فـي شَــقٍّ تـحـت جـدار الـغُـربـة وخَـيـال الـمَـقـصـلة أيـنَـعَــت مِـن فُــرطِ حُــزنــي ضـفـائـرَ كـالـسُـنـبـلـة بـيـن حـبّـاتـهـا أنّــاتِ شَـجَـن إنـتـظـار مُـفْــرطَــة نَـمَـت عـلـى عَـيـنـي فـأصـبـحـتْ مِـن أوجـاعــي شــجــرة وتـحـولــت فـي كُـلِ يـومٍ أغـصـانُـهـا لإحــلامٍ مُـؤجــلــة أعــودُ أو لا أعــود لإحـضـانـك يــا وطـــنـي فـمـا حـاجـتـي مِـن بَـعـدُك للـوحـيِّ والـوزنِ والـقـافـيـة أأعـودُ لـِعـثـقِ الـنـخـلـة بِـدارِي .. تـلـك هـي الـمُـشـكـلـة فـي غُـصـنِـهـا الأيـمـنِ دَمـعـةً لأيـام طُـفـولـتـي ألـمُـثـمــرة وعـلـى فَـرِعـهـا الأيســرِ شَـهـقـةُ أُمــي بِـحَـشـرجّـة حـيـن قــررتُ يــومــاً أن أُهـاجِــرَ مـع صـحـابـي بـعـيـداً قـيـدَ أُنْـمُـلَّـة فـهـطـلـت عـلـى خـدِيـهـا حَـبّـات دُمـوعٍ لُـؤلُـؤاً وكـيـفَ يَـنـفـرِطُ مِـن عُـقـدِ جـيـدُهـا لُـؤلُـؤة وتــتـعَـثَـرُ فـي شِـرايـيـنِـهـا قَـطــرة دَمٍ مُـؤصَـلـة فـمـازالـت تـلـكَ الـدمـعـة فـوق شـاهِـدِ قـبـرِهـا مُـوردة وأورقــت فـي الـشَــتـاتِ أحـزانُ الـشـجــرة وتَـفَـرَعَــت مِـن بـعـدِهـا وحـدتــي وهَـمْـهـمـاتُ صـمـتِـي مِـن صَـمـتـي تَـفَـرعَـنَـت وفـوق شِـفـاهـي الـعـطـشـى لِـدِجـلَـتِـكَ تَـيَـبَـسَـت وكَـبُـرت جُـذوعـهـا سَـقَـمَـاً مِـن وَلَـهـي لِـفُـراتِــكَ وجَـزعّـي عـلـى الـجُـرفـيـنِ كـالـمـسـكـيـنِ ذا مَـتـربـة فـوجــدتُ نَـفـســي الــيــوم فـوق مـرافـئ الـمـنـافـي وقـد أصــبــح حُـزنـــي مُـحـيـطـاً وسـمـائـي مُـعـفّـرة يُـعـادلُ بَـحـرُ دمـعـةَ مَـوّجُـعـةٍ و جُـوعَ يَـتـيـمٍ فـي عِــــراق وادي الـضِـبـاع و الـمَـذبّـحـة أو مِـسـكـيـن خِـيـامٍ ذا مَـتـربــــة ومـازلـتُ أذكُـرُ أنَّ بِـلادي كـانـت بِـلادُ الأنـبـيـاء والأوليـاء مِـن أصــحــابُ الـمـيـمـنــة وتـغَـّـير الـحـال فـي وطِـن الـشَـهـيـد لإشـبــاه الـنِـعَـــاج بِأيــامٍ عِـجـــاف ذي مَـسْـبـغَــة فـمُـنـذُ سـنـيـن الـغُـزات تَـوّلانــا الـقُـرود الـكـافِـرون أصـحـابُ الـمـشـئـمـة عـلـيـهـم أبـواب خـيـراتِـنـا مـؤصـدة وأسـتّـحـكـمـوا عـلـيـنـا بِـالـحـديـدِ والـمَــجـنـيـقِ فـأوصـدّوا أبـواب جـهـنّـمَ بِـفَـحَـيـحِـهـم عـلـى الـعُـروبــةِ ودِمـاؤنـــا مُـغَـلَّـقَــة فـأيــن غــادرَ الـذيـن تَـوّاصَـوْا بِـالْـمَـرحَـمَـة ومـتـى نـجـتازُ مِـحـنَـتُـكَ الـمُسَّـورة يـارب الـمـسـاكـيـن والـمـغـدوريـن ومـآذِنـهـم الـمُـهَـدّمــة تـلـك هـي الـعَـقَـبـة وأنّـا لـنـا بِـذي الـقِـرنـيـنِ لِـيـغـلِـبَ الـمـجـوسَ ويَـبـطِـشُ بِـكِـل ذي عِـمّـةٍ عـجـمـيـةٍ مُـفّـرَسّـــة كـيـفَ تُـشْـفــى مِـن وَجـعَـك يـا عِــــراق تِـلـكَ هـــي الـمُــشــكــلـــة