تمر هذه الأيام وبالتزامن مع أعياد الميلاد المجيدة ذكرى رحيل شهيد الأضحى المبارك فارس الأمة العربية الشهيد الخالد صدام حسين ,الذي اعتلت قدماه منصة الإعدام وأعواد المشانق التي أعدت للأحرار سُلّمُ .. حيث وقف الشهيد على تلك المنصة شامخاً بمبادئه متحدياً كل الطواغيت وأشرار العالم .. صعد تلك المنصة منتصب القامة يمشي .. تعلو وجنتيه ابتسامة أرعبت شانقيه .. وأبرقت عيونه نظرات حادة وثاقبة أرهبت من كان حوله متخفياً خلف قناع .. وقف ثابتا برجولته وشجاعته التي عهدته بها جماهير العرب .. نطق الشهادتين وهتف للعراق والأمة وفلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر غير عابئ بالمصير المحتوم الذي أرداه شهيداً إلى عليين. نعم لقد شكل صدام حسين ومنذ دخوله معترك السياسة والنضال حجر الزاوية في شخصية الأمة العربية الرافضة للذل والهوان والذيلية بين الأمم والرضا بمشاريع التقسيم والتفكيك والسلب والاحتلال والاستعمار .. حيث ناضل الشهيد صدام حسين وبكل ما يملك من قوة ورباطة جأش ضد كافة أشكال الاستعمار الكولونيالي والاحتلال الاستيطاني وكل المؤامرات المحاكة ضد الأمة العربية .. وفجّر ينابيع العطاء والبناء في كل الميادين حتى تمكن بعد حكمه العراق من الانطلاق بواقعه من التخلف والضعف إلى فضاء التقدم والازدهار وامتلاك ناصية العلم والاقتدار ,مما أهله قيادة الأمة والتصدي لكل المخاطر المحدقة ,وجعل من العراق والأمة تهديداً حقيقياً للوجود الصهيوني الاستعماري في الأراضي العربية المحتلة منذ العام 1948م. وعطفاً على ما ذكرت سالفاً من قفزات حضارية نوعية في مختلف الميادين والمجالات والتي حققها القائد الشهيد صدام حسين ,وأخرجت العرب من قمقم الضعف والتخلف إلى واقع التحدي والبناء ومواجهة كل الأعداء المتربصين شراً بالأمة العربية .. وأمام المخاطر الوجودية على الكيان الصهيوني الغريب والجاثم في قلب الوطن العربي من قبل العراق وقائده فارس العرب صدام حسين .. فقد تداعت الأمم على قصعتها بهدف النيل من العراق وقائده وجيشه الباسل إضافة لمقدراته التي تعتبر بمثابة العمق الاستراتيجي للأمن القومي العربي ,وانهالت عليه جيوش العالم قاطبة وبكل إمكاناتها وقدراتها التدميرية في حربين متتاليتين ضمت جيوش ثمانين دولة مستخدمة كل وسائل الفتك والقتل والحصار والتجويع والإبادة الجماعية وهتك الأعراض والأخلاق,انتهت بغزو العراق بشكل لا سابق له في التاريخ بعد أن أحالته إلى جبال من الركام والدمار, وأدت في نهاية المطاف إلى احتلاله وكان ذلك في العام 2003م,واجتثاث كل مظاهر الحياة والإنسانية في بلاد الرافدين. وهنا يتضح ومن خلال حجم النتائج المواكبة لاحتلال العراق واستشهاد قائده وانعكاسات هذا الغزو السلبية على الأمة وفلسطين بشكل خاص, وما رافق ذلك من تدمير شامل في المنظومة العربية بشكل عام .. حيث الفتن الفكرية والطائفية والمذهبية ,وحالة التراجع والتخلف والنكوص الحضاري وانهيار الدول ,وتفشي كافة الأمراض التي أرخت بظلالها على مجمل الحياة السياسية والثقافية في الساحة العربية ,وحالت دون إ ي إنجاز على صعيد النمو والتقدم ,بل على العكس من ذلك شهدت الساحة العربية مزيداً من التراجع والهبوط في مختلف المجالات وبشكل غير مسبوق. لقد بات جليا حجم الفراغ الذي خلفه الشهيد الخالد صدام حسين في الساحة العربية ,وكذلك إرثه وظله الذي يقاس بحجم أمة ما عادت تملك من بعده القدرة على مواجهة التحديات الصعاب وباتت تلفظ أنفاسها الأخيرة في انتظار مخلصها القادم .. وهي بالمناسبة أمة حية لا تموت .. وهنا لا بد من قول أخير إن الأمة التي أنجبت صدام وقبله جمال وصلاح الدين وطارق وسعد وخالد وعمر وعلي ومحمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء لهي أمة قادرة على إنجاب المزيد من الأبطال ,واستئناف المسير نحو النهوض والعطاء مجدداً وصولاً نحو تحقيق كامل أهداف أمتنا في الوحدة والتحرير وإقامة الدولة العربية الواحدة من المحيط إلى الخليج الدولة المدنية الاشتراكية الديمقراطية التي من شأنها أن تعيد أمتنا إلى مكانها الريادي بين الأمم .. وما جرى في غزة هاشم والموصل الحدباء من نصر يُراكم عليه حتى تحقيق النصر الكامل والشامل على فلول الاحتلال والاستعمار وكل الطامعين والطواغيت وأذنابهم.