لم يكن اندلاع الثورة في العراق حدثا عاديا ابدا، وذلك لأنها جاءت بصيغة ثورة شعبية عارمة، جسدت مشروعا حضاريا ناهضا بأبعادها الوطنية والإنسانية، عندما تجاوزت المطالب الانية للجماهيرعلى مشروعيتها الملحة، والتي افرزتها حالة الظلم، والاقصاء، والفساد،واللصوصية المسفة، التي مارسها عرابوا حكومة العملية السياسية، باعتمادهم نهج المحاصصة الطائفية المقيتة، التي ارساها ( بريمر ) سيء الصيت، ضد كل شرائح الشعب العراقي. كما انها جاءت في سياق ثورة شعبية شاملة شاركت بصياغة مشروعها التحرري النهضوي، كافة القوى الثورية والوطنية والقومية والاسلامية للشعب العراقي، التي التقت رغم تنوع وجهات النظرعلى مشترك تحرير العراق من الاحتلال الصفوي، وكنس ما تبقى من اثار مشروع الاحتلال الأمريكي ،باعتباره مشروعا امريكيا صهيونيا شعوبيا، يستهدف وحدة العراق ارضا وشعبا، بقصد تقسيمه الى كانتونات، بمسميات وذرائع مختلفة، في اطار استراتيجية اعادة صياغة خارطة المنطقة، ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد،لتكون الثورة بذلك النهج المتكامل، ثورة كل العراقيين، من خلال وحدة نضال واهداف فصائل المقاومة في تحقيق هدف التحرير. وبذلك فان الثورة العراقية المباركة لم تكن ثورة نخب، ولا ثورة حزب بعينه،او منطقة بعينها من ارض العراق، بل كانت ثورة الشعب كله على امتداد ارض العراق كله، فهي بهذا المنظور ثورة شعب، لا مجرد انتفاضة نخب، لتكون ثورة شاملة ضد مشروع تفتيت الوطن، وثورة لرفض الظلم، القتل، والدمار، والاقصاء، والتهميش، والحرمان، وسرقة اموال الشعب، وانهاء التبعية للأجنبي ايا كان شكله ونوعه. وبذلك يتطلب الامر تكثيف الحشد الجماهيري، وتصعيد الصمود،ودعم الثورة والثوار في كافة مدن العراق، لتسريع انجاز هدف التحرير .