صرحت الإدارة الأمريكية على لسان رئيسها باراك أوباما أن ( انهاء الأزمة العراقية مشروع طويل الأمد ) وذلك يعني أن استهداف العراق وتدميره مستمر، وأن القتل والتشريد والتهجير وكل ما جاءت به أمريكا من عملية سياسية ملغومة وطائفية مقيتة وأفكار يرفضها العراقيون مقرر لها أن تدوم لأمد بعيد غير منظور، ويعني أيضاً أن ثورة العراقيين على مخلفات الاحتلال والعملية السياسية التي فرضها وفرض شخوصها الموتورين المتخلفين والنفوذ الإيراني المتزايد في العراق لا تلقى المقبولية لدى هذه الإدارة. حسناً، من حق أمريكا أن تفكر بذلك وتعمل له وتنفذه، فهي عدو للعراق، ولكن يبقى عملها ضد العراق وفعلها وما تنفذه فعلاً، من حقنا أن نواجهه بفعل يعاكسه في الاتجاه ويساويه في القوة، وأودع العراقيون قوتهم التي تعاكس الاتجاه الأمريكي ثورتهم والتفوا حولها، وقالوا لأمريكا على لسان ثورتهم : إذا كانت هذه هي إرادتكم فنحن نمتلك إرادة معاكسة ربما تتفوق على إرادتكم، والأيام بيننا. لن تستطيع أمريكا أن تخوض حرباً برية مع الثوار، لأن هذا الطريق مجرب وخسرت فيه ما جعلها تهرب من العراق في ( ليلة سوداء ) كما يقول العراقيون، ومواجهتها الثوار من الجو بطائراتها وقصفها لن يحسم معركة على الأرض، وحروب المخابرات وحملات التشويه التي نفذتها ضد الثورة خابت وافتضح بطلانها بما أثبت الوعي الحاد الذي يتمتع به شعبنا. ما نريد الوصول إليه هو أن نجاة العراق وشعبه وسيره في طريق التحرر والنهوض مرهون بنجاح هذه الثورة، التي هي فرصة تاريخية للعراقيين والتفريط بهذه الفرصة سيحقق المأرب الخبيث لأمريكا وهو ما جاء على لسان رئيسها : إن ( إنهاء الأزمة العراقية مشروع طويل الأمد )، لذلك فإن المطلوب مزيد من التفات الشعب حول ثورته حتى تحقيق النصر العميق الذي بات قريباً بمدد من الله وعون.