ثورة الشعب، رغم التآمر الكوني، متصاعدة وشرارتها تتسع لتعم كل العراق في ظل عجز السلطة العميلة بعد تضييق الخناق عليها،اذ شهدت محافظات الجنوب والفرات الاوسط نهوضا مناوئاَ لسلطة الاحتلال ،وان كان بطيئاَ وحذراَ، ولكنه بداية واعدة للالتحاق بثورة الشعب رغم عنف وبطش السلطات والوجود الفارسي الحاقد، اذ اكد ( عوض العبدان ) امين عام ( حركة تحرير الجنوب ) في اول بيان للحركة التي انبثقت اثر التظاهرات التي اندلعت في البصرة في حزيران الماضي احتجاجاَعلى التدخل السافر للقنصل الايراني في شؤون المحافظة ونشرته،انذاك، صحيفة الشرق الاوسط بقوله "..اننا نعمل على تعبئة الجماهير الجنوبية على الثورة ضد الاهداف الايرانية الرامية الى تقسيم العراق وتغذية الروح الطائفية ودعم المليشيات" ،كما شهدت محافظات ذي قار وكربلاء وواسط والديوانية تظاهرات بعد مداهمة السلطات لمكاتب المرجع الديني العربي السيد ( محمود الصرخي ) وارتكاب مجازر ضد انصاره لرفضه فتوى ( الجهاد الكفائي ) لمرجعية ( السيستاني ) للتطوع والقتال الى جانب السلطة الطائفية العميلة. والثوار مازالوا يحكمون السيطرة على المدن المحررة ويتقدمون باتجاه العاصمة بغداد لمحاصرتها ودحر دفاعاتهاالمكثفة للانقضاض مع ثوارالداخل على السلطة المتهاوية وتخليص البلاد من كل مخلفات المحتلين والوجود الفارسي البغيض ،والحكومة العميلة تواصل سياسةالتجييش الطائفي والتحشيد المكثف لميليشيات احزاب السلطة الطائفية فتم سحب مليشيات ( ابو الفضل العباس والعصائب ) التي كانت قد ارسلت الى الشام دفاعاَ عن النظام السوري بفرية حماية "مرقد السيدة زينب" واستقدام الميليشيات المماثلة من حزب الله اللبناني وحوثيي اليمن، ،وقيام المالكي ،كدأبه،برش ملايين الدولارات في الاستدراج ،طائفياَ،للشباب واغراءهم برواتب عالية، بعد البطالة والتجويع وغسل الادمغة ببدع واباطيل، وارسالهم للموت في حملات ما سمي بـ ( الحشد الشعبي ) وتشكيل ( الصحوات الجديدة ) بهدف"طعن الثورة وغدرها من الخلف" فضلا عما يدفع من ملايين لتجنيد المرتزقة والقتلة المجرمين من دول مختلفة، والاستعانة بالخبراء والمستشارين من الجنرالات الاميركان والايرانيين والسوريين واخرين،اذ يشرفون على ( غرفة العمليات والقيادة ) والعمل على عقد صفقات تسليح عاجلة من مصادرروسية واميركية وغربية فالولايات المتحدة قد تعهدت بتسريع عمليات تنفيذ العقود السابقة للتجهيز بطائرات مقاتلة واسلحة متطورة ، كما اعلن عن الموافقة على تزويدالسلطة بـ ( 5000 صاروخ هيلفاير ) المضاد للدبابات،كما تواصل واشنطن،من خلال الخارجية والجولات المكوكية للوزير ( جون كيري ) وتصعيد الحملة الاعلامية وحرب التحشيد المضاد للثورة العراقية بذريعة التصدي للارهاب وما يشكله من مخاطر على المجتمع الدولي ! وذلك بتسخير الاعلام الدولي الذي تهيمن عليه وكذلك المنظمات الدولية ، اما ايران التي تواصل تنسيقها مع الاميركان لمنع انهيار سلطة بغداد، اضافة الى مضاعفة اعداد فيلق القدس وتعزيزها بوحدات النخبة والحرس الثوري والباسيج والجيش الايراني وفتح باب التطوع بدعوى"حماية المراقد المقدسة" في العراق ،رغم نفوذها الواسع على الساحة العراقية ووجود ( قاسم سليماني ) قائد فيلق القدس وضباط اخريين مع قواتهم، فقد وصل بغداد الجنرال ( محسن شمخاني ) وزير الدفاع السابق والرئيس الحالي لـ ( مجمع تشخيص مصلحة النظام ) والمستشار الخاص للمرشد الاعلى ( خامئني ) لادارة المواجهة ووضع الخطط لايقاف الانهيار والهزائم المتكررة لقوات وميليشيات سلطة المالكي خشية فقدان العراق الذي يشكل قاعدة الانطلاق لتحقيق حلم ( اقامة امبراطورية فارس ) بالتمدد على حساب العرب ! ومن جانبها تواصل سلطة المالكي المنهارة تصنّع التماسك والقوة الزائفة وتكرارمحاولاتها لاحداث ثغرات في جبهات المحافظات المحررة بالقيام بتحشيد الالاف وبمختلف الاسلحة مع غطاء جوي مكثف تشارك به المقاتلات الايرانية والسورية والطائرات المسيرة بدون طيار بألقاء حمم القذائف والبراميل المتفجرة على المدن الا انها لم تحصد غير الهزائم وفرار واستسلام القوات، ولعل صورالانتحار وهذه الهزائم تتمثل في صمود وشجاعة مدن رغم صغر مساحتها كـ ( الكرمة ) و ( الفلوجة ) في الانبار و ( جرف الصخر ) و ( اللطيفية ) و ( اليوسفية ) في بابل و ( المقدادية ) و ( السعدية ) و ( دلي عباس ) في ديالى ناهيك عن ( العوجة ) و ( بيجي ) و ( جامعة تكريت ) ومحيط ( قاعدة سبايكر ) وبوابات ومداخل محافظة صلاح الدين التي استعصت عليهم رغم انهم هاجموها من كل الجبهات واحياناَ في وقت واحد، ويترافق ذلك بالعمل على تجنيد مجاميع تحت مسميات مختلفة للغدر بالثورة وبث الفرقة والشقاق بين الثوار ودفعهم الى الاقتتال فيما بينهم لاضعافهم بعد العجز عن مواجهتهم في ميادين القتال ، كما ان رئيس السلطة المرفوض حتى من شركائه في التحالف الطائفي ، يحاول التراجع عن مواقفه وقراراته بعد ان اوشكت سفينته على الغرق ، فاعتذر برسالة سرية الى ( مسعود البارزاني ) رئيس اقليم كردستان العراق ساحباَ كل اتهاماته ومنها بيع نفط حقول الشمال واحتلال كركوك النفطية والخيانة ! واسترضاهم بقبول ترشيح ( فؤاد ملا معصوم ) رئيسَاَ للعراق بعد ان كان قد لوّح باعطاء الرئاسة للسنة العرب ( النجيفي او المطلك ) وبالذات بعد انسحاب وزراء التحالف الكردي من حكومته ! والقبول بـ ( سليم الجبوري ) رئيساَ للبرلمان وهو المتهم بالمادة 4 أرهاب ! ورغم اصراره على الترشيح لولاية ثالثة الا انه يواصل تحركاته لاسترضاء هذا الطرف او ذاك وشراء الذمم برش الملايين من اموال البلاد في الوقت الذي يحرم موظفي المحافظات الثائرة من رواتبهم والاهالي من الخدمات الضرورية بما فيها قطع والتشويش على شبكات الاتصالات والتواصل الاجتماعي الاخرى والتهديد بكسر السدود لاغراق هذه المدن ، كما فعلها سابقاَ، بعد ان هدّت طائراته عدداَ من الجسور وحولّت المدن العامرة الى خرائب وانقاض على طريقة حليفه ( بشار الاسد ) ، ورغم كل ذلك فقذائف الثوار وصلت بغداد والمطار الدولي والمعارك تحيط بالعاصمة من كل الجهات ،في الطارمية والتاجي والمشاهدة من جهة الشمال وفي حزام بغداد وصولاَ للرضوانية والغزالية والعامرية من جهة الغرب ، والراشدية والحسينية والمعامل من جهة الشرق، واللطيفية والبوعيثة وهور رجب من جهة الجنوب، ان كل محاولات السلطة ودعم الاسياد والتواطؤ الدولي في التآمرواستهداف الشعب العراقي وانعدام الدعم لثورته المباركة لم ولن تنقذ سلطة المحتلين وعملائهم من السقوط الوشيك ،فبشائر نصرالثورة المؤزر تلوح في الافق وهي قريبة بعون الله " ان موعدهم الصبح ،أليس الصبح بقريب " !! .