وعرفنا إن الطبيب الاستشاري الأمريكي كان حاضرا بدباباته وطائراته ولولاها لهلك فؤاد معصوم وسليم الجبوري , وهما الوجهين المنتجين الجديدين لديمقراطية المارينز وقنابل الفسفور الذين تصدرا واجهة حكومة الاحتلال في نسختها الخامسة , بعد أن حاصرتهم جيوش وميليشيات المتهالك نوري المالكي الذي سلطته وحمته ذات الطائرات وذات الدبابات ولو حصل المحذور لكان للديمقراطية العراقية التي جلبتها لنا قوات المارينز الأمريكية وحلفاءها حكاية أخرى كارثية ولكانت خسارة العراق لا تعوض لدهور تأتي ففؤاد معصوم وسليم الجبوري ومن معهم ممن كانوا محاصرين في القصر الرئاسي من قبل قوات المالكي هم قمم خيانية يصعب تعويضها في ما لو وقع قضاء الله وقدرة بأمر من الديمقراطي السابق الذي حمته أميركا وعبيدها ومنهم إيران متسلطا يقطع رقاب العراقيين وينتهك أعراضهم وشرفهم وينهب أموال العراق وثرواته لثمان سنوات!.ليراجع من يرغب مقالاتنا المتواضعة وهي بالعشرات أو بالمئات التي قلنا فيها عبر سنوات الاحتلال السوداء : 1- الأحزاب الطائفية لا يمكن أن تكون ديمقراطية قط ففاقد الشيء لا يعطيه . 2- إن من مكنتهم أميركا الغازية المحتلة من السلطة في بلدنا المحتل لا يؤمنون بالتداول السلمي للسلطة وها هي القوات الخاصة الأمريكية تحاول تنفيذ الانتقال الذي يدعونه ديمقراطيا بقوة السلاح الأمريكي . 3- إن الائتلاف الصفوي لا يجمع مكوناته أي جامع غير الادعاء الطائفي وهو ادعاء زائف يتداعى فورا إذا تقاطعت المصالح.واللقاء الطائفي يتفتت فور رفع الإسناد الأمريكي والإيراني لان الطائفية المعتمدة ليست دينية بل ستار للسياسة والمصالح القذرة . 4- إن شيعة إيران لا هم لهم إلا ثالوثهم المقدس: جيوبهم وبطونهم وما بين سيقانهم . إن مشهد السياسة والقوات الأمنية والمليشياوية التي تقف خلفه وأمامه, تسنده في ضفة وتتحداه في الضفة الأخرى, الذي تحرك على جغرافية المنطقة الخضراء وامتداداتها وجيوبها العلنية والسرية منذ الممارسة الانتخابية الأخيرة وإعلان نتائجها وانتقالا إلى الشد والجذب في ما اختلف عليه الخضراويون ومن يدور في أفلاكهم داخليا وخارجيا وأطلق عليه مصطلح الولاية الثالثة إنما تمثل حقيقة العملية السياسية المخابراتية الاحتلالية ودلالاته : أولا: أنها عملية نتجت من رحم الاحتلال الباطل العدواني المجرم ولا يمكن لها أبدا إلا أن تكون وسطا للتآمر والنفاق والخديعة والغدر لأطرافها المختلفة لان حكام السلطة الاحتلالية هم سراق ولصوص وقتلة وفاسدين ومفسدين فضلا عن كونهم عملاء وخونة ومقامرين . ثانيا : إن الأحزاب والقوى التي اعتمدتها أميركا في عمليتها الديمقراطية لا تمثل الشعب ولا تهمها مصالح العراق بل إن همها الأول والأخير هو مسك كراسي السلطة وإيديولوجياتها ومناهج عملها منحرفة وشاذة تابعة لأجندات خارجية كالأجندة الفارسية الصفوية والصهيونية و الامبريالية ومخابرات دول مختلفة. ثالثا : إن الأزمة الراهنة أثبتت إن التعميمات أعلاه ليست صحيحة فقط في تقييمها للأحزاب والقوى السياسية بحجومها وكتلها الإجمالية بل صحيحة أيضا حتى على مستوى الحزب الواحد إذ يمكن أن يتحول قادة الحزب الشركاء في السلطة إلى أعداء لبعضهم البعض كتعبير عن النزعات الشخصية الغالبة على أي منهج خدمي للبلد وللشعب كما يحصل الآن بين نوري المالكي المستميت من اجل البقاء في رئاسة الوزارة وبين البديل الذي طرحه شركاءه ورفاقه في حزب الدعوة الإيرانية حيدر ألعبادي.إن الأزمة المتفاعلة ألان بين أطراف العملية السياسية الاحتلالية ليست مفتعلة كما يظن البعض وليست تمثيلية محبوكة بل هي تعبير حقيقي عن فساد أطرافها وطبيعتهم الغادرة الافعاوية مع بعضهم البعض ولأنهم لا يعرفون ولا يؤمنون بأبسط مبادئ ومقومات التبادل السلمي للسلطة ولان شراكتهم ليست تعبيرا عن قناعات أخلاقية أو وطنية أو عقائدية بل اضطرارا تحت قدر وغطاء الضغط الذي تمارسه أميركا وشركاءها من رعاة وحماة الديمقراطية العراقية الطالعة من بحر الدم والفساد والإرهاب والاضطهاد والظلم والتعسف .وما زالت احتمالات نتائجها الدموية قائمة بقوة لان نوري المالكي وحيدر ألعبادي لم يعودا ندين في عملية ديمقراطية بل مشروعا شرذمة جديدة لحزب الدعوة العميل وما يترتب على هذه الشرذمة من تداعيات تشكيل الذات من جديد على حساب دماء العراقيين وأمنهم واستقرارهم . إن الطائرات والدبابات الأمريكية التي فكت الحصار عن معصوم وسليم الجبوري ليلة أمس لا يمكن أن تكون قد تحركت إلا وجنودها يتساءلون مع أنفسهم : إلى متى سيبقون في العراق يحمون هذه الديمقراطية وهل حقا هم يحمون الديمقراطية أم أنهم يحمون كيانا احتلاليا إيرانيا استيطانيا للعراق يشبه في كثير من موجوداته إسرائيل؟ هل إن أميركا الآن تدير في العراق نظاما صهيونيا إيرانيا جديدا تمده بمقومات البقاء تماما كما أمدت وتمد الكيان الصهيوني؟ والى متى ستتمكن من إدامة زخم إقناعها لشركائها في ادعاءها بأنها تبني تجربة ديمقراطية وليس كيانا احتلاليا يرفضه شعب العراق ويقاومه بإرادة لم ولن تلين وبالتالي فان أميركا ستظل تنزف بطريقة لم تحصل في تاريخها كما حصلت و تحصل الآن في العراق والنزف هنا ليس بالضرورة ماديا بل أخلاقيا أيضا. إن الكارثة التي تمر بها العملية السياسية الآن هي إحدى ثمرات مقاومة وثورة شعبنا العظيمة الجبارة المسنودة بإرادة الله سبحانه وعلى الأمريكان وكل العالم أن يدرك قبل أن ينزف المزيد من الدم ويسبب المزيد من الماسي للعراق وشعبه : ان ظلم الاحتلال وأعوانه للعراق وشعبه هو ما يقود الاحتلال ومنتجاته إلى الفناء تماما كما هو محرك المقاومة والثورة العراقية الشعبية وستسقط كل ادعاءات الإرهاب .