ظهرت الحركات الإسلامية في الوطن العربي في العقد الثاني من القرن المنصرم , فإنها كاللوبي الصهيوني قد حصلت علي مكاسب سياسية أكبر بكثير من حجمها وتتمثل تلك المكاسب في حل الحزب الشيوعي السوداني عام 1965 ومشروع الدستور الإسلامي السوداني أيضا" عام 1968 أو التغلغل في ألمؤسسات المصريه والجمعيات وكان لها الدور السلبي في ارباك الامن الوطني من خلال جملة الافعال العدائيه التي قام بها الاخوان في مصر ومن ابرزها استهداف رموز النظام المصري انذاك ومن اهمها التفجيرات التي اريد منها اغتيال الراحل جمال عبد الناصر ، وتعمل كجماعة ضغط تحصل بموجبها علي تنازلات إذ يدخل عامل الترضيات الأسرية , وكما استغل الصهاينة المحرقه لكسب التعاطف فإن الحركة الإسلامية إستغلت المشاعر الدينية لدى الجمهور فأثارت حملة إعلامية وسياسية ضخمة حول التيارات الوطنية القومية أو المتدينين الوسطيين الذين يرفضون تسيس الدين الاسلامي واستخدامه وسيله من وسائل تحقيق المنافع والاهداف الفؤية التي تؤدي الى تمزيق البنية المجتمعيه من خلال اثارة التنافر والتناحر ، وكاللوبي الصهيوني ركزت الحركات الإسلامية على الهيمنة على النظام المصرفي والإقتصادي وأنشأت عدة مصارف إسلامية مما يعني وجود دولة مالية وإقتصادية داخل الدولة , وتعمل الحركة الإسلامية خلال الوسائط الإعلامية لبث دعايتها لتحقيق أهدافها وذلك لأنها عملت علي تأجيج الصراع العنصري والديني والشتائم والإشاعات وإغتيال شخصية الخصوم السياسيين ورسوم كاركتيرية التي تسيء لرموز وطنية وإسلامية يكن لها غالبية المجتمع العربي إحتراما ، وفي سعيها لإثارة المشاعر الدينية للرأي العام , كانت صحف الاخوان والحركات الاسلامية تصف الحركة الشعبية في تلك الفترة التي سعت فيها بقية الأحزاب الأخرى للسلام بربائب الكنائس وعملاء الماركسية ، كما كانت تصف السياسيين الذين أسسوا قنوات إتصال بالحركة الشعبية في سعيهم للسلم المجتمعي بالطابور الخامس وكان هدف الحركات من إثارة المشاعر الدينية هو عدم الوصول للسلام مع الحركات الوطنية القومية لأن ذلك يجعلها ليست حزب ذي شأن وكمثال على التضخيم الإعلامي مقارنة بالإعلام الصهيوني , فإن الحملة التي تبناها الاخوان في مصر ضد الراحل عبد الناصر كان الغرض منها اسقاط مفهوم القائد والزعيم القومي الذي تحتاجه الامه في تلك اللحظة ، كما ان موقفهم من الوحدة المصريىة السوريه كان واضحا" وداعيا" الى الضد منها وتصرفاتهم في العراق كانت تحت غطاء ايقاف المد الشيوعي في الكليات والمعاهد دون التمييز مابين الوطنيين القوميين الحقيقيين الذين كانوا يعملون من اجل الامه العربية وجماهيرها وبالنتيجه الدفاع عن الاسلام وحمايته من البدع وافكار الفتنه والتناحر المجتمعي حيث كان اعلامهم ينعت الجميع بنعت الشيوعيه ، وكالحركة الصهيونية التي اراقت الدماء الفلسطينية والعربية واستخدمت التصفيات الجسدية للناشطين الفلسطينيين , فإن الحركات الإسلامية قد أراقت الدماء البريئة تحت عناويين ومسميات كالحرب الجهادية وإيجاد سند ومرجعية دينية لها ووعد (( المجاهدين )) بدخول الجنة ، وما ادعاء الملالي في قم وطهران عند شن حربهم العدوانيه المبيته على العراق في 1980 ولثمان سنوات حيث ان خميني ومعمميه كانوا يوزعون المفاتيح على المساكين الذي جيشوهم ليكونوا وقود حقدهم وكراهيتهم ، أو التكفيريين الذين يزجون بمن يتم تجنيدهم وهم يعتقدون الغداء مع الرسول ، أو اشاعة القتل تحت يافطت المظلومية منذ 1400 عام والانتقام ولكن من من يكون الانتقام أو الثأر ، وخلال العدوان الأخير على غزة قام حاخامات الجيش الصهيوني بإصدار فتوي تحث الجنود الصهاينه علي إراقة دماء الفلسطينين الذين يعدونهم العدو الذي لابد من القسوة معه والبطش به لنيل الأجر ، وإضافة لإسلوب عمل الحركة الصهيونية , إستخدمت الحركات الإسلامية اسلوب غرس عسكريين إسلاميين في الجيوش العربية لتنفيذ خططها وبرامجها وها نحن اليوم نشهد ان الجيش العراقي كمثال والذي يدعونه جديد ماهو الا مجاميع من المليشيات وعناصر الدمج الذي لاولاء لهم للعراق بل للطائفة والمكون والحزب او الحركة او التيار الذي يمثلونه ويوميا" هناك المشاهد المقززه التي لاتمت للاسلام واخلاق المسلمين الحقيقيين تحصل ان كان حرقا" للجثامين او سحلها وهي عاريه ممزقة وهم يرفعون شعاراتهم وهتافاتهم بروحية طائفية انتقاميه , وغرس كوادرها في النقابات المهنية بالإضافة إلى ممارسات سياسية غير أخلاقية لم تعرفها الثقافة السياسية سابقا" ، كغرس كوادرها في الأحزاب الأخرى لتمرير مخططاتها في داخل تلك الأحزاب والبرلمان ، أما الإختلاف بين اللوبي الصهيوني والحركات الإسلامية هو أن الأول له مباديء وثوابت واضحة لا يحيد عنها , بينما الحركات الاسلامية تتلون كالحرباء فبينما ذكر الترابي أثناء ثورة أكتوبر أن حل مشكلة الجنوب يتمثل في إزاحة النظام العسكري , قام بالإنقلاب علي النظام الديمقراطي في 1989 ولم يتحدث عن الفساد وإنتهاكات حقوق الإنسان إلا بعد إنقلاب السحر علي الساحر في رمضان 1999 ويتلون الترابي كتلون مصطفي سعيد الذي يلبس لكل حالة لبوسها , وأحدث مثال لهذا التلون هو تفسيره الجديد للجهاد فبعد أن كان الجهاد هو قتل النفس التي حرم الله وجزاؤه الحور العين وجنة النعيم هي المأوي , أصبح تعريف الجهاد بأنه جهد ومساعدة وتجدر الإشارة إلى أن المبادرة بالإستفادة من أدوات واّليات وتكتيكات الحركة الصهيونية وتطبيقها من قِبل الحركات الإسلامية قد جاء بعد إنفتاحها علي الثقافة الغربية وتخليها عن أفكار أبوالعلاء المودودي وسيد قطب وحسن البنا بالنسبة للاخوان ، أما التيارات التي تدعي موالاة ال البيت والعمل على نهجهم فهي الاخرى كل سلوكها وتصرفاتها لا ولن تلتقي مع الفكر المعطاء لال بيت النبوة عليهم السلام ورؤيتهم للحياة وكيف التعامل مع الانسان الذي خلق ليكون معطاء مجسد لارادة الله جل علاه عدلا" ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر الخزي والعار لمن ادعى الاسلام وهم يعملون من اجل اهداف ومصالح اعداء الدين