( 1 ) مســؤولية الخروج بالوطن من " الدوامـــة .... " " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغــيروا ما بأنفســهم "" الرعــد ـ 11 " نعـــم , انهـــا .. " دوامـــــة " , وليس كمثلها .." دوامـــــة " . ولن نذهب بعيــدا , في قراءة تاريخ , ليس هناك ما هو أقدم منه ولا أعـــــرق ... مدنية وحضـــــارة . كمــا , ولا ما هــــو أكثر منه تدهـــورا وتخلفــــا اليـــوم . هذه الحال التي تبـــدو وكأنها مفارقــــة غريبـــة , وهي فعــلا كذلك . ولكن هــذا هو واقع الحــال المرير ـ المؤســف والمحـــرج معــــا ـ أما كيف ولمــــــاذا ... ؟. فهــــذا ما يجب البحــــث فيـــه . في عودة لقراءة ما يمكن أن يقـــرأ , على مدى قرن من عمر العراق الحديث , منذ عشرينيات القرن الماضي الى .. تأريخ النــكبة في ـ 2003 , الى اليـــوم , والى ما لا يعلــــم الا اللــــــه وحـــده . والعـــــــــــراق فــــي " دوامــــة " , يتقــدم خطــوة , ويتراجع خطــوتان , وثلاث .. وأربـــع , و ما ان يقـــدر له أن يقف , حتى ... ليكون في حال حائـــرا فيه , لايعرف ماذا عليه أن يفعــل , وتضيع فرص , ويهــــدر زمــــان , يندفع هنا ويتراجع هنــاك , وفي الحالــتين , ليس واضحـا له مـــاذا يريد وكــيف ...!!. لعــدم وضوح رؤيـــة , ولتشتت فـــكر , وتنــــاحر على هـــــذا , وتنافس على ذاك , واقتتـــال على ما لايســتحق , واحـــــتراب بما لايوجــــب . قـــــــــــرن ... اهـــــدر في أفضــــل الزمــــــــــان , فمــاذا كانت النتيجــة .؟. النتيجــــــة . هــــذا .. " العــــراق الجــــديد ...!!! . بالنخبــــة من رجالات الدولـــة الأشــاوس .. الذين عجـــزت وعقمت الأرض أن تلــد لهـــم مثيــــــل ...!!! " . الذين أوصلوا العراق ليكون آخـــر دولة من دول المعمورة .. في سلم التخلف والتدهـــور والظلاميـــة ... ولا حتى.. " في قبائل الزولــو ـ الشاهر " , الحــــال التي ليس لها مثيل , في أي حـــال ومجــال , وفي أي زمــان ومكـــان , لتصح معــها المقارنـــة مع آخــــر , ليس له وجـــود , لأن ما أوصلــوا اليه الوطن من وضــع التردي والفشــل والضـــياع , لم يســبقهم اليـــه أحــد من قبـــل , ولن يكون له من بعـــد , الا بـــهم . لأنه لم يحصـــل الذي حصـــل , الا بـــما جـــاء على أيديـــــهم . وتبت لهــــــم من يــــــــد . الثــورة .. ســتكون أمام كــــم ونوع هـــائل من ارث هو الأســوأ والأردأ والأبشــع , من بين كل ما ترك ويمكن أن يترك من ارث في هذا البلد العريق الجميـــل .. والمبتلـــى , من هنـــا المســؤولية الضخمــة والثقيلـــة والمعقـــدة , ممــا يجعــل الخيارات في كيفيــة المواجهــة والتعامـــــل معــها ليس أمر ســهلا , بعــد أن تشابكت القضايــــا وتداخلت الأمـــور , كمـــا وتشعبت لتذهب الى كل مذهب وشـــــعب , حتى ليصبح الأمر من شــــبه المســتحيل بعد ما انتهت اليه الحال في الوطن , الى ما انتهت اليـــه , ذلك بأن يكون في المســتطاع , كما وأن يقدر , أنه ســـيكون في الأمــكان معالجة , وايجاد حــل لكل هذا الكم والنوع من تركة هي الأســوأ والأكبر والآوسـع والأعمق أثــرا في التخريب والتهديم والفســاد الذي طال الكثير من مرافق الحيـــاة . نعم انه ليس أمر ســـهلا ... , ولكن , ســـوف لن يكون مســــتحيلا , ونحن بـــروح الأيمــــــان بـ " الثـــورة النبيلــــة " .. لابد وأن يكون ايماننــا وثقتنــــا وتفائلنـــــا بمســــتوى الثورة , وما تتطــــلع اليه , وهـــذا ما هـــــو كــــــائن , حقيقة وفعـــــــلا . ولكي يكون الحلــــم حقيقــة , والأمــــل واقعـــــا , لابــــد من اقرار مجموعة من الوقــــائع في الرصـــد والتشخيص والتحــديد والتوجــه في وضع الحلول والمعالجــات قيد البحث والدرس , والثــورة متوجهة قدمــــا في مســيرتها الظافـــرة .انه أمر على مســتوى الأيمــان الراسخ الثابت في اليــقين , ان الخروج من الحال الذي عليه الوطن اليوم .. آت لاريب فيـــــــه . لتكون المواجهـــة مع كل ما بعـــد . ذلك أن تنجـح الثـــورة , فأنها ســـــتنجح بعون الله . وأن يتغير نظام فالنظام يتغير , ولكن .... يبقى المهم والأهـــم .. هـــــو : مــــــــــــــاذا بعــد ..؟. هنــاك .. " دوامـــة " تلف وتظل تلـــــــف ... تدور وتظل تــــــــــــدور .. , ولابــد من أن تـقف , وليس أمــــام " الثــورة " من خيـــار , الا ايقافـــها .. والا يكون الخوف على " الثــورة ... ذاتهــــا , " من أن يأخـــــذها اللـــف , فـتظـــــــــــــــل " تلـــــــــف " في الدوامـــة .. ذاتهـــــــا . من هنــــــــا مســـؤولية .. الثــورة / الثــــوار , في وضع حــــد لهذا " الــــــــــــــــدوم ـ في التفاف الدوامة على نفسها بكل ما تحـــــمل " . وبما يســتوجب الأمر مع ما هو معروف في حال انتظار " عاصفة هوجاء " أن تهـــدأ وتسقط كل ما كانت تحمل , لتأتي بعدها المعاينة والحساب لتقدير لما كانت تحمل وما هي الخســائر والأضرار التي خلفتـــها . والذي يجب , أن يكون في أول الأولويات , هـو أن يقــرأ ما اســـتقر على الأرض , فتحــدد طبيعتــــــه وأســبابه وأبعـــاده ومراميـــــــــه ..., ذلك انه ما ان يحصل هـــذا , حتى تأتي حالة الأطمئنــان بالوضــوح , بما يؤمن حالة الثقــة بالقــدرة على المعالجـــة , وايجاد الحلول , ليكون الفـــوز والنجــــاح . لابــد ومن باب التذكـــير , من الأشــارة الى بعض ما يمكن أن تأتي به المشــاركة في الرأي , وان هي اصبحت من المسلمات .., وذلك أن الأمـــر في الوطن بات على حـــــال ما يمكن أن يأتي في معادل الوصف , وان هو غريب في بعــد الشــقة بين حال ومفارقاتــها , وان لم يعــد غريب , بعد كل الذي حل في الوطن ..., وهــو أن هناك من الأمكانات والقدرات والكفاءات والخـــبرات , فالغنى في القدرات الفــــــكرية وكما في الأمكانات الماديــة , الأقتصـــاد / المـــال , ما هو قادر عندما يوضع كل أمر في الموضع الصحيح , فانه لابد بالغ مبلغـــه من كل أمــــر . نعـــــــــم , هناك في المقابل , ما هو في خانة الســـلب , مما هو أكبر في الحجم , وأشــد ضررا في الفعــــل . ويبقى الفارق الأساس في صراع الأرادات , صـــراع المتضـــــادات , هـو أنها تنهتي .. ودائمــــــا بأنتصــــــــــار ارادة الخير والصــدق والحق والعـــــــدل . ويبقى في كل حال , وفي كل أمــــــــــــــــر .. أن " الأنســـــان " فيما هــوعليه من .. " معـــدن " , هو الأساس , وهو الذي يرجح كفـــة على اخرى , في حساب المعــــــادلات ونتائجــــــــــها . انــه لمن باب الأعجـــاز في اللغـــــــــة , كما في عمــق ادراك الحقيقـــة , في جوهرهــــا , أن تأتي الآيـــة الكريمـة : " ان الـلـه لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " هكـــــذا , بكل هــذا الأيجاز , كما والدقــة والوضـــوح , لتغني عن الكثير مما يمكن أن يكتب .. أو يقال , في موضوع , أن الأنسان هو الجوهــــر في كل قضيـــة تتعلق بالحيــــاة , في تقدمها وتطورها ورقيهـــــــا , كما والعكس , يبقى صحيحــا أيضا وبكل تأكيـــد . كما ويبقى في حكم الـــوزن والقــدرة على التأثير , فان الحكم يكون لـ ـ من ثقلت موازينـــه ـ " فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضيـــة .." ـ القارعة ـ 7 . أي ... " ثقلت موازينه بالحسنات والأعمال الصالحات " . وهذا هــو الذي يقود الى حقيقة أن أي ثـــــــورة , وأي محاولة للتـــغيير , لايمكن لها أن تقــوم وأن تكون دون هـــــذا الأنسان , الأنســان الذي أدرك ووعى معنى الحيـــاة وكيف يجب أن تــعاش , هــوالذي لايمكن أن يقوم بنـــاء الا به , فـــــكرا وعمـــــلا . في الوطن العــزيز .. وبعد كل ما أصابه وما عانــــــاه , بما آل الحال فيه الى ما آل , ومـــا ذاق فيه المواطن من كل ما هو قاس ومرير .... , لابد وأن يقف فيه هــذا المواطن وهو بكل ما جاءت به المـــــعاناة من عرك شـــكيمة , واستحكام قــوة ارادة , واصرار على العيش في حـياة حـــــرة كريمــة , متطلعــة متفائلــة , نحو التقـــدم والرقــي والأبـــــــــــــــداع .هـــــذا هو اليــوم .." انســــان " ... الثـــــورة النبيلــــــــة . الذي سيعيد بنـــــاء العــــراق كما لم يقدر له أن يبنى من قبــــل . فالى المجــــــــــد ... يا ثـــــــــوار شـــعبنا الأبي الكريــــــــــم .