بعد غزو العراق واحتلاله عام 2003 انتشر تعبير ( بقايا البعث ) على ألسنتكم وفي أجهزة إعلام أحزابكم الخائنة و بعد أن أصدر الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر القرار رقم واحد لسلطة الاحتلال والقاضي باجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي. الذين يتداولون هذا التعبير طبعا هم من الأحزاب الإيرانية التي تحمل عداءا تقليديا ليس للبعث كحزب سياسي فقط ولا كحزب قاد العراق لعقود من الزمن وأنتج تاريخا من الانجازات العملاقة عصي على التغييب بل وإضافة إلى ذلك بسبب انتصار البعث وشعب العراق العظيم على إيران في حربها التي أعلنها خميني لتصدير الثورة الإيرانية الطائفية إلى العراق وكذلك الأحزاب الأخرى والشخصيات التي شاركت في التعاقد مع أميركا في شراكة تدمير العراق بغزوه لغرض الوصول إلى السلطة التي يسيرها الاحتلال . السؤال الكبير الذي عليكم آن تقلقوا كثيرا منه هو: أين ذهب البعث بحيث بقت منه مجرد ( بقايا ) ؟ أين ذهب قرابة خمسة ملايين عضو وكادر وقيادي في حزب البعث عند حصول الغزو عام 2003 ولم يبق منه إلا بقايا يشير إليها المحكومون في المنطقة الخضراء وإعلامهم الكاذب كلما أرادوا التنكيل بالبعث ورجاله واتهامه باطلا بما يقومون به هم من تفجيرات وتصفيات جسدية؟. للإجابة دعونا نحاور عوامل وأدوات التصفية التي تظنون أيها المجرمون القتلة المتحجرون انها كانت سلاحكم في وهمكم الكبير بإنهاء البعث الذي لا ينتهي أبدا إلا في حالة واحدة هي الأخرى محال أن تحصل ألا وهي أن تبيدوا شعب العراق برمته. فانتم أيها المهووسون تشبهون بل انتم فعلا بذاتكم الموبؤة بالفجور المقترن بالوهن تتبارون في التباهي بما هو ليس لكم ولا من انجازكم انتم تتبارون في الشماتة بما أنجزه الغزاة المحتلون فيا لعاركم . أولا : لنقل ونفترض, إن البعث قد تحول إلى بقايا بسبب سقوط مئات الألوف من أعضاءه وكوادره وقياداته شهداء في ملاحم الدفاع عن العراق وأمة العرب المحمدية ضد الغزو الأمريكي الإيراني الصهيوني فلا فخر لكم في ذلك بل نصيبكم العار والخزي والهزيمة. إن شماتتكم بهلاك بعض أعداءكم على يد من تصفونهم بالكفار انتم بألسنتكم لهو تعبير عن انعدام أخلاقكم وهلاك رجولتكم. ومن لا أخلاق له ولا رجولة لا يؤخذ بقوله ولا يصدق فانتم كذابون أدعياء. ثانيا : إذا تحول بعث أمة العرب المجيدة الذي يطرز بنضاله وتضحياته من اجل الأمة وحقوقها ومطالب شعبها بالتقدم والحرية والوحدة والازدهار إلى بقايا بسبب قوانين الاجتثاث والإقصاء والتهجير والاعتقالات وممارسة الإرهاب الفكري والبدني والنفسي باخس أنواعه فانتم كمن يفتخر بحمل زوجته بطفل سفاح من رجل آخر وكمن يفتخر بولادة طفل من زوجته هو ليس من ظهره وليس أبوه. انتم تتغنون بالعهر واغتصاب حقوق الإنسان وأولها حرية الفكر والانتماء وهذا مؤشر من مؤشرات سقوطكم السياسي والأخلاقي . ثالثا : إذا كان قد بقى ( للبعث ) بقايا بعد كل ما جرى عليه ونفذ ضده من حملات التصفيات الجسدية التي قد تكون هي الأوسع في تاريخ العالم والاعتقالات التي طالت معظم أعضاءه وكادره وقياداته وبعد إجراءات القهر والتعسف والتهجير والإقصاء وقطع الأرزاق ومحاولات بث عوامل الردة والخيانة في هيكله التنظيمي الداخلي عبر عمليات الشراء والتسقيط والعمل المخابراتي المعادي والتي تواصلت للعام الحادي عشر على التوالي فهذا يعني أن البعث حزب الشعب وعملاق وعصي على الفناء الذي سعيتم إليه وبالتالي فاستخدام كلمة ( بقايا ) لا تخدم أهدافكم بقدر ما تفضحكم وتعريكم أقزاما جلادين, قتلة مجرمين. رابعا : وإذا كان للبعث ( بقايا ) طبقا لتوصيفاتكم الخائبة بعد كل ما مورس ضده إعلاميا من قبل أميركا وحلفاءها ومن جندتهم منكم باخس أثمان الغدر والخيانة فان هذه ( البقايا ) المباركة تمثل أصالة الحزب وتفرد قدراته التنظيمية والنضالية وعمق إيمان أعضاءه بعقيدته الوطنية والقومية التحررية الوحدوية العظيمة. وتمثل عمق صلته بالشعب الذي يديم بقاءه كقوة سياسية وكفاحية كبرى على ساحة الكفاح المسلح والعمل المدني النضالي لتحرير العراق وهنا أيضا انتم تخسرون أدبيا وإنسانيا وديمقراطيا في الإشارة الخاطئة التي تنبع من خيبتكم وإفلاسكم وفشلكم في تحويل البعث إلى بقايا. في كل الأحوال, لا يبدو واضحا نظرتكم وعمق تقييمكم لملايين العراقيين البعثيين من المعلمين والمدرسين والموظفين والفلاحين والطلبة والكسبة والعسكريين الذين أجبرتهم سطوة القوة الغاشمة والظروف الحياتية الشخصية والعائلية على العودة إلى الوظائف والعمل والحياة العامة تحت سلطة الاحتلال وسلطتكم المحكومة من سلطة الاحتلال وإرهاب وتعسف واضطهاد ميليشياتكم الجبانة. فالعلم والمنطق والطبيعة البشرية تميل إلى تفسيرات ووقائع حياتية عملية لا تصب لصالح تعبيراتكم السياسية ولا لصالح منهج تعاطيكم مع المجتمع العراقي لا مع البعثيين ولا مع غيرهم وهذا أمر شائك سيضعكم يوما ما قد لا يطول انتظاره في عنق الزجاجة من جديد كما كنتم دائما وأبدا :حزب لعنق الزجاجة لأنكم خونة وعملاء وأجراء لإيران التي أسستكم لتكونوا ذيلا لها . كان تقييمنا لخلاياكم النائمة وفعالياتكم الظاهرة على انها ذيل كلب لا يمكن تعديل اعوجاجه وان منهجكم ومنهج من انتمى لكم معوج هو الآخر ولا إصلاح له وقد برهنتم انتم صحة تقييمنا ووقعتم بعد أن انغمستم في وحل الخيانة في سؤ تقدير الآخرين والنظر إليهم بما يدخل قدرا من الطمأنينة في نفوسكم المتشنجة التي يأسرها الخوف المستديم وليس على أساس إنساني لا يلغي خيارات الآخر رغم انه يعرف جيدا أن الآخر وطني وشريف ومؤمن. آمنتم بالتقية كموقف شرعي وحق مشروع لأنفسكم لكنكم ألغيتموها وأسقطتموها من حساباتكم فصار عندكم ملايين البعثيين وكأنهم بلا قضية ولا إيمان ولا قدرات على التعاطي مع الواقع ريثما تعبر العاصفة الاحتلالية المجرمة. إن استهانتكم بالإنسان ونزوعكم إلى استلاب كينونته واحتقاره قد تجسد في تعاملكم مع العراقيين المؤمنين بوطنهم وأمتهم والرافضين للغزو ومن جاء بهم الغزو وانتم في مقدمتهم . ولم تحسبوا حسابا منطقيا ولا علميا لتراكم الغيض في النفوس بفعل الأذى والظلم والطغيان خاصة وهو يصدر منكم انتم من وصلتم إلى السلطة المحكومة بقوة الغزاة وليس بقوة ذاتية ولا موضوعية خاصة بكم. فالكم العظيم من العراقيين الذين أجبرتهم سطوة ظلمكم وجبروتكم ستجد طريقها لحقوقها التي سلبتم وستجدونها في لحظة من الزمن تلتحق بمن تسمونهم بقايا وانتم في طغيانكم تعمهون. أخيرا وليس آخرا : بقايا البعث تكفي للإطاحة بوجودكم الخياني وأثبتت قدراتها الفذة على إسقاطكم في طوفان الأرق والقلق وتحقيق حكم الله سبحانه عينا بعين وسنا بسن. بقايا البعث آلاف مؤلفة بل ملايين من العراقيين الذين يزدادون كل يوم مع انقشاع ظلام الاحتلال وتمزق إرادته وقواه ومع تصاعد فعل ثورة شعبنا الظافرة ولن يكون لكم غير الندم وانتم من سيعود جرذانا في حفر إيران النتنة كما كنتم دوما. والله غالب على أمره.