قرأنا العديد من ردود الأفعال على استهداف ضريح الشهيد القائد الخالد صدام حسين رحمه الله ...وبعضها استثمر الواقعة ليمارس طائفيته المقرونة بالعداء لحزب البعث العربي الاشتراكي. وقبل أن أقول ما أريد قوله هنا أحب أن اذكر بان مراقد الائئمة الأطهار كمرقد الإمام الحسين بن علي وعلي بن أبي طالب وموسى الكاظم في بغداد ومرقد الإمام أبو حنيفة و الكيلاني ومراقد سامراء سلام الله عليهم جميعا بل كل المراقد المقدسة قد تم الاعتداء عليها في غزو العراق واحتلاله ودنست حرماتها ومقدساتها بأقدام المجوس والكفار بكل عناوينهم . واذكر بان التاريخ يحدثنا عن غزوات طائفية لمرقد الإمام الحسين بن علي عليه السلام في كربلاء تم العبث به وتخريبه ونهب مقتنياته. وعليه فان واقعة الاعتداء على ضريح الحفيد ليست جديدة بل سبقتها العديد من الاعتداءات البربرية الهمجية على أضرحة أجداده ولن تغير من واقع الحال من أن صدام حسين رحمه الله رمز وطني وقومي خالد وستبنى له العديد من المقامات في كثر من الأماكن ولن تقتصر على ضريحه الذي سيعمره أبناء العراق وليس فقط البعثيين. إما الهجمة على البعث والبعثيين بحجة أنهم لم يستطيعوا حماية الضريح فلقد أوضحت لنا ليس العداء القابع على صدور البعض فقط بل بينت إنهم قاصرون وجهلة ويهرفون بما لا يعرفون تحت حجم البلادة التي تعمي البصر والأبصار معا . احدهم قال بدون أن يعي ما يقول ومن غير أن يحسب حسابات الخطأ التاريخي والمعرفي والمعلوماتي الذي وقع فيه والذي لا يتناسب مع العنوان الذي أعطاه لنفسه وما يحمله من دلالات مختلفة حيث قال ما معناه : أين هم البعثيون ؟ لم يتمكنوا من حماية قبر مؤسس حزبهم .. ومن بين ما يمكن فهمه هذه المعلومة الساذجة الخاطئة : أولا : الشهيد صدام حسين ليس مؤسس البعث وهذا الخطأ ليس خطأ من احد عامة الناس لنهمله بل هو صادر عن رجل يتصدى لمشروع طائفي ويعتبر من دعاة الإقليم البارزين أي انه مكلف بواجب مهم من واجبات وأهداف الاحتلال ألا وهو تقسيم العراق وهذا يعني إن دعاة الإقليم جهلة نصف متعلمون ولا يمثلون شعب العراق الأبي . وعليه فان قائد من قادة دعاة الإقليم جاهل لا يعرف اسم مؤسس اكبر حزب في الوطن العربي كله ثانيا : إن هذا المسكين يقر ضمنا إن البعث هو العائق الأكبر في طريق جهدهم الخسيس لتمزيق العراق عبر مهاجمته الحزب وربط الهجوم بمعارضة ومقاومة البعث للأقاليم انه يقدم شهادة لوطنية البعث و جهاديته ونقاءه دون أن يقصد ! ودون أن يكون البعث العظيم بحاجة له ولا لشهادته . ثالثا : إن هذا الدعي الطائفي المشرذم للوطن وأمثاله الذين ينهضون الآن مع تصاعد فعل ثورة العراق التحررية الظافرة ليكونوا خنجر غدر في خواصر الثوار ألا خسئوا, يريد أن يقول إن مهمة الحزب كطرف في الثورة والجهاد العراقي المبارك مجسدة في حماية قبر الرئيس الشهيد وهو بذلك يحاول أن يقزم الدور البطولي للبعث والبعثيين في كل العراق والأمة جهادا وبناءا وهو خاسئ في جهده وتوجهه العابث هذا. وجاء في تهويشات هذا العابث التشكيك بالمجالس العسكرية أيضا دون أن ينتبه إلى المعضلات التي يلقي نفسه في اتونها لان العالم كله يرى ويسمع فعل ضباط العراق الشجعان وخططهم المحكمة التي أدت إلى السيطرة على أكثر من نصف جغرافية العراق ويضيفون لها أرضا جديدة محررة كل يوم .. انه لا يدرك إن تهميش وبخس حقوق الرجال وخاصة أبناء القوات المسلحة العراقية الوطنية هو خطأ فادح لم يرتكبه حتى نوري الهالك ولا أميركا ولا إيران التي تقاتل هؤلاء الضباط ورفاقهم في فصائل الثورة من اجل أن يبقى مشروعها الطائفي التوسعي حيا يتنفس. هذا الإنسان الطائفي البغيض وأمثاله نموذج لمن نعرف يقينا أنهم كانوا يدفعون نوري ومرتزقته للاعتداء على قبور الأنبياء والأولياء والصحابة وعموم المسلمين لان منهج استهداف القبور هو احد اخطر أدوات تكريس الطائفية. والبعث هو احد أهم القوى الشعبية والجماهيرية العملاقة التي تقف بثبات كحاجز صد يمنع تحويل الطائفية المجرمة إلى طائفية دينية اجتماعية ويحصرها في خانقها الضيق المميت كطائفية سياسية طبقا لحالها الحقيقي فلا غرابة إذن أن يجعلهم يموتون بغيضهم , قل موتوا .