يرى البعض ان ما يدور من فوضى مدمرة تقوم بها قوى ارهاب وميليشيات مصنفة وأخرى غير مصنفة بعد كتشكيلات ارهابية هو ناتج خطط استراتيجية وضعتها اميركا وبريطانيا لإعادة تشكيل خارطة العالم في اجزاء كبيرة منه ومتنوعة في أكثر من قارة واقليم وبما يضمن تحقيق الاهداف الامريكية واهداف المتحالفين معها. يذهب البعض بعيدا في رؤيته وتحليله واستنتاجاته الى حد اضفاء نوع من الخرافة والاسطورة على قدرات التخطيط وبعد الرؤية وامتداد الافق للعقول المخططة . ورغم ان انكار القدرات الموظفة امريكيا لخلق بيئة عالمية مضطربة لا يمكن لاحد الاستهانة بها غير ان مجافات الموضوعية والايغال في تهويل القدرات للعقل الاستراتيجي العدواني المماهي للشيطان وقدرات الغدر والمكر والغلو في تقديمها للعرب لا يعد امرا محمودا ان لم نقل ان بعضه يثير الكثير من الريبة حيث انه يهدف الى التيئييس والارباك وخلق اجواء من الهلع والخوف والتحبيط وصولا الى تقديم الرقاب للجلاد بلا تحريك اظفر .!! ويرى اخرون ان الفوضى المدمرة هي نتاج انفلات عوامل السيطرة الامريكية على القوى الارهابية التي انشاتها هي بذاتها بطرق مباشرة واخرى غير مباشرة لتحقق بها أهدافا انية مرحلية على قاعدة ان بعض ما ينتج يقتل صاحبه أو يعوقه أو يشكل معضلات ادارية وتوجيهية له. ويرى طرف ثالث لا يستهان بعوامل رد فعله, وقد اثبت قدراته على الدخول في الحسابات بعد ان كان خارجها في احدى مؤشرات اخفاق العقل الاستراتيجي التخطيطي الذي اشرنا له اعلاه, ان ما يجري هو ناتج عن عوامل المقاومة الوطنية والقومية و ( الدينية غير المتطرفة ) ضد الغزو والاحتلال الامريكي المتحالف مع دول اقليمية وقوى سياسية محلية . في كل الاحوال .. ان كل العوامل المنظورة وتلك الابعد تؤشر بوضوح ان اميركا متورطة وتواجه شر ما اقدمت عليه بحسابات قاصرة في العراق ومن ثم اندفعت تحت عوامل اندحار مشروعها في العراق نتيجة فعل المقاومة العراقية الباسلة لتطبق استراتيجيات تدمير مختلفة تقلل قدر المستطاع من استخدام القوة البشرية وتوظف قوى وادوات محلية بديلة لها تحقق لها ذات الاغراض. أي ..في كل الاحوال فان اميركا تمارس سياسة تدمير منظم او شبه منظم لشعوب وامم ودول وهذا لا يقع في صالحها لا انيا ولا مستقبلا. ان اليقين الذي لا يكره امريكي الا من المستفيدين من العدوان على الشعوب ان سياسة العدوان لا يمكن ان تدوم وكلفتها باهضة قد تفوق الخزين الامريكي الاساسي والاحتياط.