مضى شهران على انتصارات ثوارالعراق في تحرير نينوى وصلاح الدين واجزاء كبرى من الانبارواجزاء في ديالى وبابل وكركوك وبعض المدن المحيطة بالعاصمة بغداد ،وقد توقع الكثيرون مواصلة زحف الثوارالسريع لدخول بغداد بعد انهيار السلطة اثر الهزيمة النكراء لـ 4 فرق عسكرية و2 من الشرطة الاتحادية، اضافة الى المليشيات وهروب كبارالقيادات ومقتل واستسلام الالاف !وقد غنم الثواركميات كبيرة من الاسلحة المتنوعة والذخائر والقذائف والآليات والمدرعات والدبابات وكذلك طائرات هليكوبتر.. وكان من المفروض استغلال الثوارهذا الانهيار وتسريع الخطى للانقضاض على بغداد لاسقاط السلطة العميلة وتحرير البلاد من كل مخلفات المحتلين والوجود الاجنبي المعادي وبالاخص الايراني. ومع الاخذ بنظر الاعتبار ظروف الثوار وقدرات الاستعداد والجهوزية واختيارالخطة الحاسمة لاقتحام بغداد وتحديداَ حصن السلطة في المنطقة الخضراء وضرورة الوقوف على استعداد ثوار الداخل و التنسيق معهم وتحديد نقطة الصفر وزمن التنفيذ ،نعم يجب مراعاة كل ذلك، ومع هذا فلابد من احترام عامل الزمن واغتنام فترة الانهيار وفوضى الهزيمة وتفكك الحكومة ، في التحرك السريع للحسم ..لماذا؟؟ 1 ـ تفويت الفرصة على السلطة لالتقاط الانفاس واعادة التنظيم وتأهيل الوحدات العسكرية المنهزمة ، ولملمة الجيش المنهار وتطعيمه بمتطوعين جدد، والاستعانة بالحلفاء وبالذات ايران الملالي والولايات المتحدة والنظام السوري لهذا الغرض واعطاء الفرصة لهؤلاء الحلفاء المتواجدين بثقل واضح على الساحة العراقية، في التدخل المخابراتي والعسكري والتسليحي ،واستخدام كل وسائل التأليب والتجيش الطائفي، باستخدام المرجعية في النجف واستقدام مقاتلي حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وميليشيات الاحزاب المشاركة في العملية السياسية اضافة الى فيلق القدس والحرس والباسيج الايراني وحتى ان تطلب الامر جلب مرتزقة من بلدان مختلفة لاسيما وان لدي السلطة الموارد المالية الكبيرة ، وهذا ماحصل بدفع السلطة الى استكمال اختيار الرئاسات الثلاث وصدور فتوى "الجهاد الكفائي" ووصول خبراء العسكريين من الولايات المتحدة وايران التي حشدت 12 فرقة عسكرية اضافة الى تدفق الالاف من عناصر الحرس وفيلق القدس والباسيج الايراني والميليشيات من اكثر من بلد ،ومشاركة ايران وسوريا بمقاتلات وهليكوبترات وطائرات بدون طيار في قصف المدن العراقية بالقذائف و البراميل المتفجرة. . 2 ـ قطع الطريق على محاولات غدر الغادرين والطعن من الخلف وايجاد شخوص وجيوب غادرة داخل جسد الثورة ورش ملايين الدولارات على الخونة والعملاء، والاغراء برواتب عالية للمتطوعين واحياء ( صحوات الغدر ) واقامة ( صحوات جديدة ) واستخدام كل الوسائل لاعاقة الثورة، وألهاء فصائلها بما يثيرونه بينها من خلافات وتفّجير واختلاق الصراعات الدموية وبث الفرقة والشقاق والتناحر بين الثوار. 3 ـ تأخر الحسم سيعطي السلطة المعروفة باساليبها التآمرية الغادرة من الدفع باتجاه ( السيناريو السوري ) باستنزاف الثوار ومنعهم من تحقيق الحسم وذلك بمشاغلتهم بفتح اكثر من جبهة واستخدام سلاح الطيران العراقي والسوري والايراني وحتى الاميركي في طلعات مكثفة للارباك واضعاف القدرة على المواصلة وبما يثير نقمة سكان المدن المحررة الذين سيشردهم القصف الوحشي، لاسيما وان هناك قوى وبالاخص تلك التي اقامت هذه السلطة جاهزة للتدخل بكل ثقلها لاضعاف ومن ثم اجهاض الثورة . 4 ـ قيام السلطة وعملائها داخل المدن المحررة من القيام باعمال اجرامية وتخريبية تستهدف الابرياء والخدمات العامة والاماكن المقدسة ورموز الحضارة والتركيز على الاقليات ، بهدف الاساءة الى الثورة وعزل وابعاد الناس عنها وقطع الخدمات الضرورية كالكهرباء والاتصالات والتواصل ، والتهديد بكسر السدود واغراق المدن ، وارهاب الاقليات من قبل المليشيات المرتبطة بالسلطة بالقيام بعمليات اختطاف وتوزيع منشورات وايصال رسائل تهديد لدفعهم على ترك ديارهم . 5 ـ التأخر من الزحف على بغداد رغم ثبوت عجز السلطة ومن معها في استعادة اي جزء محرر، سمح للسلطة من زيادة تحصينات المنطقة الخضراء واغراء وارغام اتباعها على التطوع بذريعة حماية المراقد الشيعية في سامراء وبغداد وكربلاء والنجف ، وفي ذات الوقت دفع ملالي ايران الى تركيز هيمنتها ووجودها العسكري وسيطرتها على الوسط والجنوب تحسباَ لانتصار الثورة في دخول بغداد بعد ان سيطر الثوارعلى اكثر من 60% من مساحة العراق ، وفي هذا اشارة واضحة الى دفع دعاة" التقسيم والاقلمة" الى المطالبة علانية بالاقاليم وبما يعرض العراق الى التفتت وفقا للخطة الصهيونية باعادة رسمة خارطة المنطقة بتقسيم البلدان العربية الى كيانات هزيلة لاتهش و لاتنش ، وهذا ما سمع مؤخراَ على لسان من يحسب على الثورة !وفي ذلك خطورة كبيرة تستهدف الثورة وتطيح بآمال وطموحات الشعب في الخلاص. 6 ـ الجمود وتوقف الاندفاع نحو بغداد للتحرير والخلاص .. سيوسع من نطاق التآمر الدولي لانهاء الثورة وتمكين السلطة المتهاوية من التماسك والصمود، وايجاد مسوغ للتجديد لسلطة المالكي الدموية رغم فشلها و رفضها من الجميع، وهذا ما يفسر التدخل الاميركي الاخير بضربات جوية بدعوى حماية الرعايا الاميركان من عسكريين ومدنيين من الموجودين هناك ومنع اقتحام اربيل المحمية من قبلهم ،وما رافق ذلك من استعداد فرنسي للتدخل ودفع مجلس الامن لاصدار بيان لشجب ما يحصل للاقليات ويدعو الى دعم سلطة بغداد !. اذن الحسم السريع كان ولم يزل ضرورة ملحة لتحقيق النصر والخلاص من سلطة دموية عميلة وطائفية والتخلص من الوجود الفارسي واستئصال مازرعه من ادران سرطانية وبدع واباطيل مضللة وخطيرة ، ان الوقت مازال مناسبا وان المبادأة مازالت بيد الثورة لتفويت الفرصة على السلطة واعداء العراق من اختراق الثورة بالطرق على العناصر الرخوة من دعاة الاقلمة وغيرهم ممن يتم اغواءهم بالمال السحت والمناصب وما الى ذلك من وسائل الاسقاط ، فالسلطة مترنحة ولن تنفعها تدخلات اسيادها بعد ان لفضها شعبنا، لا للتأخير، وتقدموا بعون الله ومعكم كل الشرفاء من ابناء الوطن الغالي في بغداد وعموم المدن الاخرى المتأهبون للتجحفل معكم لتدكوا ابواب بغداد وتسقطوا سلطة المحتلين وكنس كل بقاياهم ، وما النصر الاّ من عند الله .