عندما نقراء التاريخ توجد طريقتين لتحقيق النصر أما أن تبيد عدوك عسكريا أو أن الخصم يعترف في الهزيمة والطريقة الأول في أن تبيد عدوك وهو لم يعترف في الهزيمه لايعتبر نصرا .يجب أن تجسد روح الهزيمه في الخصم .. وهذا لم يحدث في حرب 2003 على العراق فلم تستطع أمريكا أن تبيد القوات المسلحة العراقيه أطلاقا .ولم تعترف قيادة البعث في الهزيمة اطلاقا. أن حزب البعث العربي الاشتراكي بداية الحرب كان تعداد الحزب سبعة مليون رجل تحت السلاح. وإذا افترضنا، في تقديراتنا أن التحالف قتل 25 في المئة و25 في المئة تركوا الحزب من هؤلاء فهناك نحو 3 مليون بعثي مدربين وشبه مدربين على القتال عادوا مع أسلحتهم . ولهذا نرى أن اسرع مقاومه في التاريخ هي المقاومة العراقية لكون كل البعثين مدربين على استخدام السلاح وقيادة البعث قبل الاحتلال دربت كل الجهاز الحزبي على حرب الشوارع وقد وضعت قيادة الحزب في الحسابات أحتلال العراق فكان كل بعثي يعرف ماذا يفعل أذا أحتل العراق ونقطع الاتصال مع القيادة الرئسية ولهذا نجد منذا الساعات الأولى لاحتلال بغداد تناخى الرفاق في البعث وبداءت المقاومة العراقية بالاضافة الى المقاومة الاسلامية التي تشكلت بعد فترة قصيرة وستمدة طاقاتها من الرفاق من البعث نعم كل المقاومة في العراق هي للبعث نعم لقد مرغ حزب البعث العربي الاشتراكي أنف الإمبراطورية الأمريكية بالوحل وجعلها لا تعرف رأسها من قدميها. لقد قلب الطاولة أمامها محولاً أحلامها النفطية إلى كوابيس مرعبة ..رغم كل ما بذله العدو من جهد هائل على هذه الجبهة لتكريس الهزيمة في نفوس البعثين فإن ما نراه اليوم، من ثورة وتمرد وروح مقاومة تجتاح المحافظات العراقية بأكمله من يؤكد أن كل الجهود التي بذلها امريكا بهذا المضمار كانت عديمة الجدوى، فحزب البعث العربي الاشتراكي قادر دائماً أن يعيد الأمور إلى المربع الأول . نفض عنه كل هذا التعب ونهض وكله حيوية وكأن روحاً جديدة قد دبت بعروقه. فكأنه تجسيد حي لقول المتنبي: كم قد قتلت وكم مت عندكم ثم انتفضت فزال القبر والكفن لقد انهار كل ما راهن عليه الأمريكان لكسب الحرب، فلا قوة لديهم لإبادة الخصم ولا نفعت فكرة تكريس الهزيمة في نفوس البعثين . على امريكا ان تقراء تاريخ البعث جيدا البعث تاريخ نضالي طويل حافل بالمآثر المجيدة . البعث مدرسة نضالية فريدة خرجت أجيالا من المناضلين الثوريين الشجعان ولا تزال مقدرته على التطور والتجدد والتأهيل وخلق الأجيال مستمرة من أجل تحقيق أهداف الأمة وخدمة أفراد المجتمع ...