قبل سنوات ، قدمت طلباً للسفارة المصرية للحصول على تأشيرة السفر لزيارة مصر .. وحصل جميع الحاضرين على جوازات سفرهم ومعها التأشيرة الأ أنا ، فقد طلب السفير مثولي أمامه .. عندما دخلت مكتبه ، سألني هل أنتي أعلامية ، قلت له نعم سيادة السفير .. وسألني وأنا مازلت واقفة : انت من اي طائفه ؟اجبته أنا من عراق صدام حسين ..أنا صدامية ..نهض السفير من مكانه ووقف ، ثم طلب مني الجلوس ، وطلب من السكرتير ، جلب الضيافة لي .. قال لي أنه تعرض للأساءة قبل أيام من أفراد الحرس الوطني ، ورغم أنه سفير يمثل دولة اخرى يكن هذا لم يمنع أهانته من قبل الحرس الوطني التابع للحكومة ..قلت له : سيادة السفير ، لو أن هذا حصل في زمن الرئيس صدام حسين ، ولو تعرض مواطن مصري بسيط لما تعرضت له سيادتك لكان هذا الحرس ومن معه ، أعدموا في مكانهم .. لكن هؤلاء ينتمون إلى حكومة نصبها المحتل وأنت ودولتك أعترفتم بها .. أنهم لايحترمون أنفسهم ، ولا يجيدون قواعد الأعراف الدبلوماسية ولا يفقهون في السياسة ولا الفن ولا في التجارة ولا في الأمن ..قال لي أيضاً : أنه أوصل الموضوع إلى هوشيار زيباري وزير الخارجية آنذاك لكن لم يحرك ساكناً ..ودار بيننا حديث طويل عن الوضع في العراق .. كان السفير مستاءً جدا ً لدرجة أنه لم يجد أحد يفضفض له غير أعلامية من زمن صدام حسين .. ثم قال : تأشيرة الدخول لك مجاناً لأنك من عراق صدام حسين ، ومتى ما طلبتِ أقامة في مصر ، ما عليك الأ أن تتصلٍ بي هاتفياً ، مصر كلها سترحب بكِ وبأمثالك ِ ..هكذا ، كانت الدول تحترمنا لأسم رئيسنا ولصفاته ولمواقفه ، وكانت شعوب الأرض كلها تنحني أحتراماً لنا يوم كان صدام حسين رئيساً للعراق ..هيبة الشعب وقوته من هيبة رئيسه وقوته ، فمتى كان الرئيس قوياً شجاعاً يهابه شعبه ويحترمه ، تهابه الدول والشعوب الأخرى ..فأي هيبة تركها لنا حيدر العبادي لنا في تركيا أو غيرها وهو يبدو بهذا الوضع المزري ، ضعيفاً مهزوزاً ، لايجيد أبسط القواعد الدبلوماسية ..كنا نستهزئ بكل شعوب الأرض أيام صدام حسين ..واليوم ، كل شعوب الأرض تستهزئ بنا ..صرنا مسخرة للتركي والهندي والصيني .. الله يلعنكم ..الحمد لله الذي أدرك العالم كله ، أن هؤلاء لا يصلحون لأدارة زريبة حيوانات في العراق وليس قيادة وأدارة بلد بحجم العراق ..