شبكة ذي قار
عاجل










النزوح الكبير لعائلات الأنبار أكبر وصمة عار في وجه الاحتلال وحكوماته المتعاقبة وفي وجه رئيس الحكومة الأخير حيدر العبادي، فمواطن يمنع من دخول مدينة في بلاده سلوك عصابات لا سلوك دولة، كما يزعمون. إنه تعبير عن حقد على العراق وأهله لا يحمله إلا من تربى في أحضان أجنبية. ولكن هذه المأساة على عظمها وقسوتها أظهرت معادن أبناء الوطن الذين سارعوا إلى نشر أرقام هواتفهم مبدين استعدادهم لكفالة من لا يجد كفيلاً يدخله إلى عاصمة بلده أو أية مدينة عراقية أخرى مع تأمين السكن له ومشاركته لقمة العيش، وهناك من وفر الطعام للعائلات ليدرأ عنها غائلة الجوع ونصب لها الخيام لتسكن فيها. وأهل الأنبار كرام، كالعراقيين جميعاً، ومن دخل دواينهم وبيوتهم ومضائفهم يعرف ذلك، ويكفيك أن الفنادق لم تدخل إلى مدنهم إلا في زمن متأخر، بل أن هناك مدناً في الأنبار ليس فيها فنادق، وهذا تعبير عن كرم هؤلاء العراقيين الذين يستضيفون من يصل إليهم في بيوتهم. ويكفي أيضاً أنهم استضافوا وكرموا من ذهب إليهم ليقتلهم فأسروه وآووه واطعموه ووفروا له الراحلة ليعود إلى أهله. وحدث عن كرمهم ولا حرج. ما نجده من صور تضامن العراقيين وتكافلهم يفرحنا بالقدر الذي يؤلم الغرباء الذين حملتهم بساطيل المحتل وسيدتهم على كراسي الحكم في العراق، وأنفقوا أموال العراق على صنع الفرقة بين العراقيين وهدم التضامن الرائع والتكافل الجميل بينهم، وما أفلحوا ولن يجدوا إلى ذلك سبيلاً. أنا أرى أن تقريع أهل بغداد والعراقيين في المدن الأخرى، في كتابات بعضهم وأشعاره، والذي وصل إلى حد الشتيمة والسباب، يثلم صورة هذا التضامن العراقي الرائع والتكافل الجميل، وأرجو من هؤلاء الكتاب والشعراء، وإن كنت متألماً لحال النازحين كما هم يتألمون، أن ينظروا إلى نصف الكأس الملآن ولا ينظروا إلى نصف الكأس الفارغ، ففي نصف الكأس الملآن صورة شعب متضامن يحب بعضه بعضا ويقف معه في محنته، بينما في نصف الكأس الفارغ صورة حكومة الاحتلال التي تطلب من عراقي أن يدخل مدن العراق بكفالة، بينما رئيسها وأعضاؤها دخلوا إلى العراق بكفالة بسطال المحتل الفاقد لحق الدخول إلى العراق، وهم يدخلون الإيراني بلا كفالة بينما العراقي يحتاج إلى كفالة ليدخل مدينة من مدنه. السلام على النازحين والويل لحكومة الاحتلال من العراقيين المتمسكين بوحدتهم وأخلاقهم وكرمهم مع الغريب فكيف بأبناء وطنهم؟




الاثنين١ ÑÌÜÜÈ ١٤٣٦ ۞۞۞ ٢٠ / äíÓÜÜÇä / ٢٠١٥


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق سلام الشماع طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان