الواقع العربي اليوم مخجل ومثيرومتردي والشعب العربي مثقل بهموم الفتن وآلام الأرهاب وحالة الفوضى العامة والعارمة والعسيرة على جميع الأصعدة السياسية والأقتصادية والأجتماعية والأنسانية وعدم وضوح الرؤيا والضبابية في التفكير وغبش المسالك وانهيار لمنظومة القيم والرؤى والمباديء الأنسانية والأخلاقية النبيلة حتى فقدنا الأمل في ان نجعل للمستقبل القريب اشراقة وللمقدرة امكانية وللأبداع مكانة وللأنتصار شروط فأضحت سمات الواقع هزائم متكررة وانقسامات كبيرة وامتهان للكرامة وخضوع متكرر لمخططات واجندات غربية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها دول الغرب تحالفات لم يشهد التأريخ يوما ما ان خواتمها لصالح قضيانا المصيرية بل بالعكس في كل مرة كنّا نحن الخاسرون منذ مراسلات حسين مكماهون بين عام 1915-1916 حيث كانت بريطانيا العظمى تسعى لأستمالة العرب ضد الحكم العثماني وعندما وقف العرب بجانبهم تخلوا عن التزاماتهم للعرب بأتفاقية سايكس بيكو والتي تم الكشف عنها بعد الثورة البلشفية في روسيا ومنذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا ومع هذا لا زال العرب يعتقدون ان التحالف مع دول الشر والعدوان ( التحالف الدولي الأمريكي الغربي ) وسيلة لحفظ الحقوق وتحقيق المصالح وحفظ الكرامات وفي كل مرة يقع الحيف على الأرض العربية والشعب العربي والحاضر العربي والمستقبل المرتجى فضاع العراق ومن بعده ليبيا واليمن وتضعضعت اوضاع الخليج العربي وتناحرت النوايا في تونس وتقسم السودان وسادت الفوضى في مصر وعمت الأضطرابات لبنان وتحطمت سوريا ولازال العرب يثقون بالدور الأمريكي وكأنه صك الغفران الذي لا تبطله منحنيات الدروب وعظم التآمر وقد مرّ العرب بحروب وصراعات مختلفة لم تقف امريكا وحكامها على اختلاف سياساتهم ومناهجهم واحزابهم يوما ما داعمة لقضية عربية بل العكس من ذلك فقد استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي اكثر من 87 مرة لمنع تنفيذ اي قرار دولي لا يتوافق مع مصالحها الذاتية حيث كرست هيمنتها بموجب هذا الحق لمحاربة القرار العربي والحق العربي اينما وجد وغرست الكيان الصهيوني في قلب الأمة ولا زالت تضمن تفوقه الى يومنا هذا بينما شرعت لأصدار وتنفيذ اكثرمن خمسين قرار دولي ضد العراق ما بين 1991-2000 فأباحت لنفسها بذلك السطو والسيطرة والتملك والأستهتاربكل الأعراف والمواثيق الدولية وحتى الأنسانية ومن ثم التوجه للدول العربية مرة اخرى كل على انفراد في مرحلة خطرة وحساسة وملتهبة وافتعال الأزمات وخلق الذرائع لتقسيمها ونهب ثرواتها وتنصيب رعاة مصالحها على رأس السلطة في هذه الدول ومن ثم تفكيك نسيجها الأجتماعي والديموغرافي ودفعت بسلاطين السلاح وامراء الحروب والطوائف والميليشيات وانواع شتى من القتلة والأرهابيين لمنع اي جهود مستقبلية تدعم توجهات العرب نحوالأستقرار وامتلاك القرار . ولأن عالم اليوم عالم منفتح بسبب وسائل الأتصال المتطورة دخلت في معادلة الصراع دول غربية اخرى دعمت جهودها التآمرية كذبا ونفاقا وقتلا وتدميرا فضاع الأمل القريب بوجه اي مشروع عربي نهضوي ينتشل امتنا وشعبها العربي من حالة الضياع والصراع والصدام والتشرذم . الحياة كما هو معروف كفاح وصراع مصالح ورغبات لا تأخذ في الحسبان حسن النوايا وأخلاقية السلوك لأن تضارب المصالح وتقاطع الأهداف يقتضي ان تفكر كل دولة بمصالحها وأحلام شعبها لا بمصالح وشعوب دول اخرى وبالتالي يحشد الجميع من اجل تحقيق اهدافه الا ان الذي ينتصر هو من يفكرجيدا ويخطط افضل وينفذ بأمتياز وبينما تسعى كل شعوب العالم الى نهضتها وتطورها وتتسابق في الوصول الى اهدافها ومن حقهم ذلك بينما العرب كما قيل انهم لا يقرأون التاريخ ولا يستنبطون احكامه وشروطه ولهذا فهم في دوامة لا يعرفون ماذا يريدون وان عرفوا لا يستطيعون وخيرهم لغيرهم وبنادقهم في صدور اخوانهم ولا مجال لبزوغ الشمس من جديد ما دمنا نستنيربمشاعل اعداءنا ونستظل بظلال من غدر بنا مرات واستباح ديارنا مرات غير آبه للمآسي والآلام التي يعانيها ملايين الضحايا والمشردين . ان حياة الأمة ومستقبلها بخطر كبير ولابد من التفكير الجدي بمشروع وطني قومي وأسلامي ياخذ بنظر الأعتبار حاجات الأمة واحلام شعبها وأفعال مجاهديها وهموم الأنسان العربي وطموحاته والأستفادة من اوجه التشابه في الأحداث وصيرورتها واستحضار دروس التاريخ واحكامه وقراءة سير العظماء من ابناء الأمة والذين شكل حضورهم اهمية بارزة في نهضة الأمة والأرتقاء بالمفاهيم الوطنية والقومية والتي تقود الى ما هو ابهى واجمع وأجل حقق المصلحة الحقيقية لأبناء الأمة بثورة سياسية واجتماعية وبنيوية تقود الى تغييرشامل وحقيقي منفتح على الجميع ومواكب للتطورات الحالية والوضع الراهن وبما يضمن مصالح الأمة وطموحات وآمال شعبها.