قرأنـا كُتبـا كثيرة وسمعنـا مناقشـات عديدة ودخلنـا مشاجرات فكريـة بفهـم واحيانا بعنـت لندرك ما يـدور حولنـا لنكون شيئ له هدف في الحياة ، وأقـول بصراحـة لنتبـجح بالمدنيـة أو الثقـافـة والاطلاع ليحسبك الناس من المتكلمين بشؤون الدنيـا سياسيا واجتماعيا . لــكن وبصــراحة أشــد ، كل ما تعلمنـاه ذهــب هبــاء أمام عبقريــة أوبـاما وضاعت سنين عمرنـا لاننــا لم نسـأل أوبامـا حول كيف تراكـم عنــده الوعـي في فهـم المدنيـة ومن هـم المدنيون في عالمنـا . كنـا نفهـم المدنيـة هي قـدرة الانسـان الذهنية والفيزيائيـة في أخصـاع موارد الارض وخيراتها لخدمتـة بني البشـر . وللاسـف فذلك لا ينطبـق على الواقـع السياسي العالمي اليـوم واتضـح ، إن المدنيـة وهو كـل عمـل يخضـع للارادة الامريكية وقنـاعتهـا بنتـائج العمـل والبحث العلمي والاجتماعي والسياسي . والمدنيـة الحقيقية عنـد أوبامـا هو الدفـاع عن أمريكـا والكيان الصهيـوني والمدنيـون هـم فقـط من تـرضـى عليهـم أمريكــا أو تحتـاج لهـم كحجــة وسبب لتدميـر الاخــر . يقــول اوبـامـا ( عندمـا تتعرض حياة الامريكيين او الالاف من المدنيين للخطــر نتحــرك ) . وكـان فهمـي المتواضـع يحسـب أهل الفلوجـة من المدنيين وهم اللذين تعرضــوا لهجمتين في معركة الفلوجة الاولى والثانية وهاتان الهجمتان تضاهيان أو اشـد ضراوة مما تعرضت له المدن اليابانية في الحرب العالمية الثانيـة هيروشيما وناجازاكي ، ولازال القصف عليهم يوميـا بالبراميل المتفجرة . والناس في صلاح الدين وكربلاء والموصل والبصرة ومن يقتـل على الهويـة من قبـل المليشيات التي باركتها أمريكـا منذ نشأتها كل هـؤلاء ليسـوا مدنيين عند أوبـامـا . أربع ملايين عراقي مهجر !! ليسوا من المدنيين في عـرف أوبـامـا . ولايفوتنـي إن أرفـع أهـل غـزة وأطفالهـم ونسـائهم من قائـمة المدنيين ، أمـا في ليبيـا والصـومـال واليمن ، اللهم زيـد وبـارك القائمـة بالتاكيـد هـم ليسوا مدنيين !!!!! . في سوريـا والدمـاء التي تراق فيهـا فهـم لم يُعـدوا من المدنيين منذ بداء النظام الاجرامي بدمشق بقتـل ابنـاء سوريا . إن تصنيـف البشـر عند اوبـاما وكل السياسين في اوربا بين مدنـي وغيـرذلك يستند الى أصـل هـذا الانسـان وتوصيفاتـه ودينه وليس وفــق انسانيتـه . وهـذا المنطق يدفعنـا للمقارنـة بين فهـم النازيـة لتصنيف البشر حسب رقيهـم العرقي التي ادانتهـا امريكا والغرب والعالـم على اساس انها توصيفـات عنصريــة ، وبين توصيفــات امريكا على لسـان أوباما حول من هـم المدنيين اللذين يجب الدفـاع عنهـم . مـا اشــبة اليـوم بالبارحـة فعنصرية النازيـة ضـد العرب و عنصرية اوباما على كل من هو مســلم وعربي على الارض فهم ليسوا من المدنيين ولا يجب التحرك لاجلهم اذا ما تعرضوا للموت وبأي طريقـة ومن أي جهـة . لقد طوعت أمريكـا كل المواثيق والدساتير العالمية والمؤسسات الدوليـة لخدمـة مفاهيمهــا وسياستها الاستعلائية ضد شعوب الارض وخاصة العرب والمسلمين . فمن ترضى عنه أمريكـا فهـو المدني الذي يستحق ان تدافع عنه المؤسسة العالمية تحت رعاية أمريكيـة ومن لم يتحصـن بهـذا الرضــا فســاء ما ينتظـــر وهو ليس من المدنيين . قـد فــات أوبــامـا شيئـا مهمــا له أثر على تــاريخ البشريـة ومســار الحقب التاريخية ألا وهي إرادة الشــعوب مـن أجـل التحــرر وإن كـانوا من غير المدنيين حسب إدراك اوبــاما ومن ورائــه . إذا الشعب يومـا اراد الحيــاة فــلا بــد أن تتغير مفاهيـم أوبامــا .