خلال الحرب التي قامت بين الفارسي كورش وبين بابونيد اخر ملوك الكلدان في بابل قدّم اليهود ( وهم سبايا نبوخذ نصر ) مساعدات قيمة للجيش الفارسي الغازي ( كما تعاونوامع امريكا الطغيان في احتلال العراق ) ونتيجة لتجسسهم وما بذلوه من عون للغزاة فقد ولاهم كورش أمور بابل " وكأنما يعيد التاريخ نفسه عام 2003" بعد سقوطها سنة 538 قبل الميلاد ، وعندما أحتل سوريا وفلسطين سمح لمن أراد من اسرى نبوخذنصر بالرجوع الى فلسطين ، واعاد اليهم كنوز الهيكل ، وامر باعادة بناء الهيكل قي اورشليم ، فعاد فريق بقيادة اليهودي زوربابيل بن شلائيل وتزوج كورش اخت زوربابيل . وقد استغل اليهود بهذا الزواج ضعف كورش تجاه زوجته اليهودية ، فكان أن استجاب لطلبها بعودة بني اسرائيل الى اورشليم واذن لهم بعمارتها ، فكان ان هاجر اليها خمسون الف يهودي لذلك فقد نعت اليهود كورش بالراعي وبالمسيح المنتظر ، ووصفوه بصفة المنقذ . ويذكر التاريخ أن فتاة يهودية جميلة أسمها " أستير" دفعها ابن عمها " مردوخاي" وهو من سبايا يهود بابل الى الزواج من الملك الفارسي احشويرش الاول ( 486ــ 465 ق.م ) وتم بهذا الزواج التستر على غدر اليهود وسيطرتهم اللااخلاقية على حركة التجارة وسيادة منطقهم الذاتي والاناني مما جعل " هامان " وزير احشويرش على استصدار أمر بابادة اليهود أو تشتيتهم ، وحينذ دخلت استير على زوجها وأظهرت له أصلها اليهودي ثم حصلت منه على امر يقضي باعدام " هامان" والذين يلوذون به . وعلى أمر اخر يسمح لليهود بقتل جميع اعدائهم ، ولا يزال الصهاينة يحتفلون بذكرة هذا اليوم من كل عام وينزلونه منزلة عيد قومي ، وهو عيد " البوريم" ؟ ويذكر التاريخ ان الكاهن عزرا اليهودي كان موظفا في بلاط الملك الفارسي ( أرتحششتا الاول 465 ــ 425 ق.م ) ومستشارا له في شؤون الطائقة اليهودية التي تقيم في العراق منذ ايام السبي البابلي ، وقد هاجر هذا الكاهن الى فلسطين بصحبة خمسين الف يهودي بتشجيع من الملك الفارسي وبمباركة منه . وفي بلاط هذا الملك ايضا كان نحيما بن حكليا ، احد سبايا اليهود في بابل ، يشتغل ساقيا ، ونال منزلة رفيعة لدي الملك ، فكان ان سمح له بالذهاب الى اورشليم لبناء اسوارها . وفي صفحة اخرى من تاريخ العلاقات بين الفرس واليهود نجد ان اليهود قد تقربوا الى الساسانيين بواسطة " أفراهورمز أم الملك سابور الثاني 379ــ 309 ق.م " التي أظهرت عطفا كبيرا عليهم، فكان ان أستغل اليهود هذه الوساطة ليثيروا حقد المجوس على المسيحين والتنكيل بهم . وفي المدائن عاش عدد من اليهود بحماية الفرس ومن بينهم الجالوت ( رئيس الجالية اليهودية ) ، وقد تزوج يزدجر الاول الساساني من ابنة هذا الكاهان اليهودي ترسيخا لعلاقات اقطاعية درت على اليهود دخلا كبيرا . وهناك رواية تاريخية تقول ان قبيلتي بني قريضة وبني النضير وهما قبيلتان يهوديتان في يثرب كانتا تؤديان الخراج للفرس رغم المسافات الشاسعة التي تفصل يثرب عن النفوذ الفارسي . ظل العراق هدفاً للتآمر الفارسي الصفوي واليهودي الصهيوني بفعل التحدي الباسل الذي جابهت به الحقد التاريخي الصفوي الصهيوني ، وهذا الحقد هو الذي حملهم على التعاون والتفاهم والتنسيق فيما بينهم وخاصة في المجال العسكري ، فحالما احتاجت ايران الصفوية السلاح تفاوضت مع الشيطان الاكبر الامريكي ونقلته من تل ابيب الى طهران ، وكشفت عندما اسقطت الطائرة الارجنتينية التي تحمل السلاح من اسرائيل الى طهران . ومن مساندة الكيان الصهيوني لملالي طهران أثناء الحرب العراقية الايرانية ، ضرب المفاعلات العراقية خشية من امتلاك العراق للسلاح النووي لينتصر على ايران. وما دعوة الملياردير الصهيوني شيلدون أديلسون بقصف ايران إلا لعبة للضحك على العرب والمسلمين السذج. وكما كذب الخميني الدجال حول الطائرة التي اسقطت ورغم ان اسرائيل اعترفت بذلك ، صرح مرشد الثورة خامنئي يوم 26/ 5/2014 قائلاً : بأن الجهاد لن يتوقف ألا بهزيمة المستكبرين وأولهما الامريكان، وفي ذات الوقت تواصل ايران مفاوضات مع الامريكان . تقول صحيفة يدعوت أحرنوت: أكثر من 30 مليار دولار الاستثمارات داخل ايران ، 200 شركة اسرائيلية لها علاقات تجارية معها واغلبها نفطية، كنائس اليهود في طهران وحدها اكثر من 200 معبد يهودي، بينما اهل السنّة في طهران عددهم مليون ونصف وليس لهم مسجد. لماذا اسرائيل لا تقتل المدعو حسن نصر الله وطائراتها تحوم فوق بيته ، بينما تقتل قادة المقاومة الفلسطنية حتى لوكانوا داخل المساجد. ألتقاء الحقد الفارسي الصفوي بالحقد العنصري الصهيوني ، الذي افصح عنه عميد الاحتياط الصهيوني بقوله : ( يجب علينا ان نساند ايران للسيطرة على الممرات المائية المحاذية للخليج العربي كجزء متمم لسيطرتنا على البحر الاحمر، لان هذه السيطرة تضمن بشكل أكيد مصالحنا وتخدم استراتجيتنا .. ) . لا أحد يقتل ايران ولا أحد يعاديها ، لا اسرائيل ولا امريكا ولا الغرب ولا العرب ، إنما على العكس هناك توافقاً استراتيجيا بينها وبين امريكا في العراق ، قبل الاحتلال وحتى الوقت الحاضر. وطالما لم يدرك العرب أن الصهيونية والصفوية هما وجهان لعملة واحدة فلن يتمكنوا أبداً من شق طريقهم بوضوح نحو وحدتهم وحريتهم وتقدمهم . ان نظام الملالي في طهران عندما يحمل راية التعصب الصفوي فان ذلك لا يعني بالضرورة ان ملايين الفرس يسيرون وراء هذه الراية ، وكما أكد الرفيق المجاهد عزة ابراهيم ، في حديثه الى جريدة الجمهورية المصرية، ( إني اقصد الصفويين أعداء العراق والأمة ولا أقصد الفرس الذين يحترمون الأمة ويدنييون لشعبها في إيصال الرسالة الخالدة الى بلادهم فأنقذتهم من ظلمات عبادة والأوثان الى عبادة رب العباد. )