها .