المقدس التأريخي هو الاحداث التاريخيه والشخصيات القوميه التي ساهمت في إبراز صفاتنا الثقافيه, والمعبره عن الشخصيه الوطنيه في هويتها الاحداث والشخصيات التاريخيه تعطي للثقافه والروح الوطنيه ملامح وقسمات يُهتدى ويُستدل بها, وتنقل الانتماء الوطني من وسط الافكار والروحانيات والمعاني الى حاله مجسده في بطل قومي, يشعر ويفكر ويتفاعل ويعمل, باسلوب وطريقه انسانيه بسيطه ومفهومه لتصنع بمواقفها احداث تاريخيه, تمثل في عمقها وتفاصيلها, صفاة الامه وقيمها واخلاقها, ليتجسد طموح الشعب ويتحلى به من صفاته... المقدس التاريخي يزخر بشخصيات قوميه تكلموا لغتنا, وشعروا بقلوبنا, ونظروا بعيوننا, وحكموا بعقولنا, اعزهم ما نعتقد بانه معز, واذلهم ما نعتقد بانه مذل... انها الثقافه التى تجمع هذه العوامل والصفاة, انها الانتماء الوطني بتفاصيله, بجوارحه وطموحاته وإستعداده... ان الامم في العالم وعلى مدى التأريخ, تقدر وتعتز بأبطالهم التاريخيين, والاحداث العظام. وفي بعض الاحيان يتم التفنن في سرد تفاصيل تلك الاحداث المبنيه على تلك الصفاة والطموحات, لتبني على حقائقها اساطير تكثف في تعابيرها صفاة الامه الثقافيه وانتماءها الوطني القومي.. وبعض الامم التي لم تنال نصيبا كبيرا من التاريخ, تقوم بخلق ابطال قوميين وتصطنع الاساطير التاريخيه لغايه مهمه جدا وهي ايجاد هذا التجسيد الثقافي, والاعتزاز بالانتماء الوطني, وزرعه في ضمائر الشعب, لجعل كل هذا, علامات بارزه, ترشد الشعب الى هويته ووحدته الوطنيه... اما المقدس الانساني فهو احترام قيمة الافراد الانسانيه واحترم حقوقهم والعيش بكرامه, والسعي للوصل الى مستوى حضاري رفيع ينعكس على الفن والشعر والادب والعماره والزي...   ان من يخلق صراعا بين ماضي وحاضر امته سيخسر المستقل حتما...عجبي على من يتكلم باسم الشعب وهو لا يمثل الثقافه الوطنيه والانتماء القومي وبُعد شعبه التاريخي..عجبي على من يعادي لغته وتاريخه... عجبي على من يعادي نفسه وينتقص من ذاته...ان من يضيع المقدس التأريخي لابد ان يضيع المقدس الانساني... هويتنا هي لغتنا, وبعدنا التأريخي...