أن الفرس ومنذ ظهورهم على مسرح التاريخ ظلوا يعادون كل القوميات غير فارسية ، والعرب في المقدمة من هذه القوميات ، حتى بلغ بهم أمر التعصب الى أعتبار الشعوب الغير فارسية رعايا " لآرين" طائعين للعروش الفارسية الاسطورية ، وقد ورد على لسان قدامي المؤرخين أن اردشير الساساني قال مفاخرا : ( لايجوز ان يطلق لقب ملك على أحد من غير بيتنا ) ، ونعود الى مفارقات التاريخ لنجد ان دستور الخميني الاخير قد نص على ان رئيس الجمهورية لا يمكن الا ان يكون فارسياً ، ملتقيا في ذلك مع "اردشير الساساني "، بالرغم من هوّة القرون السحيقة بين الاثنين ، لقد أطلق كسرى برويزعلى الرسول الكريم عندما أرسل اليه كتابا يدعوه للاسلام . فقد بعث الرسول صبى الله عليه وسلم ، ابن حذافة السهمي الى كسرى ومعه كتاب جاء فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله الى كسرى عظيم فارس ، سلام على من أتبع الهدى ، وآمن بالله ورسوله ، وشهد ان لا اله الله واني رسول الله الى الناس كافة لينذر من كان حياً ، اسلم تسلم ، فان ابيت فانما عليك أثم المجوس ) فمزق كسرى الكتاب وقال : يكتب اليّ هذا وهو " عبدي" ولما بلغ ذلك رسولنا الكريم قال ( مزق الله ملكه ) ، وفي حديث جابر بن سمرة ، أخرجه أحمد والبخاري ومسلم ، قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقنً كنوزهما في سبيل الله ) ، فلا يظن أحد بقيام دولة فارس من جديد ، ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون ) ( فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون أن كنتم مؤمنين ) ، فإيران وامريكا واليهود وجوه لعملة واحدة . ولم يمض وقت طويل حتى تهاوى عرش كسرى وشع نور الهداية الاسلامية الذي حمل العرب مشعله ، وانضوى الفرس تحت راية الاسلام وكان الظن ان مرحلة الحقد الفارسي قد توقفت عند الحدود التي ابتدأ أسلامهم منها .. ولكن هل صدق هذا الظن ؟ أن شواهد التاريخ تجيب بالنفي ، فالحقد الفارسي قبل الاسلام لا يماثله الا الحقد بعده . أضطهاد الفرس للقوميات غير الفارسية ــ فقد طرد داريوس زعيم الاكراد الاردلانيين ( أورم ) من وطنه . ـــ نقل دارا الاول الساساني عدد كبير من سكان ارتيريا الى جنوب فارس ليستخدمهم في أعمال السخرة . ـــ طارد أنو شروان الشعب البلوشي بالقتل والتشتيت في المغارات وعلى قمم الجبال والسفوح ونهب كل ما يمتلكونه من متاع . ـــ كان الشاه عباس الصفوي ، ونادر شاه، وفتح شاه يجندون قسرا أفراد قبيلة موكري الكردية ويسخرونهم في محاربة أخوانهم الاكراد من قبيلة بلباس ، وكما هو الان السم الفارسي الصفوي يقذف على جماهير شعبنا ، مما يؤدي الى انعدام الشعور الوطني بينهم ، وما فتوى الجهاد الكفائي ألا واحدة من انعدام الشعور الوطني الذي تريده ايران الشر والفتنة والتحالف الدولي الغادر لتدمير وتقسيم وقتل وإنهيار وسرقة البلد . ـــ وفي عهد محمد شاه القاجاري أغار القائد حبيب الله خان على البلوش وخرب قلعة بامبور وقتلهم قتلاً ذريعاً وأسر الكثير منهم . ـــ في زمن ناصر الدين شاه أختفى عدد كبير من الولايات البلوشية ، وما كان يروى عن هذا " الشاه" أنه كان يتفنن في قتل زعماء قبائل البلوش حتى وصل به هوس القتل الى أطلاق ضحاياه من فوهات المدافع . ـــ وعندما نقترب من التاريخ الحديث ، نجد ان فكرة" رضا خان بهلوي" قد أعلن سنة 1924 فكرة بعث الامبراطورية الفارسية على شتى الاراضي التي أجتاحاتها جيوش فارس، وبذل كل ما في وسعه لازالة كل أثر عربي في عربستان وفصل كل الروابط التي تربطها بالوطن العربي . وقد تعدا الحقد الفارسي الى الاثر الادبي ، حيث عمد الفرس على نشر أثارهم الادبية التي تمجد العنصرية الفارسية وتحط من شأن القوميات الاخرى ، ولطبيعة الحال فأن القومية العربية كانت في المقدمة من القوميات التي ناشتها سهام الحقد . بعد احتلال العراق عام 2003 من قبل امريكا ومرتزقتها ، وتنصيب حكومة عميلة لإيران الشر والحقد ، فأراء الفرس الصفوين لاتتغير ابداً، اذ ما من فعل مغاير للاخلاق ، وما من جريمة بحق المجتمع من قتل وتهجير واغتصاب وتدمير المساجد وتفجير المنازل وتجريف الاراضي الزراعية ، وسرقة ثروات البلد إلا للفرس الصفوين فيها يد، ومدى تأثير المرجعيات الفارسية الحاقدة في تسميم إفكار الشعب وتخديره وشل حركته ، من خلال الصحف وفي الفنون والادب والتمثيل ، فقد أمتد الإخطبوط الفارسي الصفوي الى هذه الميادين جميعها وفرض سيطرته عليها ووسمه بطابعه ، ان هذا التغلغل في كل ميدان من ميادن النشاط التوجهي الطائفي يشكل طاعوناً خلقياً ادهي وامر من الطاعون وأشد فتكاً .