أهل تكريت والأنبار وبيجي والعوجة وسامراء وديالى والطارمية والمشاهدة والفلوجة والكرمة . أهل عز .. بطونهم شبعانة وعيونهم شبعانة .. لكنهم غادروها بعد أن عاثت مليشيات المالكي والعبادي فساداً وظلماً فيها .. فطائراتهم تلقي بالقنابل والبراميل المتفجرة دون أن تحسب حساب أن هناك أبرياء قد يصيبون .. براميلهم المتفجرة كانت تقع على بيوت الناس وعلى المدارس والجوامع .. وأتحداهم أن أثبتوا أن طائرة ما أستهدفت مسلحاً واحداً .. لكن أعلامهم عاهر مثلهم .. ومليشياتهم التي ما أن تدخل أية مدينة ، تسفك الدماء ، تحرق البيوت ، تسرق وتنهب ( وعندنا صور جرائمهم في مدن دخلوا إليها محررين ) .. العوائل التي نزحت بشكل فجائي عن مدنها ، ودورها ، تركت كل ماتملك وخرجت بثياب بسيطة وأتجهت نحو المجهول لتتحمل ( منيةّ ) أقليم كردستان أو محافظ كركوك ( والذين حولوا هذه المدن إلى مقاطعات طابو بأسمائهم ) .. العوائل التي نزحت عن مدنها ، تركت ورائها عقارات وأملاك وتركت أعمالها وتجارتها ... المسؤولون في هذه المحافظات والذين يسكنون هم وعوائلهم في فنادق الدرجة الأولى ، حولوا قضية النازحين إلى تجارة .. فكل يوم ، يخرج علينا مسؤول ( كاشخ أخر كشخة ) ومعه فريق من الأعلام العاهر يصوره وهو يوزع علب من الزيت أو كارتونات فيها معلبات مثل الأسبكتي والحمص ومعركونة .. وكأنه يقوم بعمل خارق يستحق عليه وسام الرافدين من النوع العسكري .. ونجد هؤلاء الأعلاميين الذين ثقفهم الأحتلال وعملائه يجرون لقاءات مع النازح ، وهو في أغلب الأحيان رجل مسن أو امرأة .. يسألونه عن كم علبة زيت قد أستلم .. وهذه مهزلة أخرى تضاف إلى مهازل المسوؤلين الحكوميين في هذه المحافظات وأخص صلاح الدين بالذكر .. والفضائيات تحولت إلى منابر دعائية للمسؤولين على مدار الساعة ، والفضائية المفلسة تعرض المسؤول أكثر من مرة .. أفيقوا ، الشعب لن يدعو بعد اليوم لآي مسؤول بطول العمر ، وما توزعونه من مساعدات ليست من جيوبكم بل تنزل نصفها في جيوبكم ويصل للنازح ربعها فقط ... مض زمن تبجيل المسؤول ، كنا نمجد مسؤولي النظام الوطني الشرعي ( نظام الرئيس صدام حسين ) ومازلنا نمجدها فهم يستحقون التبجيل والتمجيد .. أما عملاء الأحتلال ، رئيساً كان أم وزيراً أم محافظاً أم رئيس مجلس للمحافظة ، فهم ومايعملون تحت أقدامنا .. لم نلمس منهم أنجازاً يذكر .. هؤلاء لايدرون أنهم سقطوا من عيون الشعب ، وأن الشعب لن يشتريهم بعد اليوم بفردة نعال طفل ...