اجتذب فاروق هلال، المطرب والملحن العراقي الكبير العراقيين بألحانه العراقية الأصيلة وأغنياته البغدادية المشرقة وحفظ التراث العراقي من الضياع بما طور فيه وقدمه نافحاً فيه روح العصر، مقدماً لمن يأتي بعده دروساً في كيفية اجتذاب الشباب إلى تراثهم الأصيل وتحبيبه إلى نفوسهم. وآزر الفنان الكبير رأيي في الفنان الصاعد عمار عبد الوهاب عندما كتب يقول: ( عرفت المبدع عمار عبد الوهاب حين كان يستضيفني الصديق الاْعز حامد الكيلاني في مكتبه العامر دائما ولعلني لاحظت فيه ما لم ينتبه إليه أحد؟ نعم كان عازفا بارعا في العود .. ملحنا مقتحما .. صوتا هادئا .. إلا أن ما لفت انتباهي شخصيته الفذة وكأنه يعد نفسه كقائد.. كم تحتاج الساحة الفنية الى امثاله؟ تباعدت السنين وانا لا أعرف هل حقق عمار عبد الوهاب رؤيتي عنه؟ لعل في تعليق من يرى لقاءه في البابلية يعطيني الجواب ). هذه الشهادة الكبيرة لعمار تعني أن عماراً سيكون امتداداً لجيل الملحنين والعازفين والموسيقيين الذين عرفوا الذائقة العراقية وابتعدوا بها عن الغناء الهابط والألحان النشاز، بما سيجعله فناناً أصيلاً يخدم تراث بلاده ويقدم لشعبه ما يفخر به. ومن متابعتي لعمار بوسعي أن أؤكد أنه لن يخذل فاروق هلال الذي قال فيه رأياً فنياً مهنياً دقيقاً، وأنه سيواصل طريقه ليسلم الراية إلى الأجيال التي تليه بأمانة كاملة، وفي ملتي واعتقادي أن عماراً الذي بدأ من حيث لم ينته فاروق هلال وجيله، سيقدم إضافات مهمة للفن العراقي ويطوره بما سيجعله محبباً إلى نفوس الأجيال الجديدة. أقول قولي هذا موقناً أن عماراً لن يخذلني، أيضاً، وسيفعل ما ننتظره منه، فشهادة عملاق بقامة فاروق هلال ستحفزه حتماً على النهوض بالحمل الثقيل ليكون أحد أساطين الفن في المستقبل. تحية لصانع النجوم فاروق هلال ومثلها لعمار السائر على خطى العمالقة ولعله سيكون جندياً باسلاً في ساحة الفن الوطني العراقي ينظف الذائقة العراقية مما شابها من آثار الفن الهابط الذي فسحت له ظروفنا السيئة التي خلقها احتلال بلدنا أن يتسيد الساحة ويخرب جزءاً من ذائقتنا ويثلمها.