علي بن أبي طالب عليه السلام جاءت به إلى كرسي الخلافة شورى المسلمين، وأتت بنوري المالكي إلى كرسي السلطة في العراق دبابة محتل وإرادته وشورى عملاء المحتلين الغزاة، ومع ذلك مارس المالكي التدليس والكذب والضحك على عقول السذج أو المغيبة عقولهم وقرن نفسه بالإمام علي ( أقول للشعب العراقي الكريم "لأسالمن ما سلم العراق وشعبه ولن اكون سببا في سفك قطرة دم واحدة وان كان فيها جور عليّ"، كما قالها خالدة امير المؤمنين على ابن ابي طالب ( ع ) لأسالمن ما سلمت امور المسلمين ان لم يكن فيها جور الا علي ). وكأن ما سفكه المالكي في حياته من دماء العراقيين، خارج السلطة وداخلها، كانت مياهاً لا دماء. إن المالكي بمقارنته نفسه برمز من رموز المسلمين الكبار العظام يتوهم أنه سيخلده التاريخ كما خلد الإمام علي وأراد أن يوحي بأنه متمسك بنهج هذا الإمام العظيم، على الرغم من أن سلوكه، منذ انتمى إلى حزب الدعوة الإرهابي العميل مروراً بجلوسه على كرسي السلطة انتهاء بخطاب وداع كرسي السلطة، كان بعيداً أشد البعد ومناقضاً لسيرة هذا الإمام ونهجه، فالإمام علي أوصى جنده أن لا يبدأوا أحداً بقتال حتى يبدأهم هو به، والمالكي بدأ معتصمين سلميين بقتال ولم يبدأوه هم، والإمام علي لم يستخدم المفخخات والعبوات الناسفة والكواتم لقتل المسلمين، ولم يعتقل أحداً على الظنة ولم يعدم الأسرى والمعتقلين ولم يكن لديه وزير عدل يتفاخر بأعداد من أعدمهم من الأبرياء، والمالكي فعل ذلك وأكثر منه، والإمام علي لم يكذب والمالكي كذاب أشر، والامام علي لم يسرق، والمالكي سارق ويحمي السارقين، والإمام علي لم ينكث بعهد والمالكي أكبر الناكثين، والإمام علي صاح عندما ضربه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه بالسيف ( فزت ورب الكعبة )، والمالكي ظل متشبثاً بالسلطة حتى اليأس منها، مهدداً ببحور من الدماء يُغرق بها العراقيين، وغير ذلك الكثير مما يعجز التعداد عنه، ولكن الأهم، كما قلنا إن علي بن أبي طالب عليه السلام جاءت به إلى كرسي الخلافة شورى المسلمين، وأتت بنوري المالكي إلى كرسي السلطة في العراق دبابة محتل وإرادته وشورى عملاء المحتلين الغزاة. يقول الكاتب الأمريكي بيتر بيكر في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز: ( صعد المالكي من المجهول إلى السلطة جزئياً بسبب المساعدة الأمريكية، ولكن في البدء كان الرئيس بوش ومن ثم الرئيس أوباما وجدا أنه حليف متقلب المزاج وغير بناء والذي سبب العديد من المشكلات أكثر مما قام بحلها ). أعلم أن المقارنة ظالمة، فالشاعر العربي يقول: ألم ترَ أن الســيف يزرى بقـــــدره إذا قيل هذا السيف خير من العصا ولكني إريد أن أوصل إلى المطبلين للمالكي الذين عدوا خطوته بالتنازل عما سموه الحق الدستوري، وإلى أعدائه الذين فرحوا بإزاحته، في الوقت نفسه، أن هذا المالكي دمية، ولا صلة له بالإمام علي من قريب أو بعيد، إلا بما تفرضه عليه مصالحه السياسية الضيقة، كما أن بديله على الكرسي بعيد عن الإمام علي، بعد السماء عن الأرض، للأسباب نفسها وللفوارق الشاسعة نفسها. هددني أحدهم بتقديم شكوى عليّ في المحاكم المختصة بتهمة أبادة التفكير الإنساني لأني رفضت مقارنة المالكي بالإمام علي.. أنا مسرور، الآن، فرسالتي وصلت.