أولاً- أمرت طهران بغداد ومليشياتها بفتح ثلاثة مكاتب للحشد الطائفي في بغداد، وبصورة علنية، تتوزع في مدينة ( الكاظمية ) بقيادة عصائب قيس الخزعلي .. وفي منطقة ( الشعلة ) بقيادة الفارسي قاسم سليماني .. وفي حي ( أور ) بقيادة مليشيا أبو فضل العباس .. بهدف : جمع تبرعات من المواطنين، والتطوع للقتال إلى جانب نظام دمشق، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة .. تحت شعارين، الأول : الدفاع عن مرقد السيدة زينب ( رضى ) . والثاني : الدولة العلوية في العراق والشام .. والعراق وسوريا جبهة واحدة ومصير واحد . تستغل إيران الفقراء والبسطاء ومشاعرهم المذهبية لأغراضها القومية الفارسية .. وتقدم للمتطوعين رواتب من خزينة العراق الخاوية ومن تبرعات العراقيين البسطاء . الخلاصة : 1- إيران تستخدم المواطن العراقي في محرقة العراق ومحرقة سوريا لحساب مصالحها القومية الفارسية . 2- النظام في دمشق يعاني من حالات الأنهيار .. الأمر الذي يستدعي طهران تقديم الدعم ( شباب العراق وأموال العراقيين ) لهذا النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة . 3- إذا سقط نظام دمشق سقط بالضرورة حزب الله ( هذا ما صرح به أمينه العام حسن نصر الله ) .. وإذا سقط نظام دمشق وسقط حزب الله في الجنوب اللبناني .. فأن لبنان سوف يتحرر ويتحرر العراق ، وإن النظام الفارسي في قم وطهران ستسقطه الشعوب الإيرانية حتماً لأن نسبة 90% منها لا تريد حكم ولآية الفقيه . ثانياً - طهران أمرت بغداد ومليشياتها بإيجاد تشكيلات مسلحة في منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق .. هذه التشكيلات ترتبط بالحشد الطائفي الإيراني .. من أجل : 1- أن يكون هنالك نفوذ فارسي مسلح في هذه المنطقة تستخدمه كورقة ضاغطة من جهة، وعمل سياسي- عسكري لفرض سياسة الأمر الواقع من جهة أخرى .. ومثل هذه المحاولات بذلها الإيرانيون في قضاء ( سنجار ) وناحية ( ربيعة ) على الحدود العراقية السورية . 2- شكلت إيران نواة خلية مسلحة فاشلة للتركمان في جنوب محافظة كركوك. 3- تحاول إيران التمدد بواسطة الأكراد - الأتراك من أجل خلق تشكيلات مسلحة على الأرض ، ولغرض زيادة أوراق الضغط على الأتراك . 4- محاولات إيرانية لتشكيل ( حشد ) من اليزديين تدفع بهم كوقود حرب من أجل مصالحها القومية الفارسية. 5- ومن أجل هذا الهدف .. رصدت إيران مبالغ قدرها ( 2.630 ) مليار دينار عراقي ( تدفعها خزينة العراق ) كرواتب للمتطوعين . 6- من كل هذا تريد إيران أن تحقق خرقاً جيو- إستراتيجياً للمنطقة يمهد لها الطريق بينها وبين الأراضي السورية . ثالثاً- لم تكتفِ طهران بإشعال فتيل الحرب الطائفية بين أبناء العراق الواحد الموحد، بل عمدت على التوسع في إيجاد مناطق للتصادم بين عناصر القومية الواحدة ومحاولة دق أسفين بينها في محاولة لفرض نفوذها .. مثلاً : تركز إيران على علاقاتها المتينة بحزب جلال الطلباني، لأسباب تعود لروابط قديمة منذ نظام الشاه، من أجل إيجاد موضع قدم في حركة الشمال في كل الظروف، لغرض التأثير والوصاية عليها .. وعلى هذا الأساس بذلت طهران جهودها الإستخباراتية من أجل تشكيل ( حشد كردي طائفي ) ، لتمزيق نسيج شعبنا الكردي وبالتالي تمزيق الوحدة العربية الكردية التاريخية. المشكل الجوهري .. إن الكرد لا يدركون حقيقة تاريخية تؤكد على أن القومية الفارسية وهي مجوسية، لا تعترف بالقوميات الأخرى، لا العربية ولا الكردية ولا غيرهما، وهي تعاديهما وتسعى إلى تمزيق شعبيهما .. فلو كانت طهران خلاف ذلك لما داست على القوميات التي تتعايش معها منذ قرون ومسختها وانتزعت هويتها وقمعتها وحرمتها من حقوقها .. الحكم الوطني في العراق هو النظام الوحيد الذي كفل للقوميات حقوقها الطبيعية في الحياة الحرة الكريمة .. ولا أحد من دول الجوار حقق ما أنجزه النظام الوطني في العراق .. فهل يدرك الأخوة الكرد معنى ومغزى ذلك على مدى العقود التي مرت ولحد الآن وفي المستقبل.!!