معركة حامية مشتعلة الأوصال تدور رحاها بين مختلف الكتل والأحزاب والتنظيمات التي تتحكم بالمشهد العراقي هذه الأيام للحصول على اكبر قدر ممكن من المكاسب والمواقع والمناصب متناسين ما سببوه على الأرض من قتل ودمارومآسي ومئات الالاف من المهجرين والمستبعدين والمشردين فهؤلاء الساسه الجهلة لا يعنيهم ان يعيش العراقي او يموت مهجرا او مشردا فالجميع يسعى لحصة اكبر في حصاد هذه المعركة وتدوين نتائجها على ارض الواقع لصالحه. سباق محموم بين الكتل حيث تسعى كل كتله للحصول على اكبر عدد من الوزارات ومن ثم بين تحالفات الكتل نفسها لترشيح قادتها الى مناصب سيادية معينة فالكل يريد ان يكون رئيسا او وزيرا او مديرا عاما أو سفيرا لأنهم لايجدون في المنصب المسؤولية الوطنية والأمانة الأنسانية انما يراه ابواب مشرعة للثراء والجاه والتحكم والمال الحرام . ووسط نيران دبابات هذه المعركة لهاث متواصل وصولات حامية وتحالفات ملتوية واسرارمبطّنة للقفز على مطالب وحقوق جمهور وناخبي كتل سياسية في مناطق واسعة من ارض العراق بالتنسيق والتعاون والغدرمع ممثلي هذه كتل برلمانية اخرى لا تقل غدرا وسوءا عن شركائهم الآخرين في هذه العملية السياسية الهاوية ومن ثم التفرد بالقرار وتفجيرالصراعات والأختلافات بين ابناء الشعب الواحد حيث يذبح الحاضر ويهوى المستقبل الى وادٍ سحيق فالناس يفترشون الأرض جوعا وحرمانا وعذابات لا تنتهي والكاذبون المرجفون هم المسيطرون والأحرار الصادقون الثائرون مبعدون. الصراخ يعلو والضجيج يسمع والجوع ينهك الفقراء والأغلبية تائهة في عمق الهموم والمشاكل والضياع يرون ويسمعون ويتحسسون ظلم وافتراء جهلة السياسة من احزاب ومنظمات وكتل طائفية جميعها تدعي تمثيلها لجمهورها وقربها من حقوقه الشرعية والأنسانية لكنهم كاذبون ... يعلنون نزاهتهم وهم سارقون ... يدّعون الصدق وهم آفاقون ... ينعتون انفسهم بالأخلاص وهم غادرون ... يرفعون شعارات الوحدة وهم طائفيّون ... وهم فوق هذا وذاك لا يخجلون ولا يبالون لأنهم الى المناصب والمراكز والمال الحرام هم ساعون ... فيهددون ويخطفون ويقتلون فهدفهم الأول والأخيرالمصالح الذاتية والأجندات الطائفية والأجنبية وتحقيق هذه الأهداف بأي ثمن كان حتى لو كلف ذلك قتل العباد واحراق البلاد لأنهم وجدوا لذلك واذا شعر هؤلاء وداعميهم ان سلطانهم في خطر ومواقعهم مهدده وحكمهم قد يزول فلا مانع لديهم من التحالف مع شياطين الآرض لتحقيق مبتغاهم . وسط هذه السلوكيات الغريبة والمريبة والمتكررة من هذه الشراذم ووحشيتها الا يرعوي اهل العراق الا يكفي سكوتا على شرورهم .الا تكفينا هذه السنون وتحمّل نتائجها لأننا شاركنا ولا نزال في اختياركل من هبّ ودبّ وأثرى وكسب وقتَلنا ورغب والذي مصيره الى نارقادمه ذات هول ولهب .انه فعلا زمن الغرائب والعجب ومعركة كل من سرق ونهب .