الاعتداء على ضريح الشهيد صدام حسين في معناه الأعمق هو اعتداء على العروبة والإيمان وليس مصادفة أن يتزامن هذا الاعتداء الأحمق مع ذكرى يوم النصر العظيم على إيران، بل هو عمل صمم وقدم المالكي وإيران قرابين من مئات المغرر بهم والمخدوعين بمكر الجهاد الكفائي وجيش وميليشيات المالكي ومليارات الدولارات كلفة الدبابات والطائرات والأسلحة والاعتدة التي دمرت في طريق الوصول إلى ضريح الرئيس الشهيد رحمه الله قائد يوم النصر في قادسية صدام المجيدة. عند التفكير مليا بحدث مهاجمة ضريح الرئيس العراقي من قبل قوات سوات الأمريكية الفارسية ومعها مجاميع من المليشيات الحكومية التي تدافع عن نظام الاحتلال يمكننا أن نضع الكثير من الدلالات ونخرج باستنتاجات مهمة أولها : إن هذا العدوان هو محاولة مكشوفة لرفع رصيد الطائفية في مواجهة حرب التحرير الشعبية الجارية الآن والإيحاء بأن حزب البعث العربي الاشتراكي وثواره طرف في تفجير وإحراق القبور التي حصلت في الآونة الأخيرة واستنكرها البعث في عدة بيانات صدرت عن القيادة القطرية للحزب واستنكرتها الفصائل المتعاونة والمؤتلفة مع البعث ببيانات مماثلة . هذه الفعلة الإجرامية في بعدها الثاني تعبر عن الهم الكبير والهواجس المضنية التي يتعايش معها النظام الإيراني وعملاءه حتى مع ضريح شاخص للقائد العربي الخالد صدام حسين الذي انتصر بجيشه وشعبه على المشروع الطائفي الخميني وقبره عند حدود العرب الشرقية الأمر الذي ظل يشكل كابوسا يضغط على الكينونة الطائفية الفارسية برمتها، غير إننا نرى إن هذه الفعلة الدنيئة انقلبت وستنقلب على العقل المتهور الذي ظل يعاني وينزف حقدا وكراهية والأيادي الآثمة التي نفذتها كما ينقلب السحر على الساحر من حيث: أولا : إن مَن يحرق قبر شهيد العراق والأمة هو نفسه مَن فجر بشكل مباشر أو غير مباشر قبور ومساجد الأنبياء والأولياء في الموصل وقبلها في سامراء أي انه ببساطة متناهية نوري المالكي ومن وراءه وقدامه إيران وتحت غطاء الاحتلال الأمريكي. إنها برهان أكيد على إن حكومة الاحتلال هي التي تقوم بهذه الجرائم وينتهي كل الجدل القائم من سنوات على هذا الموضوع. ثانيا : لا يمكن أن يمارس رد الفعل بحرق القبور والمساجد والأضرحة إلاّ مَن هو مؤمن به نهجا وطريقا مجرمة وسبق له ومارس منهج التفجير والحرق للأضرحة والمراقد لأن رد الفعل لا يغلب الحكمة والعقل إلا عند غير المحصنين أو المستعدين أو مَن هم مهيئين وسبق وان مارسوا الرذيلة ذاتها . لقد حكم البعث العراق عشرات السنوات عمّر خلالها المراقد وأثثها بأنفس وأثمن الأثاث وسهّل وحما زيارتها وزوارها لأنه مؤمن بحق اعتناق الإنسان لأية عقيدة دينية أو مذهبية والأكثر إن علي السيستاني والخوئي وغيرهم من المراجع في حوزة النجف كانت المخابرات والأمن العراقي يحميهم وينقلهم بوسائل مريحة وتحت حمايته لتأدية مراسم الزيارة إلى المراقد المختلفة . إن مَن يهجم على ضريح رئيس دولة وقائد سياسي جماهيري قومي يقدم الدليل الكامل على انه عدو للسياسة وللإنسانية وللقومية العربية وللإسلام الذي حملته العروبة ورجالها ولعروبة العراق تحديدا وانه إيراني فارسي مجوسي بالهوى أو الهوية مصاب بداء السعار والضغينة التي طمست وغيبت فيه العقل والعقلانية وأفقدته البصر والبصيرة. إن الفرس يعيدون الزمن إلى الوراء في اعتداءهم على ضريح الشهيد صدام حسين :فهم يؤكدون أنهم يثأرون للسم الذي تجرعه خميني وحشوده في قادسية صدام حسين المجيدة. وهم يؤكدون إن القادسية لم تنته وان كل ما جرى بعد يوم 8-8- 1988 هو استكمال لحلقات العدوان الإيراني على العراق والأمة العربية. وهم يصدحون علنا باعتماد الطائفية سلاحا لذبح العروبة والاعتداء على قبور رجالها اتصالا من عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب والحسين بن علي وصولا إلى صدام حسين. وهم يعلنون بوضوح, علينا جميعا أن ننقله إلى وعي الناس وإدراكهم أنهم هم مَن يتبنى منهج الاعتداء على عقائد الناس واستهداف القبور وبيوت الله كجزء من الاستهداف الطائفي وتأجيجا لصراعاته واستثمارا لما تم استثماره والبناء عليه تحت سيطرة الاحتلال وتمكينه وإسناده . لكن للعراق والأمة وشعبنا قول آخر: فالعراق شعب واحد ينبذ الفرقة الطائفية ويحترم العقائد والرمزية ويقاتل من اجل بقاءه وطنا حرا موحدا سيدا والنصر لثورة العراق. ومبروك للأمة ذكرى يوم الأيام وبيان البيانات يوم النصر العظيم الذي سيبقى شاخصا مهما عملت إيران .