برقبة من دماء هؤلاء الجنود القتلى؟ إنهم مواطنون عراقيون استعدوهم على مواطنين عراقيين. خدعوهم بدعاوى الطائفية أو استغلوا حاجتهم لتوفير العيش لعائلاتهم بعد أن سدوا الأبواب كلها في وجوههم وفتحوا لهم باب القتل فقط . هؤلاء القتلى خسارة وطنية، فلو أنهم وجهوا لبناء الوطن ما قصروا، وهم مثل أخوتهم المستشهدين بالبراميل المتفجرة وكواتم الصوت والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة ضحايا حرب غير مقدسة. في العراق فقط الشهداء والقتلى خاضعون لمشروع إبادة واحد، فالقتلى دفعوا إلى الهلاك والشهداء ارتقت أرواحهم إلى بارئها للسبب نفسه وللهدف نفسه.. القتلى عراقيون والشهداء عراقيون. هل سيفهم من يدفع ولده إلى قتل اخوته بحجة الجهاد الكفائي أو خدعة الدفاع عن الوطن ضد أبناء الوطن أن القتيل والشهيد فقدوا حياتهما لأن الاثنين مطلوب رأسيهما لجهة واحدة، والقتيل هلك لأنه وقع تحت تأثير خدعة كبرى هدفها تدمير الوطن، والشهيد سحقه عدوان تلك الجهة التي تطلب رأس الشعب كله. اصحو يا من تدفعون أولادكم إلى حرب غير مقدسة تجلب العار والشنار لكم ولأهلكم وعشائركم وتدفعون فيها دماء أبنائكم فتسهمون في قتل الوطن، حرب المستفيد منها شرذمة سلطها المحتل عليكم بحجة الدفاع عن المذهب، وأي مذهب أغلى من الوطن، وهل إذا ضاع الوطن سيسلم مذهب، وأيهما أبقى وحدة الوطن أم وحدة المذهب؟ اصحو وفكروا وعوا وتبصروا فهذه الحرب القذرة ستصيرون أنتم وقودها بعد أبنائكم ولن يسلم أحد منكم وسيظل العار يلاحقكم كما سيلاحق الطائفيين الآخرين الذين يصدعون وحدة الوطن بدعاوى التقسيم والأقليم. اصحو فالتاريخ الوطني الناصع لآبائكم وأجدادكم وديعة في رقابكم فلا تشوهوه بقلة عقلكم وانسياقكم وراء دعوى المذهبية، وأنتم لا تعرفون حقيقة مذهبكم الداعي إلى وحدة المسلمين، ولو دققتم في مرامي من يقذف بكم إلى المهالك بعد أن تعرفوا حقيقة مذهبكم ستجدون أن هذا المذهب يلعنكم ويتبرأ منكم.. ولوجدتم أن أهل البيت عليهم السلام يشيحون بوجوههم عنكم ويستنكفون أن تكونوا أنتم من أتباعهم، كما يستنكف الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم من دعاة التقسيم والتأجيج الطائفي والأقاليم ويشيحون بوجوههم عنهم. اصحو فالنار تأكلكم وأنتم مخدرون بخدع أعدائكم. لكي ترضوا الله واهل البيت والوطن اسحبوا أبناءكم من حرب المالكي على الشعب فمصيرهم الهلاك وستخسرونهم ونخسرهم ويخسرهم العراق. ويا أتباع أبو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم أجمعين أخرسوا الأصوات الطائفية التي تصور لكم أن أخوانكم أعداءكم.