يردد البعض ببغاوية وجهل أو عن قصد بغيض مسبق إن من يتغنون بصدام حسين ويصرون على استذكار حقبة قيادته والاحتفاء به ميلادا واستشهادا والاقتداء به وحفظ مسارات الوفاء له إنما يعبدون شخصه . ورغم إننا لا نرد ولا نعلق عادة على مثل هكذا تخرصات رخيصة غير إننا ونحن نحتفي في الذكرى الثامنة لاستشهاده رحمه الله سنسلط بعض الضؤ عن بعض دواعي الاحتفاء به باستمرار مع التركيز على تخليد واقعة اغتياله النكراء . بادئ ذي بدء , نؤكد حقيقة إنسانية ثابتة لا ينكرها إلا الموتورون واللاهثون وراء الاعتياش على مجريات الأمر الواقع بعيدا عن أية عقيدة ولا مبادئ ألا وهي إن للبشرية رموز لا يمكن أبدا إلا أن تظل تتغنى بهم وتكرمهم وتستنير برمزيتهم المادية والفكرية باستمرار و إلى يوم الدين . فنحن ندرك مثلا إن عشاق الحسين بن علي عليه السلام لا يعبدونه بل يعبدون الله واستذكارهم لواقعة استشهاده تعبر عن رغبة مستديمة لإحياء ذكره وتمجيد بطولته وجعل الأجيال تتعلم قصة استشهاده وتستقي منها العبر وعوامل الثورة والتحدي. ونحن نرى في صدام حسين رضوان الله عليه في مجمل حياته وفي واقعة اغتياله مقاربة وتشابها في الكثير من الوقائع والحيثيات مع واقعة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام . فإذا كان عشاق الحسين يرتضون أن يقال عنهم أنهم يشركون بالله لا سمح الله فان على عشاق الحسين كلهم أن يتواصلوا مع المقاربة والتشابه بين الرجلين وعليهم أيضا إن يقروا بحقيقة أخرى مهمة جدا هي إن عشاق صدام حسين هم أيضا عشاق الحسين بن علي . حتى أولئك الذين يرون في ثورة الحسين عليه السلام مدركات ووقائع مادية وليست دينية إسلامية بحته عليهم أن يدركوا إن صدام حسين قد حمل ونفذ كل ما أنجزه بإطار مسلم و مؤمن وليس مادي فقط. لقد استشهد صدام حسين من أجل مبادئ وعقيدة ومنهج أمة ومبادئه وعقيدته ومنهج الأمة مازالت أهدافا تفتعل في كل تفاصيل حياة الأمة.هذا يعني إن الرجل قد ترك وراءه تشكيلا إنسانيا تعنيه الأسباب التي استشهد صدام حسين من اجلها ومصر على المضي قدما في الجهاد والكفاح والقتال ليحققها ويجدد منظوماتها الفكرية والتطبيقية .فصدام حسين هو نتاج البعث كرائد وطليعة للمنهج القومي الوحدوي التحرري الاشتراكي الذي تنتشر قواعده الإنسانية في كل الوطن العربي وفي بلاد المهجر. إذن صدام حسين قضية حية لم ولن تفنى. نحن نديم الصلة يوميا بالقائد الخالد لأننا نقاوم الاحتلال الذي دمر العراق وقوض كل ما بناه صدام حسين ورفاقه في توجه وإستراتيجية كنا نحكي عنها كمؤامرة غير انها بعد إعدام القائد صارت وقائع منظورة. ومقاومتنا أسس بناها وهياكلها الأساسية قائد الأمة صدام حسين, ومن يستكثرون علينا عشقنا وتواصلنا مع ذكراه إنما هم جزء من منهج الغزو والاحتلال وأدواتهما المعادية للعراق وللأمة العربية المجيدة. نحن نرتبط بوشائج لم ولن تنقطع بقائد الأمة المقدام لأننا : تعلمنا في حقبته ولأننا شفينا من إمراضنا مجانا ولأننا مارسنا الحرية والديمقراطية والكرامة ولأننا انتصرنا على من اعتدى علينا ولأننا تعلمنا الصمود ونحن نحمل قضية . ولأننا شهدنا عراقا يصنع ويزرع ويعمر. ولأننا عشنا انبهار العالم بالعراق والعراقي . ولأننا صرنا لأول مرة نلاحظ اضطرار العالم على أن يحسب لنا حساب. ولأننا رأينا قائد امة يحكم بالعدل . ولأنه زار معظم بيوتنا . وهناك الكثير من سفر حفر في ضمائرنا , ونحن أهل ضمائر حية وأهل سرائر نقية وأهل وفاء كوفاء المطر لماء البحر لذلك سنبقى نعمق عاما بعد عام ويوما بيوم صلتنا بصدام حسين وحزبه ونهجه وتاريخه .