مع كل يوم يمر على العراق وشعبه المنكوب بالاحتلال والمخلوقات السفلية التي جلبها وسلّطها الغزو المجرم والأحزاب المؤمنة بعقائد وشرائع الغاب والوحوش والمعتنقة لمبادئ الفساد والإفساد والمنتمية إلى أجندات الأجنبي الذي دفعته شراهة العدوان والسيطرة الاستعمارية إلى غزو العراق ليكون محطة الانطلاق لتدمير الأمة, مع كل زمن, يمضي تتأكد للعراقيين وللعرب وللإنسانية كلها إن حزب البعث العربي الاشتراكي ورجاله ونظامه الوطني القومي كان هو خط السير والمنهج الأمثل والأرقى والأعظم لتحقيق إرادة الوطن والأمة والشعب. الإثباتات تأتي على هيئة حقائق ووقائع ملموسة ومنظورة تعبر عن حالها بشكل واضح لا لبس فيه عبر الفشل المريع في إدارة الدولة وإقامة مؤسساتها العسكرية والمدنية على أنقاض ما هُدم من بنى تحتية وفوقية للدولة الوطنية على يد القادمين غزاة وقردة ومطايا. الإثباتات تأتي أيضا عبر الصورة البشعة للمنظومات السياسية والبرلمانية والحكومية وأدواتها المليشياوية المعتنقة لعقائد القتل والاجتثاث والإقصاء الأثني والطائفي، والنكوص في زوايا الثأر السياسي والعبودية لروح الانتقام والتصفيات الجسدية. لقد عمل الغزاة وأذنابهم ومَن اشتروهم بأسعار بخسة على تبشيع وتجريم حزب البعث العربي الاشتراكي ومحاولة تثبيت جرائم لم يكن للبعث فيها صلة ولا علاقة، بل إن بعض ما نسبوه للبعث هو ما قاموا به هم من إجرام وخيانة منكرة مثل أحداث صفحة الغدر والخيانة وما رافقها من قتل جماعي للجنود والضباط العائدون من الكويت ودفنهم في مقابر جماعية وقيامهم في تلك الأحداث المريعة بالتعاون مع جيوش ومخابرات إيران بتدمير بنى الدولة في كل محافظات العراق تقريبا وتبنيهم التشويش على حقيقة مجازر حلبجة التي أقدم عليها النظام الخميني المجرم وغيرها واستماتتهم مع إعلام الأمركة والصهيونية والطائفية البغيضة للصق جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية فيها بنظامنا الوطني زورا وبهتانا. لقد كان نظام البعث في العراق نظام قانون ومؤسسات وعمل دائم للتطوير وخدمة الشعب عبر تطبيقات ميدانية شهدها العالم كله. فلقد انعدمت البطالة تماما وانتهى زمن الأمية وأتيحت فرص التعليم لكل العراقيين بلا استثناء عبر قوانين مجانية التعليم والزاميته. شهد العراق ثورة تعليم وتأسيس قواعد ضخمة للعلم والبحث العلمي والصناعة العسكرية والمدنية وأقيمت علاقات تعاون عملاقة مع مختلف دول العالم وانفتحت علاقات تعاون سياسي واقتصادي مع المنظومة الدولية برمتها وانتهت مظاهر الفساد من كل مرافق الدولة ومؤسساتها كافة. وشهدت مرافق الحياة المختلفة حيوية لم تشهدها من قبل اشتملت على تصعيد وتائر اللحاق بركب العالم المتقدم وإدخال تقنيات حديثة في كل مرافق الحياة ومنها التعليم والصحة ووضعت خطط توفير الأطباء والمعلمين لكل مراحل التعليم الأولية والعليا. وشهدت القوانين هي الأخرى حيوية وايجابية التعديل نحو الأرقى والأفضل، وأُعدت كوادر قانونية وحقوقية مثلما دُرّب الآلاف من العراقيين على الالكترونيات والكهرباء وطرق الزراعة الحديثة. ومُدت طرق المواصلات السريعة داخل وخارج المدن وشهدت بغداد أعظم مظاهر الاعمار والتجميل ودخلت عمليا في عصر التمدن والرقي واستعدت ببهاء لتكون من بين أجمل عواصم العالم. وامتلك العراقيون اساطيل نقل جوي وبري واطلوا بقوة على البحر مثلما امتلكوا جيشا قويا مكن البلاد وحماها وقوى امن كرست القانون والأمن وأنهت الجريمة ولاحقت خلايا التجسس والعمالة وكل منافذ الاعتداء على المواطن والقانون وهيبة الدولة. هكذا يرد البعثيون : أولا : أن يديموا ويوسعوا كثيرا التعبير عن سمتهم الأساسية وميزتهم المتفردة ألا وهي دمجهم العضوي للإيمان بالله المعبر عنه برسالات رب العزة عموما ورسالة الإسلام الحنيف خصوصا, أي أن يديموا ويوسعوا التعبير عن إرادات السماء المقدسة, مع إرادات وأهداف وغايات العروبة المعبر عنها بالتوق الثابت للوحدة والعمل من اجل التحرر والانعتاق والحياة الراقية التي تتحقق فيها ذات الإنسان واحتياجاته العامة والخاصة. ثانيا : يحركون في ذاكرة العراق برمته منجزات حقبتهم العبقرية العظيمة. ثالثا : يذّكرون العراق برمته بالنصر الذي حققوه على العدوان الإيراني الخميني الطائفي المجرم ويربطون بين الاحتلال والهيمنة الفارسية التي رافقت وخلفت الاحتلال الأمريكي عبر السيطرة المباشرة أو بواسطة عملاء إيران بدر والدعوة والمجلس وغيرها من المليشيات الطائفية المعتاشة على الغوغاء والجهل والفساد. رابعا : يؤكدون للأجيال عقيدتهم الوطنية والقومية المؤمنة الثابتة العصية على الإفناء والاجتثاث. خامسا : يتحركون وسط شعبهم يواسونه ويضعون البلسم على جراحه ويعملون رغم معاناتهم على تقليص أوجاعه ومعاناته. سادسا : يثبتون على عقيدتهم وفكرهم ومبادئهم فمن ثبت على الخيانة والباطل والعمالة يسوسون العراق الآن بقوة الغزاة وحماية الاحتلال، وتطهير العراق منهم هو واجب من واجبات البعث وشركائه. سابعا : أن يتقنوا كيف يبرهنوا للعراقيين وللأمة وللعالم أن هناك مسافة فاصلة وغير قابلة للاقتراب تحت أي ظرف بين البعث المجاهد المقاوم الوطني القومي المؤمن الثابت على مبادئ الأمة وتأريخها وعراقتها وبين الإرهاب بكل مسمياته وعناوينه ومصادره البعث والإرهاب خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا. ثامنا : أن يصير كسب العراقيين في كل أرجاء العراق أنصارا ومؤيدين للحزب هو هاجس كل بعثي يترافق بثبات مع هاجس التحرير والاستقلال. فكسب الشعب هو كسب للمعركة السياسية والعسكرية والإعلامية وانتصار على التضليل والباطل والتحريف والنفاق والكذب. تاسعا : أن يقدّموا, كما هو حاصل الآن, ويعمّقوا النموذج الجهادي والنضالي القدوة القادر على مد جسور التعاون والشراكة مع الأفراد والقوى والأحزاب والتشكيلات النجيبة الشريفة بهدف واحد لا غير هو هدف تحرير العراق وليس العودة للسلطة. عاشرا : أن يوسّعوا من دوائر نشاطهم الفكري والتثقيفي والإعلامي عن منهجهم المؤمن بالتعددية السياسية وبتداول السلطة سلميا وفقا لنظام ديمقراطي ينبثق وينبع من بيئة الوطن وعادات وتقاليد وقيم ومبادئ الأمة وليس نمطا منقولا يدمر هوية الأمة والشعب. البعث المناضل المجاهد الوحدوي التحرري الاشتراكي ليس حزب سلطة والسلطة لم ولن تكون يوما هدفا بحد ذاتها له ولمناضليه، بل هي إحدى وسائل تحقيق أهداف الأمة. ولقد برهن البعث ن انتماءه الصميم إلى أهداف الأمة في حقبة حكمه، وهذا هو أهم أسباب محاربته واستهدافه وأهم أسباب غزو العراق واحتلاله. البعث هو الجامع للشعب والحامي لوحدة الوطن وهذا هو طريق الشعب وهو الطريق الذي سيقبر به الاجتثاث. وعلى البعثيين في بلاد المهجر أن يدرسوا بعمق ويستفيدوا من تجارب العمل الثوري خارج الحدود ويوظفوها كاملة في خدمة رفاقهم في الداخل مع وارد الإبداع والاجتهاد في تنويع طرائق الصلة والتعاون والرفد المثري ماديا وفكريا وإعلاميا وسياسيا. أن طاقات البعث الكائنة الآن تحت هذا الوصف يمكن أن تقدم الكثير وتغيّر الكثير عن طريق استثمار علاقاتها ونفوذها الاجتماعي الواسع.