قرأت ليلة أمس منشورا لأخ عربي من بلاد جناح الأمة الغربي يشتم فيه العرب ويتهمهم بالغباء والتصحر الفكري والتخشب الوجداني لأنهم تعاملوا مع حسن نصر الله وحزبه المسمى حزب الله على انه حزب طائفي واتهموه زورا وبهتانا كما يقول المنشور بالمذهبية في الوقت الذي كان يصدح فيه بحب فلسطين والعمل المباشر والجاد والعملي لتحريرها. لن أدخل في جدل عقيم عن حزب الله وحسن نصر الله ومنهجه التحريري العملي فلقد قيل فيه الكثير وأنا شخصيا سبق لي مرارا وجادلت الأخ ألمغاربي في بهتان ادعاءات نصر الله وحزبه فالرجل لا تهمه الأمة العربية ولا يهمه أمر تحرير فلسطين بشئ لا من قريب ولا من بعيد بل انه تأسس وترعرع ونما من أجل خدمة مخطط إيران في التوسع غربا على حساب العرب..غير إني سأتوجه بسؤال تحريري للأخ ألمغاربي ليس بوسعه لا هو ولا حسن نصر الله ولا أميركا ولا إيران إنكاره بل على العكس فهم يعلنون بلا مؤاربه.... ماذا تفعل ميليشيات حسن نصر الله في ديالى وبغداد والانبار وصلاح الدين العراقية ؟؟؟؟ بل ..لماذا صار حزب الله وحسن جزءا لا يتجزأ من سلطة الاحتلال في العراق منذ حصوله عام 2003 م؟ ولماذا اندمجت ميليشيات نصر الله مع ميليشيات بدر والدعوة والجلبي لحماية سلطة الاحتلال التي شكلتها إيران وأميركا بعد غزو العراق؟ معلوماتنا المؤكدة إن نصر الله وأعوانه لا يعترفون بالقومية العربية ولا بوحدة العرب وبالتالي فوجودهم وقتالهم في العراق لا يمكن للأخ ألمغاربي أن يضعه في خانة ألتوق والواجب القومي بل هو وجود قومي عرقي فارسي طائفي بامتياز ولا تفسير له ولا غطاء له سوى المذهبية التي يقول أخونا إن حزب الله برئ منها .. والسلطة التي اقامها الاحتلال في العراق لا تنكر مذهبيتها حتى لو كتب ببراءتها ألف كاتب غير أخونا ألمغاربي بل تتفاخر بها وأكثر من هذا فإنها تتفاخر بقتلها ل3 مليون عراقي بعد الغزو لتكريس الطائفية . الطائفية التي يدافع عنها البعض لم تعد فكرا نظريا أو عقائديا بل هي سلاح وقوة تدمير للعرب وللإسلام معا سواء كانت بغطاء بهتان شيعي أو سني لا فرق. وسأسوق نموذجا لطائفية ما بعد احتلال العراق على سبيل المثال لا الحصر قام به أحد رفاق حسن نصر الله في العراق يدعى أبو درع: في مأتم عزاء لأحد ضحايا التفجيرات الإجرامية في بغداد ذهب أبو درع لمجابرة أهل أحد الضحايا المتواجدين في مجلس عزاء يحضره المئات على الطريقة العراقية .. وقف أبو درع هذا وأعلن أمام الناس انه جلب ذبائح لمجلس العزاء .لكنها ليست أغنام كما اعتاد العراقيون تقديمه في مثل هذه المجالس ..بل عشرة شباب اسمهم عمر... قام أبو درع رفيق حسن وأحد أدواته المجرمة بذبح الشباب العشرة بدم بارد أمام أنظار الحضورهذا هو المنهج الذي يعتنقه نصر الله وأعوانه في العراق وسوريا وليبيا وقبلها لبنان وغيرها من أقطار الأمة العربية التي اختارت أميركا نصر الله والطبطبائي والجلبي ومحسن عبد الحميد ومن لف لفهم لتدمرها بطائفيتهم القذرة. وليعلم من يريد أن يفتح عقله وضميره وبصيرته إن العقيدة القومية الوحدوية التحررية المعاصرة لم تعادي الدين لأنها عقيدة مؤمنه ولم تعادي المذاهب الإسلامية الكريمة بل وقفت بوجه منهج التدمير المذهبي الذي لم يعد سياسيا بل منهج ذبح وتمزيق للعرب ووطنهم وأقطارهم. واداة تشظية بيد الصهيونية والامبريالية وايران الفارسية المتطلعة لامبراطورية قومية على حساب غربها العربي