الديمقراطية التي تتبنى الادارة الامريكية ان كانت جمهورية او ديمقراطية الهوى اشاعتها في دول العالم وخاصة التي تراها بحاجه الى التغيير الديمقراطي كي تنعم شعوبها بالحرية والحصول على حقوقهم هي من مخرجات الفوضى الخلاقه التي تراها هي الوسيله المؤهله لمد نفوذها واستلاب الاراده في تلك البلدان ، لان الديمقراطية التي يرونها لابد وان يكون قرابينها الالاف المؤلفه من الابرياد الذين تحصد رؤسهم بسكاكين المؤمننين الملتحين لابسي السواد لانهم ينتمون الى خوارج العباسيين ، أوالذين يضرجون بدمائهم باطلاقات كواتم الصوت المباركه من ولي أمرالمسلمين وهذا لايختلف عن خليفة المسلمين من حيث النظر للعرب ومستقبلهم وما يجب ان يكون لهم ، أو من تلتهم اجسادهم البريئة نيران البراميل المتفجره التي تلقيها غربان الشر والحقد والكراهية على من يرى الله متجليا" بنقاوة الانبعاث المحمدي والسنة النبوية التي يترجمها بالافعال والاقوال ال بيت النبوة عليهم السلام لانهم المطهرون والذين اذهب الله عنهم الرجس ، وهنا تحقق هذا التصور الذي طرحه ويطرحه العقل العروبي الثائر الذي محوره الانسان العربي وحاجته للتخلص من افرازات والمتغيرات التي حققتها الهمجية الامبريالية من خلال مايسمى بالربيع العربي ومانتج عنه من تسلط القوى المعادية لارادة الشعب العربي وتطلعاته وامنياته ، والحقيقة التي لابد وان تقال هو الخريف العربي بكل ابعاده ومعانيه وافرازاته فالعراق ومصر العروبه وسوريا واليمن ولبيا هم الاكثر نزفا" للدماء ، والاكثر عطشا" للحرية الحقيقية ، والاكثر للامن والامان ، والاكثر لمعنى الحياة الحرة الكريمه ، وألاكثر حاجة للتخلص من الاحزاب الدينية السياسية والعقلية الطائفية السياسية التي لاتقل همجيتها وعدوانيتها عن فعل المفخخات واللواصق والكواتم التي ابدع ولي الامر والخليفة الداعشي من استخدامها والافتاء بصوابها وشرعية اتخاذها منهجا" وسلوكا" لتحقيق اهدافهم وغاياتهم ، بصراحة وبوجع قلب كبير ينزف الدم نقول بأن مايسمى بالعملية السياسية في العراق والتي أفرزت أبشع صورها التي يترجمها المشهد العراقي الحالي الذي لايحسد عليه و نتائجها و تجلياتها من خلال حالة الإقتتال الأهلي المستمرة في العراق بين السلطة الخائبة التي لاتعرف سوى الخساسة والنذالة والنهب والسلب للمال العام والعيش على أنين ودموع المظلومين ، ومايسمى بالمعارضة المختلفة الأهواء والتطلعات و الأمزجة لانها ليس بمعارضة للاخلاقيات الشاذه والجرائم والانتهاكات التي تقوم بها حكومات الاحتلال المتعاقبه على العراق والمافيات التي أصبحت تسرح وتمرح بلا حساب ورقابه لانهم ليس برافضين للعملية التي انتجها الغازي المحتل للعراق واعوانه الممهدين والداعمين في أن واحد وكذلك بين أبناء الطائفة الواحدة كما حصل في كربلاء في 2 / 3 تموز 2014 من مصادمات دموية بين جماعة السيد محمود الصرخي و السلطة و إمتداد الصراع الدموي للديوانية والبصرة و الناصرية ، وهو صراع دموي يذكرنا بما حدث أعوام 2005 و 2006 و قصة الصراع الحكومي الهالكي أيضا" مع جماعة رافضة لعقلية الحاكم وأجندته والتي نعتوها باسم جند السماء وبعد ما ادعاه علي الدباغ الناطق الرسمي باسم حكومة الاحتلال في حينه بان هذه الجماعه تريد قتل المراجع العظام بعد السيطرة على النجف الاشرف ، وهنا التلويح باعطاء الامر بقتل العديد من ابناء العراق المتوجهين الى كربلاء لاحياء يوم عاشوراء ، في قصف منطقة الزركة قرب كربلاء بالنيران الحكومية و الأميركية وقتذاك ، وملفات الصراع الداخلي بين ولنقول شيعة العراق قديمة و متكررة و تحمل في ثناياها تطورات ساخنة جدا لانها تفصل فيما بين اتجاهيين أحدهما عروبي مؤمن بمنهج أهل البيت عليهم السلام كونهم رموز عربية اسلامية لهم الاثر الفاعل في نضج المقاومة للظالم والمستبد والمستعبد ، وبين من تفرس فكرهم وأصبحوا الخنجر المسموم المغروس في الجسم العربي عامه والعراقي خاصه ومن هؤلاء كافة الاحزاب والتيارات والحركات الدينية السياسية التي شهدتها الساحة العراقية قبل وبعد 2003 وكذلك الامر في أقطار عربية اخرى وخاصة الخليجية ومن ابرزها البحرين ، بهذه الرؤيا يتمكن القارىء للمشهد العراقي العربي الولوج الى صميم الحدث وبعده وشموليته ، والامر السائد الان في العراق مابعد الانتخابات التشريعية 2014 يثبت فشل التحالف الوطني بحقيقته الشيعيه التي لاتعبر عن حقيقة وجوهر الصراع ، في الإتفاق على مرشح مقبول ويحظى بالإجماع لمنصب رئيس مجلس الوزراء بعد إصرار الهالكي على إستمرار ترشيحه ورفضه لكل البدائل ، فإن التحالف بدلا من أن يتصرف بشكل حر وضمن الخيمة الوطنية فإنه بات ينتظر قدوم الجنرال الفارسي الصفوي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني و ممثل ولي أمر المسلمين علي خامنئي و المندوب السامي الإيراني - أي السفير - في العراق ليحل مشكلة البديل و يرشح شخص و إسم وهوية رئيس مجلس وزراء العراق ؟ وهو ما يعني دخول العراق بالكامل في نفق الوصاية الإيرانية المباشرة ، فليس سرا أن جميع أحزاب التحالف الوطني العراقي الشيعية هي أحزاب تابعة الى إيران قلبا وقالبا وولاءً و تنظيما ؟ وهذا الامر تناولناه وأخوه أخرون لانها نشأة وترعرعت في ايران الشاه الملالي في ان واحد لانها وسيله من وسائل مد النفوذ وموطىء القدم المتقدم للسياسات الايرانية الهادفة الى الانبعاث الامبراطوري السياسي والجغرافي والاقتصادي بعد ان تمكنت ايران الشاه الملالي من تحقيق حلمها بالامبراطورية الفكرية تحت لافتت التشيع الذي اتخذوه منفذا" للنغوذ والتوسع ، وهو ما يعني الغياب التام لأي سيادة عراقية مفترضة ، فالصراع على هوية و جنس رئيس الحكومة القادم لاينهيه إلا القرار الإيراني الحاسم ، و سليماني الغارق حاليا في تعزيز صفوف الدفاعات العسكرية لمواقع الميليشيات الطائفية والإيرانية في شمال وجنوب بغداد لايمتلك وقتا يخصصه لمناقشة طلب التحالف الوطني بحل عقدة البديل وهذه تمثل إهانة كبرى للشعب العراقي وضربة موجعة لأبسط آليات الديمقراطية الطائفية الكسيحة التي تعجز عن إنتاج شخص مؤهل لقيادة بلد كالعراق إلا من خلال اللمسات الإيرانية ، فأي شرعية ، و أي إنتخابات ؟ و أي دولة تلك التي لاتمتلك الارادة والقرار ، وأي مجلس نواب ، وأي ارادة وطنية ؟ يتبع بالحلقة الثانية