قرأنا التاريخ وفهمناه بصورة واضحة دون تعصب او عصبية وآياً كان نوعها ان امة العرب امة الرسالات السماوية والحضارات الانسانية لم تكن في اي مرحلة من مراحل التاريخ امة عدوانية عدائية او ثأرية , امة معطاء مسالمة تحب الخير للبشرية ومازالت وقد حباها الله تعالى بأوصاف وميزات وثروات طبيعية وثقافية قل نظيرها .هذه الامة كانت دائما هدفا عدوانياً واحتلالياً من الشعوب الاخرى , ومثلما تعرضت لعدوان في فترات سابقة تتعرض اليوم لعدوان وتآمر بثوب وغطاء جديد لاضعافها وتقسيمها والغاء وجودها القومي بتخطيط ستراتيجي تقوده امريكا واسرائيل وحليفاتهما الجدد يتمثل هذا العدوان بتوجهات تركية للتغلغل والنفوذ بدافع طائفي بحجة حماية مكون اسلامي معين والحقيقه الكامنة والمعلنة محاولة لبسط سيطرتها ونفوذها تحت ستار مكشوف لإضعاف هذا المكون في هويته وانتمائه العروبي وابعاده عن التفكير او محاولة التفكير لوحدة العرب وتحقيق قوتهم الذاتية وبالتالي يتحقق هدف قديم وجديد لإضعاف الامة في وجودها وإلحاق جزء منها بخلافة قديمة انتهت وأصبحت ماضٍ من الزمن و لهذا فالأمة مستهدفة في جزء من وجودها وثقافتها وحياتها . ثم علينا ان لانبتعد كثيرا عن الوقع الحالي المرير الذي يمر به العراق وأقطار عربية اخرى من تغلغل ونفوذ ايراني طائفي تحت ستار باطل باستغلال الدين الاسلامي لأهداف معادية توسعية لضم اقطار عربية وجعلها تحت اجنحة نفوذه بطرق استيطانية متعددة والزحف على محافظات عراقية بأصدار شهادات جنسية عراقية لايرانيين لتغيير البنى والنسيج الاجتماعي العراقي وكما فعله ويفعله الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة. وممارسة التهجير القصري والاعتقال وسياسة الترهيب لترك البلاد وهجرة وافراغ العراق من اهله الاصليين واشاعة ثقافة صفوية لاتمت للاسلام ومبادئه لتشويه تعاليمه السمحاء وممارسات كثيرة ومتعددة لاتمت اليه بصلة . وهي محاولة ايران الصفوية قضم جزء عزيز من امة العرب كان ومازال له و لفترات قريبة تأثيرا في الساحة السياسية العربية ومصدرا لقوتها . فمحاولات النظام الصفوي لايختلف عن غيره في الهدف لتهجين الشعب العربي وإلغاء ثقافته ووجوده كشعب له مقومات منذ وجوده على الارض . فالشعب العربي الذي اوصل الاسلام دين التسامح وتعاليمه وثقافته الى الامم الاخرى واختلط دمه بدمائها في السلم والحرب في معارك تاريخيه لم يكن له اطماع دنيوية او مصالح غير تبليغ رسالته الانسانية في الحياة ومازال يحترم هذه الشعوب دون ادنى تدخل اعتدائي و يرغب العيش بسلام وامان معها واحترام متبادل . وهناك من يدعي العروبة والاسلام وهو اكثر ضررا على العروبة ووجودها تآمرا وتنفيذا لاجندات اجنبية معادية وهم اللذين تآمروا وحاربوا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في السر والعلن في فترات من الزمن لازلنا نتذكرها لكونه كان داعية عروبي لقوة العرب ووحدتهم وعزهم كما تآمر عليه وحاربه العدوان الثلاثي وتآمروا على وحدة مصر وسوريا وعلى كل مشروع عربي يهدف لعزة الامة وكرامتها ولكل من يحمل فكرا وحدويا عروبيا حقيقيا . تآمروا على الشهيد صدام حسين داعية ومتبني الفكر العروبي الوحدوي الهادف الى صحوة الامة من كبوتها وخلع رداء الضعف عنها لتكون امة مجددة لرسالتها الانسانية مواكبة مسيرة العلم والسلم والتقدم في الحياة لتكون امة قادرة على احترام نفسها لها وجودا وتاثيرا حقيقيا في السياسة العالمية , ليس امة خانعة مستسلمة ضعيفة , فكان الشهيد رحمه الله رمزا نضاليا قوميا باسلا لم يستسلم او يخضع كما الضعفاء والمستسلمين البائسين ممن يسمون انفسهم قادة الامة او زعمائها . والسؤال هنا ماذا عمل من يدعي الاسلام من الانظمة العربية للقدس الشريف قبلة المسلمين الاولى وغزة المنكوبة ومازالت فلسطين محتلة من عدو غاصب ؟؟ ماذا عملت هذه الانظمة ازاء احتلال امريكي اسرائيلي ايراني لاقطار عربية . ومايحدث من مآسي واضطهاد للمسلمين في امة القرآن الكريم امة العرب غير التآمر عليها بتوجيه من اعداء الامة والاسلام وهم كانوا ومازالوا اكثر ضررا واهدافهم تلتقي مع اهداف اعداء الامة لايهمهم سوى مصالح وملذات شخصية وهدر اموال العرب . نقولها بصراحة ان الواقع والأحداث والأيام القادمة ستشهد ان من يدعي خدمة مصالح الامة عليه ان يعمل من اجل عزها ومستقبلها ووحدتها وان يقاتل من اجلها لا من اجل اجندات ومصالح معادية للعرب . و ان القادم من الزمن سيحدثنا ان مصير هؤلاء سيكون كما حدث للعراق وغيره من اقطار العرب , وان الرياض من صنعاء على مرمى حجر وان غدا لناظره قريب ...